* يا فن؟!

TT

* انتشرت في السنوات الاخيرة ظاهرة الانتحار الجماعي، والمقصود هنا ليس انتحار الدلافين أو الحيتان، بل انتحار الفن في العالم العربي، خاصة الغناء، فقد اصبح كل من هبّ ودبّ يغني، حتى بتنا نرى مغنين موسميين، على غرار الفواكه الموسمية، لان ظهورهم يقتصر على فترة وجيزة، ثم يختفون تماما، او يظهرون بعد فترة بأغنية جديدة أو كارثة جديدة! اما اذا اردنا التحدث عن هؤلاء فإننا لا نتحدث عن ابداعهم لانه من الصعب تسمية نتاجهم بالابداع، بل ربما يكون الاسم المناسب له هو المهزلة الفنية، والخطير في الامر ان حمى او فيروس هذا الداء لم يصب فن الغناء فحسب، بل وصل الى السينما، فعندما كنا نرى أفلامنا مدرجة في برامج عروض مهرجانات علمية كمهرجان «كان» وغيره، اصبحنا نتبادل التتويجات والجوائز لافلامنا عبر مهرجانات محلية صغيرة، توزع فيها الجوائز ربما بغرض المجاملة لا أكثر.

هذه الملاحظة لا اخص بها السينما المحلية، بل العربية بشكل عام، ففي حين نرى بعض السينمات التي تنطلق بقوة كبعض الافلام التونسية والمغربية، فإننا نلاحظ تراجعا للفيلم المصري الذي اخذ يتوقف عند الكوميديا والمواقف الهزلية، فيما بعض الافلام تحاكي السينما الهندية لتستحق ان نطلق عليها لقب افلام الصابون، لأن شانها شأن اعلانات الصابون التي تملأ شاشات الفضائيات في العالم الثالث.

يبقى سؤال وهو: هل اللا وعي الذي يطال مجتمعاتنا العربية قد طال الفن؟

محمد المكنوزي (طالب) الحسيمة/المغرب