تسونامي مستمر!

TT

جاء في يوميات ابي: قررت وأنا بكامل قواي العقلية وبدون أي ضغط أو إكراه أن أسمّي طفلي القادم (تسونامي) واحذّر كل من تسول له نفسه سرقة هذا الابتكار مني. لذلك قررت المضي قدما في تسجيل هذا الكشف الحضاري في مؤسسات حماية الملكية الفكرية في جميع دول العالم، وسيطلقون عليّ في الحي لاحقا:«ابو تسونامي» قائلين: جاء ابو تسونامي. وراح أبو تسونامي! أو يقولون: تعالوا نشرب القهوة في بيت تسونامي أو إن أبا تسونامي طلق ام تسونامي! اعتقد انه سيكون الانجاز الأهم في حياتي، وللدقة سيكون الإنجاز الوحيد، سيكون ابني مرهوب الشأن وعظيمه، وسيخلد التاريخ اسمي وابني حيث سيذاع اسمه في نشرات الأخبار والأحوال الجوية والتقارير الاقتصادية.. ولكن ماذا لو قرر تسونامي حلاقة شاربه؟ هل سيصبح تسونامي الذي حلق شاربه؟ ام سيقولون :هذا هو تسونامي الذي من دون شارب! فكرت أن هذا هو العار بعينه وهي مصيبة على مستوى العالم، وأفضل حل لها أن أربي تسونامي على ضرورة الاحتفاظ بشاربه في كل حال ومهما تبدلت الأحوال، فهل يمكن أن يأخذ موقعه العالمي وهو من دون شارب؟ اني ارتجف كلما تخيلت ذلك.

فجأة جاءني صوت يقول ان المولود الذي انتظره هو انثى.. هذا ما جاء في يوميات أبي وأتذكرها كلما فكرت بالإشاعة الشهيرة في مدينتنا والتي مفادها أن هناك إعصارا قادما سيقتلع كل شيء إن تجرأ احد وحلق شاربه! عبد الرحمن الأرغا ـ دمشق