منهاج جديد للسلوك

TT

إن سيطرة منظومة محددة من المفاهيم والقيم المتوارثة من شأنه أن يحيلنا إلى انماط جامدة تخضع لمرجعيات نهائية ذات منظور تراثي أحادي.

غير ان إدراك المرء للطبيعة النسبية لما يؤمن به من معتقدات ومسلمات في كل المجالات الحياتية، يظل المقياس السليم الذي نستطيع من خلاله التمييز بين الإنسان المتحضر والهمجي، وفي حال قيامنا بإصدار حكم أو تكوين قناعة شخصية عن جماعة ما.. لا بد أن نتخلص تماما من الانحياز والتحيز اللذين ينبعان من الأهواء الشخصية أو من القناعات التي تسيطر على عقولنا.

لذا ارى أن علينا التسلح بالاحتراز وعدم الانزلاق أمام الدلالات الظاهرية للشعارات البراقة، مع العمل على تحصين المعرفة الكاملة التي تنير لنا واقعنا الفعلي.

نحن في اشد الاحتياج لإنتاج ثقافة جديدة تعتمد على الجهد الدؤوب الواعي والفكر المفتح، وذلك يتطلب الإتيان بمنهاج جديد للتفكير بعيدا عن المنهج التلقيني الجامد، وذلك لن يتأتى إلا بعقل بالغ التيقظ وقلب شديد الحساسية كي نستدل بهما على طريق المعرفة النزيهة المجردة.

كذلك على المثقفين أن يضطلعوا بدورهم المحوري، فهم القادرون على تشخيص الاسقام، واكثر من ذلك، هم يستطيعون استنباط صيغ مستحدثة تمكنهم من تعديل سلوكيات وعادات الناس الاساسية، الى الأفضل.. على أن يتم إنجاز كل ذلك عبر آفاق عقلية رحبة تسمح بمساحة كبيرة من التعدد والتنوع والاختلاف.

محمد الصيرفي ـ القاهرة