عالمك في داخلك

TT

قد لا تصح مقولة «ما تستورده هو ما تصدره» في عالم التجارة، لكن الحديث عنها من الناحية النفسية والعقلية يصحّ. وسوف اشرح ذلك من الناحية الذاتية، من خلال ربط المقولة بالعالم الداخلي والخارجي على السواء، واقصد بالعالم الخارجي، بيئة الإنسان بكل ما تشتمل عليه من مكان وزمان وظروف، أما العالم الداخلي فهو بالطبع بيئة الإنسان الداخلية، نفسيته، أفكاره ومشاعره.

سؤالي هو: لماذا يوجد اختلاف بين الناس في جميع مناحي الحياة؟ حتى أولئك الذين يعيشون في بيئة واحدة، أفراد العائلة الواحدة مثلا، نجد بينهم اختلافات واضحة بين ناجح وفاشل وشقي إلخ..

سؤالي الثاني: كيف يختلف العالم الداخلي من شخص إلى آخر؟

جوابي البسيط هو ان السبب يعود الى العالم الخارجي، فهو كبير ومتنوع ويحتوي على الكثير من التفاصيل، والمدهش أنه عالم محايد لا يحدد وصفة الحزن أو الفشل للبعض، أو السعادة والنجاح للبعض الآخر، إنه عالم نراه ونتعامل معه من خلال عوالمنا الداخلية.

إذن كيف يتشكل العالم الداخلي؟

ابتداء، أرى أنه يتشكل من العالم الخارجي، فكل مولود يتلقى التكوين من والديه، ومن ثم يتقدم نحوه الآخرون من أقارب وأصدقاء، ثم إعلام ليؤثروا به، فالعالم الخارجي يتدخل في العالم الداخلي، ومع الوقت يتفاعل هذا التشكيل، وقد يتصارع لتكون الغلبة لأحدهما على حساب الآخر. للمثال على ذلك، إذا ما كرر الوالدان على الطفل الصغير أنه عصبي مثل أبيه، فسوف يتلقى فكره هذا التوصيف ليخزنه ثم يصدره كسلوك.

باختصار: يستطيع الإنسان أن يغير العالم الخارجي إذا ما قام بتغيير عالمه الداخلي إلى الأفضل.

منصور الرفاعي ـ المدينة المنورة/ السعودية