بن عيسى: جولة العاهل المغربي تدخل في باب التشاور وتنسيق المواقف وهناك توجه عربي لانعقاد مؤتمر السلام إذا استكمل المتطلبات الضرورية لنجاحه

قال لـ«الشرق الأوسط» إن المغرب وافق مبدئيا على انعقاد القمة المغاربية.. أما من سيحضرها فسيتقرر في الأيام المقبلة

TT

بدأ العاهل المغربي الملك محمد السادس أمس جولة شرق أوسطية تشمل الاردن وسورية والسعودية وقطر، تأتي عقب الزيارة التي قام بها أخيرا الى الولايات المتحدة، لذلك يتوقع أن تتناول مباحثات العاهل المغربي مع زعماء الدول العربية التي سيزورها آخر التحركات العربية لتفعيل مبادرة السلام العربية، وتنسيق المواقف العربية بخصوص عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الاوسط.

«الشرق الأوسط» التقت وزير خارجية المغرب محمد بن عيسى الذي يرافق الملك محمد السادس في جولته ضمن وفد رسمي، فكان معه هذا الحوار حول آفاق هذه الجولة وعلاقات المغرب مع الجزائر واسبانيا. * بدأ الملك محمد السادس أمس زيارة شرق أوسطية ستقوده الى عدة عواصم عربية، ما هي أهم القضايا المتوقع ان تتناولها مباحثات العاهل المغربي مع قادة تلك الدول؟

ـ هذه الزيارة ستبدأ من الاردن، تلبية لدعوة من العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، ثم سورية تلبية لدعوة مماثلة من الرئيس السوري بشار الاسد، كما سيزور جلالته المملكة العربية السعودية للاجتماع بشقيقه الأمير عبد الله بن عبد العزيز بغرض التشاور في المستجدات التي تعرفها الساحة العربية، خاصة موضوع السلام، وذلك على ضوء المبادرة العربية التي كانت في الاساس مبادرة سعودية واعتمدها الزعماء العرب في قمة بيروت الاخيرة، وبهذه المناسبة سيزور جلالة الملك دولة قطر زيارة صداقة وأخوة، للتباحث مع شقيقه الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير دولة قطر، ورئيس قمة المؤتمر الاسلامي حول التطورات التي تعرفها الساحة الاسلامية شرقا وغربا، وحول الجهود التي يبذلها جلالة الملك بصفته رئيسا للجنة القدس لتفعيل عملية السلام في الشرق الاوسط. وهذه اول زيارة يقوم بها العاهل الكريم لدولة قطر لأنه لم يسبق له ان زارها حتى عندما كان وليا للعهد.

* هذا التحرك المغربي في عدة عواصم عربية مؤثرة في أزمة الشرق الاوسط، هل يحمل أي جديد في اتجاه إيجاد مخرج للأزمة التي تعيشها المنطقة؟

ـ هو يحمل عدة دلالات. أولا يحمل التزام المغرب بخصوص موضوع السلام في منطقة الشرق الاوسط، وهو التزام مستمر قائم منذ أن بادر جلالة الملك الراحل الحسن الثاني لتقريب الهوة بين الاطراف المعنية بموضوع السلام. وجلالة الملك محمد السادس بصفته رئيسا للجنة القدس قام بعدة مبادرات خاصة، منذ انعقاد قمة بيروت، كما قام بعدة اتصالات عن طريق مبعوثين ورسائل الى عدة عواصم عربية وغربية. وكان لي الشرف بحمل رسائل من جلالته الى الرئيس الاميركي جورج بوش، والرئيس الفرنسي جاك شيراك، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتوني بلير رئيس وزراء بريطانيا. كما ان هذه الزيارة تأتي بعد الزيارة التي قام بها جلالة الملك الى الولايات المتحدة، وهي تدخل في باب التشاور وتنسيق المواقف، فالمغرب عضو في لجنة متابعة المبادرة العربية. والمغرب يبذل كل جهوده لتوحيد الكلمة والفعل العربيين لتفعيل عملية السلام في إطار تلك المبادرة.

* أين وصلت المبادرة العربية، في ظل الحديث عن عقد مؤتمر دولي للسلام بالشرق الاوسط؟

ـ هناك مشاورات قائمة الآن بين أعضاء هذه اللجنة وبعض العواصم في اوروبا وفي الولايات المتحدة، وهناك اتصالات قائمة مع الامين العام للامم المتحدة ومع روسيا الفيدرالية، كما ان هناك مشروع انعقاد مؤتمر دولي للسلام. والمشاورات الجارية حاليا تتم حول هذا المؤتمر وحول تفعيل المبادرة العربية لتكون ارضية له الى جانب الارضيات الاخرى التي لها علاقة مباشرة مع مرجعية مدريد ومبدأ الارض مقابل السلام. وجلالة الملك يسعى الى حشد الدعم لمبادرة السلام العربية ويعمل جاهدا على المستويين العربي والعالمي لحمل اسرائيل على الانسحاب من الاراضي المحتلة، منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2000، فبدون الانسحاب الاسرائيلي من هذه الاراضي سيصعب انعقاد مؤتمر دولي للسلام.

* أليس هناك تناقض في الموقف المغربي بين سعيه لحشد الدعم للمبادرة العربية وفي نفس الوقت تأييده لعقد مؤتمر دولي للسلام في الوقت الذي أعربت فيه دول عربية عن تحفظها إزاء عقده لأنها ترى فيه تجاوزا للمبادرة العربية؟

ـ أعتقد أن التحفظ ليس حول المؤتمر بحد ذاته وإنما حول الشروط التي يجب ان تتوفر فيه. هناك توجه عربي لانعقاد هذا المؤتمر إذا استكمل المتطلبات الضرورية لتحقيق نجاحه. ومنذ ان طرحت المبادرة العربية تبين ان هناك حاجة الى مشاورات معمقة بين الدول العربية وبين «المجموعة الرباعية» التي تضم الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة. وتتلخص هذه المتطلبات في ضرورة اعتماد كل المرجعيات السابقة للمبادرة العربية منذ مؤتمر مدريد والانسحاب الكامل من الاراضي الفلسطينية المحتلة، واعتماد مبادرة السلام العربية كأرضية مركزية للمحادثات في هذا المؤتمر وتحديد الاطار الزمني للمؤتمر، علما ان هناك اجماعا ايضا على ان المداولات يجب ان تتطرق الى كافة القضايا المرتبطة بموضوع السلام في الشرق الاوسط، وأعني بذلك كافة المسارات. غني عن القول كذلك ان التحضير المحكم والدقيق لهذا المؤتمر هو وحده الكفيل بتحقيق نجاحه، لذلك يقترح المغرب ان يسبق انعقاد المؤتمر اجتماع تحضيري لوزراء خارجية الدول المشاركة فيه.

* كيف تقيم الآن الدور المغربي في تحريك عملية السلام في الشرق الاوسط؟

ـ مما هو واضح ان جلالة الملك سعى بكل جهوده من خلال زياراته المتعددة لعدة عواصم عالمية، بما فيها الزيارة الحالية لعدد من دول الشرق الاوسط، واتصالاته مع زعماء العالم، كل ذلك يصب في اتجاه تفعيل حركية السلام، للخروج من الجمود الذي تعرفه العملية السلمية، وفي نفس الوقت فتح آفاق للعمل العربي المشترك من اجل الوصول الى تحقيق سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة على أساس قيام دولة فلسطينية مستقلة على أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، وتحرير الاراضي العربية المحتلة في الجولان وفي مزارع شبعا بالجنوب اللبناني، وايجاد حل لقضية اللاجئين، والمياه والحدود وكافة الاستحقاقات المرتبطة بعملية السلام.

* زيارة العاهل المغربي الى قطر هل تعني عودة الاجواء الى صفائها بين الرباط والدوحة؟

ـ الاجواء كانت دائما صافية بين دولة قطر والمغرب، وعلاقات التواصل والتعاون قائمة باستمرار. وقد ترأست مع زميلي وشقيقي الشيخ حمد بن جاسم، وزير خارجية قطر، اعمال اللجنة المغربية ـ القطرية المشتركة التي عقدت نهاية الاسبوع الماضي في المغرب، ووقعنا العديد من الاتفاقيات. ونحن نتبادل الزيارات في ما بيننا باستمرار وعلى جميع المستويات. وأثناء انعقاد موتمر الدول الاسلامية في الدوحة أناب جلالة الملك شقيقه الكريم مولاي رشيد لحضور أعمال تلك القمة. والزيارة الحالية لجلالة الملك الى قطر تأتي في ظل اجواء الصفاء والمحبة التي تجمع بين القيادتين والشعبين.

* ألم يكن هناك أي غضب مغربي من التناول الاعلامي لبعض القضايا المغربية من قبل قناة «الجزيرة» القطرية، مما عكر صفو العلاقات بين البلدين؟

ـ هذه الامور تحصل داخل الاسرة الواحدة من حين لآخر، قد تكون هناك بعض التجاوزات لكننا نتغلب عليها بسرعة، لأن النية صالحة وإرادة التعاون والتضامن قائمة. تلك كانت مجرد سحابات صيف عابرة، ولا يجب أن نعيرها اكثر مما تستحقه من اهتمام يتطلبه توطيد علاقاتنا وتمتينها.

* زار عبد العزيز بلخادم، وزير الخارجية الجزائري، أخيرا المغرب حاملا دعوة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الى العاهل المغربي لحضور القمة المغاربية المزمع عقدها في الجزائر يوم 21 يونيو (حزيران) المقبل، فماذا كان الرد المغربي على هذه الدعوة؟

ـ المغرب منذ البداية وافق على انعقاد هذه القمة من حيث المبدأ، أما من سيحضرها فهذا سيتقرر في الايام القليلة المقبلة.

* هل سيحضرها المغرب على أعلى مستوى؟

ـ أكيد سيحضر المغرب على أعلى مستوى وسيحدد ذلك قريبا. والمؤكد ان المغرب تحدوه الرغبة الصادقة في نجاح هذه القمة والانطلاق على طريق حل الخلافات القائمة بين الدول الاعضاء والتركيز على تفعيل هياكل الاتحاد، وتنفيذ المشاريع التي أقرتها القمم السابقة.

* أعرب وزير خارجية الجزائر أثناء وجوده في المغرب عن اعتقاده بأن الخلاف بين الرباط والجزائر حول ملف الصحراء لن يكون عائقا في سبيل بناء صرح اتحاد المغرب العربي، هل تشاطره هذا الاعتقاد؟

ـ قضية الصحراء واردة في أذهان كل القادة المغاربيين. فهي مشكلة قائمة ولا يمكن في نظري ان نضعها على جانب في كل تناولاتنا لتفعيل هياكل الاتحاد المغاربي. ونأمل ان القادة المغاربيين من خلال الرغبة التي تحدوهم لتفعيل هذا الاتحاد لاعطائه الفعالية التي يحتاج اليها لاستعادة حركيته، ان يعملوا على رفع المعوقات التي وقفت في وجه هذا التفعيل بما في ذلك قضية الصحراء والحدود بين المغرب والجزائر، وغيرها من القضايا القائمة ايضا بين دول الاتحاد المغاربي الاخرى.

وفي كل الاحوال، فإن قضية الصحراء تبقى حجر الزاوية في كل التوجهات التي تستهدف تفعيلا حقيقيا لمسيرة اتحاد المغرب العربي. الصحراء هي الحاضر الغائب في كل مناسبة مغاربية وفي كل الاذهان، وهي بكل تأكيد حجر الزاوية في بناء اتحاد المغرب العربي. فنزاع الصحراء ليس خلافا ظرفيا عابرا وانما هو قضية مصيرية ليس للمملكة المغربية فحسب وانما بالنسبة كذلك للامن والاستقرار والسلام والتعاون في بلاد المغرب العربي. لان الامر يتعلق هنا بسيادة وأمن دولة عضو في الاتحاد تتعرض وحدتها الترابية واستقلالها للخطر. فاذا كنا نسعى جادين لإقامة اتحاد فعلي وحقيقي بين الدول الخمس المؤسسة للاتحاد واقامة شراكة حقيقية بينها في جميع المجالات وتذويب الحواجز الادارية والجمركية وغيرها، فكيف يمكن تصور ذلك وبلد شقيق جار كان الرحم الذي تولد فيه الاتحاد، هذا البلد مهدد في سيادته ووحدته، لذلك فإن التوجه الداعي الى اقامة كيان جديد في المنطقة على حساب الوحدة الترابية المغربية هو بداية زرع بذور بلقنة كل شمال افريقيا من المحيط الى البحر الاحمر. وهو كذلك بمثابة تشجيع مختلف المكونات في المنطقة، في الصحراء والجبال والسهول للمطالبة بخلق كيانات جديدة مما سيكون نهاية حتمية ليس فقط لمؤسسة اتحاد المغرب العربي بل لكل مقومات المنطقة، كما هو حادث اليوم في منطقة البلقان. ومن ثم مهما حاولنا ان نضع جانبا موضوعا بهذا الحجم تحت ذريعة ان اتحاد المغرب العربي ولد والنزاع في الصحراء قائم فإننا في واقع الامر نكرس لكل ما من شأنه ان يبقي هذا الاتحاد كما هو عقيما وجامدا.

* وكيف هي الآن العلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر؟

ـ كما كانت، علاقات عادية. وهي للاسف الشديد لا ترقى الى ما كان يجب ان تكون عليه فعليا. حينما تكون الحدود مغلقة بين دولتين جارتين لا يمكن ان تقول ان علاقتهما طبيعية. وعندما تكون دولة مستهدفة من دولة جارة في وحدتها الترابية، وفي سيادتها، لا يمكن ان نعتبر ان العلاقات بين الدولتين علاقات طبيعية. لذلك نحن مجبرون اذا كنا نريد حقيقة ان نفعل هذا الاتحاد ان نتجه الى حل كل الخلافات القائمة بيننا كدول عن طريق التفاوض والتفاهم واعتبار المصلحة العليا لشعوب الاتحاد فوق كل اعتبار جهوي او إثني او قبلي. فالاتحاد في التاريخ كان بوابة الوحدة. والوحدة لا تقوم على تفتيت الوحدات المكونة لها أيا كانت الاسباب وأيا كانت الظروف.

* ألم تتح لك الفرصة لمناقشة نقاط الخلاف هذه مع وزير الخارجية الجزائري أثناء زيارته الاخيرة للمغرب؟

ـ كانت لي عدة فرص للحديث مع وزير خارجية الجزائر وبكامل الصراحة، واثناء اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد المغاربي بالجزائر، تحدثنا بكل وضوح خلال اجتماع مغلق عن قضية الصحراء بالذات. ولكن للأسف الشديد ان الاخوة في الجزائر لهم موقف لا يلتقي مع التطلعات المغربية، وبالتالي تبقى المشكلة مطروحة. ونتمنى ان تساهم هذه الرغبة الجامحة التي تحدونا جميعا للم الشمل في تجاوز كل الخلافات.

* أثناء الاجتماع الاخير لمجلس الامن حول قضية الصحراء الغربية، تقدمت الولايات المتحدة بمشروع توصية تؤيد «الاتفاق الاطار»، لكن هذه التوصية لم تعرض للتصويت لانه لم يكن هناك اجماع حولها، فهل ما زالت هذه التوصية معروضة على مجلس الامن للتصويت عليها؟

ـ مشروع التوصية الاميركية لم يطرح على مجلس الامن بعد، نظرا لضيق الوقت اثناء انعقاد المجلس في شهر ابريل (نيسان) الماضي. والنقاش الذي عرفه مجلس الامن آنذاك كان حول تمديد فترة ولاية بعثة «المينورسو» بالصحراء، لإتاحة مزيد من الوقت لأعضاء المجلس لمناقشة مشروع التوصية الاميركية. وكانت روسيا تطالب بتمديد فترة ولاية «المينورسو» لمدة 6 اشهر، بينما طالبت اميركا بثلاثة اسابيع فقط، وتوصل المجلس الى اتفاق لتمديد هذه الولاية لمدة ثلاثة اشهر، والمشروع الاميركي ما زال قائما.

* هل تتوقع اذن ان يعرض على المجلس حتى قبل نهاية المدة الجديدة لولاية «المينورسو»؟

ـ هذا النقاش يدور الآن في دهاليز الامم المتحدة، فمن المؤمل ان تعرض اميركا مشروعها نهاية هذا الشهر على اللجنة التقنية التي أوكل لها مجلس الامن دراسة تقريرالامين العام المتضمن للخيارات الاربعة. ومشروع التوصية الاميركية يدعم احد هذه الخيارات وهو خيار «الاتفاق/ الاطار» (الذي يمنح للاقليم حكما ذاتيا موسعا تحت السيادة المغربية). والمشروع الاميركي ما زال لم يطرح للمناقشة ولم يعرض للتصويت، ومن السابق لأوانه الحديث عن مآله. المعروف ان هناك دولا تؤيده، وأخرى طلبت مزيدا من الوقت للتشاور والتأمل بشأنه، وهناك دول ترغب في ادخال تعديلات عليه. وهناك دول، وهي قليلة، ما زالت تتمسك بخيار الاستفتاء. وهذا الخيار سبق للامين العام للامم المتحدة في عدة تقارير قدمها لمجلس الامن ان استبعده نظرا لصعوبة تنفيذه بسبب عدة عراقيل حالت دون تنفيذه حتى الآن. ولم يفلح جيمس بيكر الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في التغلب عليها في عدة لقاءات عقدها مع الاطراف المعنية بهذا الموضوع. ويجب ان لا ننسى ان جيمس بيكر هو الذي اقترح الاتفاق الاطار وهو الاتفاق الذي اعتمدته الولايات المتحدة كأساس لصياغة مشروع توصيتها التي هي الآن تحت الدرس لطرحها على مجلس الامن.

* نهاية مدة الولاية الجديدة لـولاية «المينورسو» ستتزامن مع الانتخابات التشريعية المزمع تنظيمها في سبتمبر (ايلول) المقبل، الن يؤثر هذا الموعد على أجندة الاستحقاقات في الاقاليم الصحراوية؟

ـ لا أعتقد ذلك، فمنذ ان استرجع المغرب اقاليمه الصحراوية، كانت تجري فيها جميع الاستحقاقات المختلفة التي ينظمها المغرب. ولا أعتقد ان لذلك علاقة بالانتخابات المقبلة. المغرب يمارس حقوقه الكاملة في جميع الميادين على ارضه بالصحراء. ولا أرى ان ما يجري الآن من تحرك لايجاد حل لهذا النزاع سيؤثر بشكل او بآخر على الاستحقاقات المقبلة.

* شهدت الفترة الاخيرة عدة اتصالات ولقاءات بين مسؤولين مغاربة واسبان، ومع ذلك فالوضع بين الدولتين الجارتين ما زال يراوح مكانه، كيف تصف الآن العلاقات بين المغرب واسبانيا؟

ـ العلاقات المغربية ـ الاسبانية منذ ان استدعي سفير جلالة الملك للتشاور وهي تتراوح بين حالة من المد والجزر. نحن كنا نطالب ان تعترف اسبانيا بالاسباب والمقتضيات التي دفعت المغرب الى استدعاء سفير جلالة الملك للتشاور. وفي البداية كانت اسبانيا تدعي انها لا تعرف هذه الاسباب، رغم اننا شرحناها مطولا امام البرلمان، ومن خلال عدة تصريحات وبيانات، وايضا عن طريق الاتصالات التي كانت تتم بيننا وبين المسؤولين الاسبان. نحن نلتقي في عدة مناسبات، خاصة في الفضاء الاورو ـ متوسطي، وأعتقد انه في الفترة الاخيرة صدرت تصريحات عن المسؤولين الاسبان تعترف بوجود ملفات عالقة بين البلدين تتطلب معالجتها. وعودة الامور الى نصابها تحتم على الجانبين القيام بجرد كامل لهذه القضايا العالقة في جو من الصراحة والمسؤولية الذي تفرضه علاقات الجوار وضرورة التعاون لأننا ننتمي الى فضاء واحد. نحن على طريق العمل للتوصل الى طرح هذه القضايا حتى تعود المياه الى مجاريها بين الدولتين.

* ومتى سيعود السفير المغربي الى مدريد؟

ـ الموضوع لا يتعلق بعودة السفير المغربي، بقدر ما يتعلق بايجاد حلول للقضايا العالقة، وهذا ما أخر عودة العلاقات بين الدولتين الى حالتها الطبيعية طوال كل هذه الشهور. عودة السفير المغربي ليست مشكلة في حد ذاتها. المشكلة تكمن في الاسباب التي دعت المغرب الى استدعاء سفيره، واذا استطعنا ان نحدد هذه القضايا ونضع لها برنامجا زمنيا لمعالجتها، والعودة بالعلاقات الى مستوى التناول الفعلي والموضوعي لكل القضايا العالقة، ستزول الاسباب التي أدت الى استدعاء سفير المغرب، وعندها سيعود السفير الى مقر عمله بالعاصمة مدريد.