جهود للحفاظ على العُقاب المتوج

أقوى طائر في العالم سرعته 50 ميلا في الساعة وقطع الأخشاب أجبره على الاقتراب من البشر

TT

تخيل طائرا في حجم طفل صغير، ولكن عرض اجنحته 7 اقدام. مسلح بمخالب اطول من مخالب الدببة، ويمكنه التقاط قردة من فوق اشجار الغابات المطيرة ويحطم عظامها بقوة ضغط تصل الى عدة مئات من الارطال. مثل هذا المخلوق لا يبدو انه يمكن القضاء عليه، ولكن بالرغم من كل هذه القوة، فإنه يواجه خطر الانقراض.

الطائر المقصود هو العُقاب المتوج، وهو اقوى طائر في العالم ، كانت الآلاف منها تنتشر من المكسيك الى الارجنتين. غير أن انجل ميلا مديرة صندوق حماية الشواهين في مركز نيوتروبيكال رابتور في بناما تشير الى انه اختفى من كل اميركا الوسطى تقريبا فيما عدا بعض التقارير النادرة عن مشاهدته.

وقد تمكن علماء الاحياء من تحديد اقل من 50 عشا منتشرة في كل من بنما وغويانا وفنزويلا، غير ان قوانين جديدة صدرت في بنما وجهودا دولية لتشجيع تربية العُقاب المتوج ربما تساعده على استعادة مملكته.

والطائر الذي كان ابناء حضارة الازتك يطلقون عليه اسم «الذئب المجنح» كان يعتبر الطائر القومي في بنما ويظهر على الشعار الرسمي، ولكن في شهر مارس (آذار) الماضي اقر المجلس التشريعي رسميا وضع العقاب المتوج، وهو الامر الذي يقدم دفعة قوية الى جهود المحافظة عليه.

وقد اقرت التشريعات الجديدة مجموعة من العقوبات، فأي شخص يقتل العقاب المتوج لأي سبب بما في ذلك تناول الطعام او للحصول على ريشه او لاعمال السحر، يخاطر بالسجن لمدة عامين او غرامة قدرها 15 الف دولار. وكانت القوانين السابقة تعاقب من يقتل العقاب بغرامة قدرها 15 دولارا فقط.

وذكرت كارلا اباريشيو وهي باحثة ميدانية في مجال البيولوجيا ان «مهمتنا هي تعليم الناس اهمية المحافظة على الطائر القومي، بسبب دوره الرئيسي في مناخ بيئي صحي.

وعلى المستوى الدولي، سيعقد صندوق الشواهين ندوة عن العقاب المتوج في بنما في اواخر شهر اكتوبر (تشرين الأول) يحضرها اكثر من 200 خبير من المنطقة.

القضية الاساسية التي تشغل بال الجميع هي كيفية العمل على زيادة اعداد العقاب المتوج التي تتدهور باستمرار. واوضح ليوناردو سالاس مدير برنامج الحفاظ في مركز رابتور بالقرب من بنما سيتي ان الزوجين يعيشان معا لسنوات طويلة خلال فترة تربية افراخهما. وهما ينجبان في العادة فرخا واحدا كل سنتين او ثلاثة، ولا تصل افراخ العقاب المتوج الى سن البلوغ الا في سن الرابعة او الخامسة.

وكان صندوق الشواهين قد اعاد توطين خمسة ازواج في سن البلوغ من مركزه في بويزي بولاية ايداهو، الى المركز في بنما حيث بدأوا في التوالد في الاسر، وتم تفقيس 4 افراخ.

ويتم تفريخ البيض في حضانات. وبعد عدة ايام يتم نقل الافرخ الى ما يطلق عليه «غرفة السِمات» لمراقبة الطيور البالغة في اقفاص مجاورة، ولكنها لا تشاهد البشر على الاطلاق. وبعد 6 اشهر عندما تصل الى مرحلة الاستعداد للطيران، يتم نقل الطيور الصغيرة الى اقفاص في الغابات. وبعد عدة اسابيع تفتح الابواب، ويسمح لها بالذهاب والعودة، وفي النهاية تغادر الاقفاص للابد.

والجدير بالذكر ان صندوق الشواهين قد اطلق خمسة عقبان تمت تربيتهم في الاسر في بنما منذ عام 1997 عندما تم ارسال اول مجموعة من ايداهو. ولم تكشف عمليات المتابعة عن بعد عن اية مشاكل سلوكية او بيولوجية للطيور التي نشأت في الاسر، ولكنها كشفت عن بعض الاخطار التي يواجهها الطائر في حياة البرية. ويتطلب العقاب المتوج الذي يمكنه الطيران بسرعة 50 ميلا في الساعة، مساحة صيد تصل الى خمسة آلاف فدان، ولكن عمليات قطع الاخشاب والتنمية ونظام الزراعة المعتمد على حرق الغابات قضى على مساحات كبيرة من مناطق معيشته واجبره على الاقتراب من البشر. غير ان عودة العقاب المتوج الى الغابة يمكن ان يساهم في استعادة المناطق التي يعيش فيها نفسها. =