أكثر وزراء ولاية الخرطوم قبولا وشعبية وزير التربية والتعليم لـ «الشرق الأوسط»: أثر إيجابي للفضائيات على طلاب وطالبات العاصمة السودانية لم تسجل حالة واحدة للانحراف أو الإخلال بالسلوك والآداب

TT

محمد الشيخ مدني ربما اعتبر أحد أقدم الوزراء في حكومة ولاية الخرطوم (يقدر تعدادها الآن ما بين 4.5 و 5.5 مليون نسمة) حمل لأول مرة حقيبة وزارة الشباب والرياضة ثم الشؤون الاجتماعية والثقافية، واخيراً حقيبة التربية والتعليم، ولديه شعبية واسعة كخبير رياضي وسط الرياضيين، وكذلك وسط القطاع التعليمي والمعلمين، وآخر قرار له اجازته حكومة ولاية الخرطوم عدم إحالة أي معلم أو معلمة الى السن المعاشية في حالة الرغبة والقدرة على العطاء والاستمرار، وبوجه خاص مديري ومديرات المدارس التي صنفت بالتفوق والتميز وبوجه خاص في مراحل الأساس والمراحل العامة والتي تسبق دخول الثانويات العليا، وهو كذلك (رغم اعباء الوزارة) ظل كمعلم مثابراً على تقديم مادة الرياضيات لطلاب امتحان الشهادة السودانية عبر التلفزيون وشرحها بشكل جذاب ومقبول، وهو أيضا ما يزال يدرس مادة الرياضيات، اسبوعياً في بعض المدارس النموذجية منها مدرسة بشير محمد سعيد النموذجية بالخرطوم (بشير محمد سعيد مؤسس جريدة الأيام ورئيس اتحاد الصحافيين الأسبق بالسودان).

عن شعبيته لدى الدوائر الرياضية والشبابية والتعليمية، قال وزير التربية والتعليم محمد الشيخ مدني لـ«الشرق الأوسط» انه يعتبرها نعمة من الله، وانه كوطني اولاً وكمسؤول ثانيا يعتبر بذل الجهد المخلص والتفاني في العمل أمراً واجباً على كل انسان.

وبالنسبة للفضائيات التي انتشرت بشكل واسع في العاصمة السودانية واثرها وتأثيرها في السلوك والمستوى التعليمي للطلاب، قال مدني، انه يستطيع القول وباطمئنان ان اثرها ايجابي وانه يعزو الأمر الى ان البنية الاخلاقية في البيت والأسرة السودانية قوية وعالية، بدليل انه لم تسجل حالة واحدة في مدارس الاساس ومدارس المرحلة العامة أو العليا، الحكومية أو الخاصة أخذت شكل العنف أو الاخلال بالسلوك أو الآداب والأخلاق، واعتبر ان الفطرة السليمة للبيت السوداني ترفض أي سلوك معوج، وتنفر من تلقي أو مشاهدة أي عمل يتسم بالعنف أو يخدش الحياء.

اما بالنسبة لدخول الانترنت واستخدامه في البيت وعلى الوجه الصحيح، فقال، إنه أسهم إلى حد كبير في تنمية وتنويع المعلومات بالنسبة للأطفال والتلاميذ والطلاب ووصف التقنية والمعلوماتية والفضائيات عبر الاستخدام الحسن والايجابي بأنها تشكل اضافة وأنها ليست خصماً.

وعن مستوى التعليم (الاساس والعام) بولاية الخرطوم وهي الاكثر كثافة في السودان، قال وزير التربية والتعليم: انه مستوى جيد، وهذه ليست شهادته وانما شهادة منظمة الأمم المتحدة التي اعتبرت السودان في مجال التعليم العام واحداً من افضل اربع دول في افريقيا، وضرب الوزير مثلا بالطفل ياسر محمد عثمان (12 سنة) الذي شارك في منافسة في القاهرة على مستوى الدول العربية في الخطابة باللغة العربية الفصحى وجاء ترتيبه الأول (بالمشاركة)، وقد اختار موضوع السلام، وكذلك شاركت الطالبة مروة حمد فضل السيد (ثانوي عالي) في منافسة طلابية لـ 38 دولة عربية واسلامية خاصة بالبحث في إمارة الشارقة وكان موضوعها «دور المرأة المسلمة في الاعلام» واحرزت المرتبة الأولى، وكذلك شاركت في «الحديث النبوي» واحرزت ايضاً المرتبة الأولى.

وقال الوزير، انه يعزو مصدر قوة مرحلة تعليم الاساس والعام في السودان ـ ولديه تجربة وخبرة تمتد لنحو مائة سنة ـ إلى جهد اجيال المعلمين السابقين والمناهج التي طبقوها ورغم ان تغيرات عديدة أدخلت على البرامج التعليمية الا ان الحرص على اعطاء المادة العلمية والتعليمية في هذه المراحل ارتكز على خبرة ومعرفة حافظت على المستوى التعليمي الجيد والذي اعترفت به الأمم المتحدة.

وعن الظروف والمتغيرات التي شهدها السودان في سنواته الاخيرة وتأثيرها في الأسرة، قال: ان وزارة التربية والتعليم ومن منطلق الحرص على مرحلة الاساس وعلى التعليم العام فإنها وضعت خطة متكاملة جعلت للمدرسة دوراً كبيراً في معاونة التلميذ وشحذ قدراته ومواهبه، تعليميا وتربويا ولذلك عمدت في هذا المنهج المتكامل الجديد إلى تغطية كافة اهتمامات الطفل والتلميذ بالأنشطة ذات الطابع الرياضي والثقافي والفني وغيرها، وقد أطلق على هذا المشروع (مشروع التربية المتكاملة) حيث تقوم المدرسة بدور المدرسة والأسرة معاً، باعتبار ان الظروف الأسرية في حالات كثيرة لم تعد تتيح لها المتابعة والاشراف على الاطفال ومعرفة مستوى تأهيلهم التعليمي او اهتماماتهم او هواياتهم، وبالطبع فإن الخطة التربوية والتعليمية الجديدة تدرك وجود الأسر المهتمة بشأن اطفالها وابنائها في المدارس مما يعني مشاركة افضل لتحقيق النتائج المرجوة.

ولأن الخطة التعليمية والتربوية تلبي كافة اهتمامات الطفل والتلميذ في مرحلة الاساس والعام، وتركز على بناء وتكوين الشخصية المستوعبة والخلاقة فإن ذلك قد يقتضي تقليل حجم المقرر الاكاديمي الذي يستأثر في الوقت الحالي بكل جهد الطفل أو التلميذ.

وبالنسبة لتكريم رموز التعليم البارزين في السودان، قال مدني: ان الوزارة حصرت القوائم الخاصة برموز التعليم أو العمل الوطني في السودان وقررت اطلاق اسمائهم على المدارس، وفي ولاية الخرطوم وحدها 300 مدرسة ثانوية عليا، ولكل مدرسة نحو ثلاثة أنهر، أي انه يوجد في ولاية الخرطوم نحو 900 مدرسة ثانوية عليا للأولاد والبنات، وقال الوزير ان نسبة التفوق في النجاح قبل خمس سنوات كانت للبنات، الآن الأولاد استعادوا الصدارة واصبحوا يدخلون الجامعات بنسب عالية.