كان المشير عامر نقطة ضعف في حياة عبد الناصر

TT

* بحكم صلتك الوثيقة بالرئيس عبد الناصر ما تفسير علاقته بالمشير عبد الحكيم عامر؟

ـ كانت العلاقة بينهما علاقة خاصة اسميها علاقة توأمة، كان الرئيس يغفر لعبد الحكيم أي خطأ يرتكبه، وكان يثق به ثقة عمياء، رغم كل ما ارتكبه عبد الحكيم منذ عام 1956، فقد حدث تجاوز عن اتخاذ اجراء عنيف مع قادة الجيش لانهم كانوا مسؤولين عن الهزيمة، فالمحيطون بعبد الحكيم عامر أوعزوا له ان عقاب هؤلاء القادة تعد اهانة شخصية له، فرفض عبد الناصر افساد العلاقة بينه وبين حكيم. لقد كان حكيم نقطة ضعف في حياة عبد الناصر كنت اراها علاقة حب وثقة من طرف واحد، هو طرف الرئيس وهناك شواهد على رأيي هذا من واقع عملي، فقد اقدم صورة من أي تقرير اقدمه للرئيس عبد الناصر الى المشير عبد الحكيم عامر، وهذا بأمر من الرئيس لكن لم يصلني في يوم تقرير واحد عن الجيش أو القوات المسلحة كي اقدمه للرئيس عبد الناصر، مما تسبب في غياب الرئيس عن الوضع الحقيقي للجيش في تقدير الرئيس للوضع قبل يونيو 1967، لقد كان عبد الناصر يثق بحكيم ثقة عمياء وحتى بعدالازمة الاخيرة بعد نكسة يونيو (حزيران) .1967

* وما حقيقة موت المشير عامر؟

ـ للتاريخ اقول عبد الحكيم انتحر ولم يقتل، ودليلي في جهاز القضاء الذي تولى هذه القضية، فالنائب العام وقتها كان المستشار محمد عبد السلام وكان معروفا برفضه لافكار ثورة يوليو وعدم تعاطفه معها اما وزير العدل فقد كان المستشار عصام الدين حسونه وكان صديقا للمستشار عبد الجواد عامر شقيق المشير عبد الحكيم وهو الذي رشحه لتولي منصب وزير العدل. وليس من المعقول ان يجامل الاثنان عبد الناصر في وفاة المشير، وانا اعتقد ان تكرار الحديث في هذه القضية من باب تشويه ثورة يوليو، وتاريخ عبد الناصر، وهذا هدف جهات كثيرة داخلية وخارجية، واذكر ان هنري كيسنجر عندما جاء كوزير خارجية اميركا عام 68 في عهد نيكسون تم اتخاذ ثلاثة قرارات هامة اولها القضاء على النفوذ السوفياتي في المنطقة ثم القضاء على عبد الناصر، واخيرا القضاء على المقاومة الفلسطينية، وهي اهداف مازالت الولايات المتحدة حريصة عليها، ولكن عبد الناصر زعيم امة لا مجرد رئيس، ودليلي انه رغم مرور سنوات طويلة على رحيله الا ان في المظاهرات الاخيرة التي اجتاحت العواصم العربية بسبب اجتياح اسرائيل لاراضي السلطة ارتفعت الايادي حاملة صورة عبد الناصر، لانه يمثل الحلم والامل لجماهير الامة العربية.