سعوديون في المهجر: بعضهم يعمل في محطات الوقود وآخرون يتاجرون بالسيارات المستعملة

إعلانات طلبات التجنيس التي تنشر في الصحف المحلية لم تعد تذكر عبارة «لغير السعوديين»

TT

السعوديون انضموا إلى قائمة العرب المهاجرين، الحالمين ليس فقط بالسفر الى قارات العالم ولكن بالاقامة ايضا فيها وخصوصا في بلاد الغرب وذلك في ظل تغير نظم العالم الاجتماعية متأثرةً بسياق التحولات الاقتصادية والسياسية.

أحلام الشاب السعودي أحرقتها شمس الصحراء أو بخرتها وجمعتها في سحب علها تمطر في بلاد الغربة حياة مادية اكثر رخاء، وحياة اجتماعية اكثر رفاهية، في ظل اقتصاديات محلية لاتبدو مشجعة للباحثين عن عمل بدخل يوازي طموحات البعض مع تزايد البطالة ونوعيتها باطراد.

باسم السيف، 25 عاماً، احد الباحثين عن أحلام لا تتجاوز دخلا جيدا يساعد على تكوين اسرة مستقرة. يقول في لقاء مع «الشرق الأوسط» «سفري محاولة لاثبات الذات، سعي لتحسين مستوى دخلي» انا موعود بوظيفة في احد المصانع بمتوسط دخل اسبوعي يقارب 200 دولار. السيف في خطته المستقبلية الزواج من بريطانية مسلمة تحقيقاً للاستقرار النفسي في بلاد المهجر، بدا غير آبه بمشاكل من نوع التنشئة التي ستقابل ابناءه، غير مستبعد احتمالية الاقامة الدائمة. واضاف: رغم التخوف من بعض الاوضاع التي طرأت في التعامل مع السعوديين اخيراً الا انني مصر على خوض التجربة». السيف ليس وحيداً في توجهه فغيره كثيرون ممن يأسوا في تحسين اوضاعهم المادية ورفع مستوى مداخيلهم فقرروا الهجرة. «الشرق الأوسط» هاتفت شباناً سعوديين في مدن اميركية بعضهم يعمل في محطات الوقود ويتاجر في السيارات المستعملة، وبعضهم استطاع تقلد مناصب مصرفية وآخرون تمكنوا من بناء مؤسساتهم الخاصة.

عادل الجار نموذج آخر، يقول في اتصال مع «الشرق الأوسط» من ولاية نورث كارولينا «قدمت الى اميركا رغبة في الدراسة وقضيت اربع سنوات حصلت فيها على الشهادة الجامعية. وعرض عليّ بعد تخرجي وظائف جيدة من قبل شركات اميركية غير ان الغربة كانت قد نالت مني». واضاف «بعد عودتي للسعودية لم اجد وظيفة تناسب شهاداتي ودوراتي التي حصلت عليها. وبدأت جدياً فكرة العودة الى الولايات المتحدة الاميركية تلح علي خصوصاً في ظل العروض التي قدمت لي بعد تخرجي مباشرة، اليوم اعد نفسي للبقاء والعمل فترة لا تقل عن ست سنوات ادخر فيها ما يساعدني حين اقرر العودة الى بلدي». يذكر ان جامعة الملك عبد العزيز في جدة خرجت 4000 طالب العام الماضي، نسبة خريجي الاقسام النظرية منهم 25 في المائة. فيما لم يستوعب من مجملهم سوق العمل بحسب استاذ الادارة المساعد بجامعة الملك عبد العزيز في جدة الدكتور عصام كوثر سوى 30 في المائة.

وبرامج (السعودية) لا زالت مليئة بالعيوب وبعيدة عن طرح حلول جذرية للبطالة بين السعوديين. ويلاحظ في الاونة الاخيرة ان اعلانات طلبات التجنيس التي تنشر في الصحف السعودية منذ ثماني سنوات لم تعد تعنون بعبارة (لغير السعوديين) التي كانت لازمة مثل هذه الاعلانات حتى وقت قريب، وبعض المسؤولين عن هذه الاعلانات الذين خاطبتهم «الشرق الأوسط» فضلوا عدم الخوض في الموضوع فيما كشف آخرون عن تلقيهم استفسارات من سعوديين حول امكانية التعامل معهم.

وكانت «الشرق الأوسط» قد شهدت عن قرب في احدى مدن الجنوب الانجليزي محاولات فتيان خليجيين تتراوح اعمارهم بين الثامنة عشرة والثانية والعشرين تحويل جوازاتهم الى الجوازات العراقية أو السودانية ومن ثم طلب اللجوء السياسي، رغبة في الافادة من المميزات المتاحة من دخل شهري ومحام خاص في حال الحاجة، ودراسة مجانية.. الخ.واللافت أن كثيرا من الشباب السعودي على صغر سنه لم يعد يتردد كثيراً في اتخاذ قراره الذي يرتكز عليه مستقبله، بمعزل عن سلطة الاهل، التي كانت المتحكمة حتى وقت قريب، كما ان مشكلات بات يعانيها الشباب من بطالة وعوائق اجتماعية لها دور في ردود فعل من هذا النوع.