عباءات بلون المعارك وأخرى مطرزة بالخيوط الذهبية أو الفضية

السعوديات يكسرن حاجز «العباءة السوداء» ويفضلن «العمانية» و«الإماراتية»

TT

قبل نحو 7 أعوام حاولت الشركات العالمية للأزياء طرح عباءة ملونة، وليست سوداء كالعادة، خروجاً عما هو مألوف في السوق السعودية، ولكن فكرة تقبل العباءات الملونة، لم تجد لها رواجاً او استحساناً في كل الفئات العمرية للسعوديات.

ومع فشل التجربة اوقفت الشركة تصنيعها واستيرادها، لكن ذلك الفشل كان بمثابة شرارة انطلقت منها حمى تصميم خطوط موديلات جديدة للعباءة واستخدام اقمشة جديدة فيها وأخيراً والخروج بها من صيغتها التقليدية خاصة اللون الأسود. وما حدث حقيقة، ان تلك التجربة كسرت «رغبة ورهبة» ليست السعوديات فقط، بل امتدت لتكون ظاهرة خليجية وعربية، وتحركت الفتيات المهتمات بخطوط الموضة والأزياء في محاولات مبتكرة وخلاقة تضاف للعباءة. وعادت تلك الشركة ومعها ايضاً الشركات العالمية الأخرى لتطرح موديلات جديدة من العباءات، وظهرت (كريستيان ديور)، و(جيفنشي) و(فيرساتشي) وغيرها من الماركات العالمية.

ويقول عبد الله باخشوين المشرف على مجموعة محلات تختص في تفصيل وبيع العباءات في مدينة جدة ان المصممات نجحن في جذب السوق نحو أفكارهن، والمتمثلة في ادخال نوعين جديدين تعرف باسم (العمانية) و(الاماراتية)، وهما تصميمان يختلفان عن العباءة السعودية التقليدية التي سادت الأسواق طوال العقود الماضية، كما ان دخول بيوت الأزياء العالمية اضاف بعداً جديداً.. ويضيف باخشوين: نستمع بانصات تام لاقتراحات عميلاتنا، وبفضلهن حققنا قفزة عالية في سوق العباءات جعلتها صناعة قائمة ومستقلة.

ويعتبر فادي اسعد (بائع) ان التوسع غير المحدود في استخدام التطريز على ايدي عمالة آسيوية محترفة تخصصت بالذات في تطريز شعارات كبرى لبيوت الأزياء العالمية نجح في تحفيز رغبة النساء على شراء اكثر من عباءة تحمل شعار (فيرساتشي) و(فلنتينو) وجميع الماركات المشهورة الأخرى مطرزة على كامل العباءة أو على الظهر والأكمام فقط.

وتأتي رندلة رواس (فتاة سعودية عاملة) بابعاد أخرى توضح سبب ثورة التطور (للرداء الأسود)، وتقول: ان المرأة السعودية لها ذوق رفيع في اختياراتها، وتعرف كيفية توظيف ما تفرزه مكائن بيوت الأزياء العالمية من تصاميم خطوط الموضة ليتناسب مع شكلها، ولأنها اصبحت اكثر حاجة الى التغيير المناسب إما لكونها عاملة في كثير من مجالات العمل بما فيها الأعمال الحرة (سيدة اعمال مثلا) او في قطاعات أخرى مثل الصحة والاعلام او حتى التسويق الميداني وغيرها. وهذا يتطلب منها ـ والحديث لرندلة ـ ارداء عباءة عملية وانيقة وهذا ما يتوفر في العباءة (العمانية) التي ظهرت في الأسواق قبل أعوام. وتعود وتقول: ان العباءة (العمانية) فرضت انتشارها في اوساط السعوديات العاملات، أما العباءة (الاماراتية) فهي تناسب الزيارات المنزلية للأهل والأصدقاء وذلك لنعومتها وامكانية اضافة اشكال التطريز فيها.

وتقول ايضاً ان هناك عباءة رخيصة الثمن تخصص لجولات التبضع من الأسواق، أما أغلى الأنواع فتلك المخصصة للمناسبات الهامة كالافراح والولائم الكبرى وفي الغالب تجد مساحة التطريز كبيرة ومتقنة وسعرها يمتد من 800 ريال الى 7000 ريال للعباءة الواحدة.

غير ان محمد المسعودي (مستثمر جديد في هذا النشاط) يقول: ان التجار اعادوا قبل بضعة اشهر للأسواق ظاهرة (العباءات الملونة) ولكن بتصيم اكثر قبولاً خصوصاً للفتيات الصغيرات، فهذه العباءة من الاقمشة القطنية الملونة ممزوجة بقماش (الشيفون) الأسود فتظهر العباءة بشكل مقبول بل رائع في رأي بعضهن، ويضيف: ان الاقبال اكثر على اللون الأخضر، والأزرق الفاتح، والتركواز والكريمي.

من جهتها، ترى لما احمد (موظفة) ان غالبية سيدات المجتمع السعودي لا ينجذبن كثيراً لاضافة التطريز بشكل مكثف في العباءة، بل يملن الى التطريز بالخيوط الذهبية او الفضية لأشكال اقرب ما تكون لخطوط الزخرفة الاسلامية. لكن تستدرك بالقول: لا أعني هنا التقليل من الموديلات الأخرى التي ظهرت حديثاً في الأسواق. وتستطرد: ان الموديلات الجديدة تفوق يحسب لمن ابتدعها وعمل على نشر أفكار المصممات السعوديات الخلاقة في مجال خطوط الموضة ولو في اطار محلي خاص بهن كمجتمع محافظ. وتقول انها لا تشتري عباءة جاهزة انما تذهب لتفصيلها وفق ذوقها الخاص باضافة تعديلات معينة على موديل العباءة والأكمام والخيوط المستخدمة في التطريز.

أما سوسن عبد الكريم (طالبة جامعية) فهي تفضل ان ترتدي العباءة (الاماراتية) كونها ناعمة تتناسب مع شخصيتها حسب رأيها. تقول انه تحب ان تطرز عباءتها بخيوط ذات اللون البرونزي او الأحمر وايضاً البرتقالي. وحينما سألت عن عدد العباءات التي تملكها حالياً، قالت انها تملك اثنين، الأولى ترتديها حينما تذهب الى الجامعة لا تتجاوز قيمتها 350 ريالا للواحدة وتستخدمها ايضاً في زياراتها لصديقاتها وأقاربها، اما الأخرى فتبلغ قيمتها 145 ريالا وترتديها حينما تذهب الى المكتبات والقرطاسية وللسوبر ماركت. لكنها تكشف انها تملك عباءة قيمتها 1600 ريال اشترتها قبل عامين ترتديها للأفراح والمناسبات الهامة.