رئيس وزراء فرنسا يزور مسجد باريس ويطالب بأئمة مؤهلين يتكلمون اللغة الفرنسية

أكد أن المسلمين جزء من المجتمع وجدد رفضه للحجاب بالمدارس ومخالفة قيم الجمهورية

TT

لاول مرة منذ تأسيسه عام 1922، قام رئيس الوزراء الفرنسي بزيارة الى مسجد باريس امس رافقه خلالها وزير الداخلية وشؤون العبادة نيكولا سركوزي، فيما استمرت مسألة ارتداء الحجاب في المدارس الفرنسية، من قبل التلميذات المسلمات، في التفاعل، واستمر الجدل حول ضرورة اصدار تشريع جديد يمنع ارتداءه قطعا ويعاقب بالفصل من يصر على ذلك.

واغتنم جان ـ بيار رافاران وجوده في مسجد باريس الكبير، بحضور مديره ورئيس المجلس الوطني لمسلمي فرنسا الدكتور دليل بوبكر واعضاء المجلس وممثلين عن الجالية الاسلامية وبعض السفراء العرب المعتمدين في فرنسا لاعلان مجموعة من المواقف، تشكل، وفق رئيس الحكومة، الاطار العام الذي يحدد علاقة الدولة الفرنسية بمسلميها وبالجالية الاسلامية التي تعيش على اراضيها.

واعلن رافاران بداية ان «الاسلام ليس خطرا» على فرنسا بل انه على العكس «يمكن ان يكون مصدر طاقات خلاقة» محذرا في الوقت عينه من الشعارات المبسطة التي تخلط بين الاسلام والتطرف الاسلامي ومن ترويج الخوف من الاسلام او من الخلط بين الارهاب والاسلام.

واكد رافاران ان الهدف الذي يسعى اليه يتمثل في «مساعدة الاسلام على العثور على موقعه» داخل المجتمع الفرنسي وان يعيش فيه «بشكل مسالم».

وفي الوقت الذي ما يزال جانب من الطبقة السياسية في فرنسا يبني شعبيته على التحذير من الاسلام ومن صعوبة دمج المسلمين في المجتمع الفرنسي، شدد رئيس الوزراء الفرنسي على ان «المسلم هو فرنسي كبقية الفرنسيين». ووجه كلامه الى ممثلي الجالية الاسلامية بقوله: «انتم لستم ضيوف الجمهورية (الفرنسية)، انتم جزء منها وتترتب عليكم الواجبات نفسها، كما تتمتعون بالحقوق نفسها».

ودعا رافاران مسلمي فرنسا الذين يبلغ عددهم حوالي 5 ملايين نسمة، الى الاندماج في المجتمع الفرنسي تحت غطاء «العلمانية» التي نفى ان تكون «رفضا للدين». وتابع رئيس الوزراء الفرنسي قائلا ان العلمانية «حظ للاسلام في فرنسا» لانها تقدم له الفرصة من اجل ان يجد مكانه بسهولة اكبر الى جانب الاديان الموجوة في فرنسا. وشدد رافاران على ان الجمهورية «واحدة لا تنقسم» وعلى انها الوعاء الذي يحتوي الجميع. وتناول رئيس الوزراء بالتفصيل المسائل التي تهم المسلمين في فرنسا مثل بناء المساجد وتوفير الاماكن المخصصة لدفن المسلمين في المقابر وتأهيل الائمة، وهي المسألة التي وصفها بانها «رئيسية» بالنسبة للحكومة التي يرأسها. وقال رافاران: «ان مسلمي فرنسا بحاجة الى ائمة مؤهلين في فرنسا ويتكلمون اللغة الفرنسية ومتشبعين من قيم الجمهورية».

وتشكل هذه المسألة مصدر قلق للسلطات الفرنسية حيث يصل الى فرنسا ائمة يجهولن اللغة الفرنسية والعادات والعقلية الفرنسية، مما يفتح الباب امام التأثيرت الخارجية ويعبد الطريق لكل انواع الانحرافات.

وبخصوص مسألة ارتداء الحجاب، اكد رافاران رفضه لارتدائه في المدارس بشكل «استفزازي» وطالب بمنعه بتاتا، معتبرا ان «قيم الجمهورية» يجب ان تسود في المدارس، كذلك يجب ان تطبق المناهج الدراسية والتربوية كما هي. وكان رافاران يلمح بذلك لرفض بعض التلاميذة حصص الرياضة المشتركة والمختبرات وغيرها من النشاطات.

وطالب رئيس الحكومة الفرنسية المجلس التمثيلي لمسلمي فرنسا بان يكون «صوت العقل» مهددا بأنه اذا لم يتم التوصل الى تسوية هذه المسألة بالحوار والاقناع، فانه مستعد لاستصدار تشريع «يوضح القواعد والممارسة» اي يمنع لبس الحجاب.

وكان رافاران اعترف بان الوضع الحالي السائد محليا وعالميا صعب بالنسبة للاسلام والمسلمين. لكنه اعلن عن عزمه الوقوف بوجه من يخوف من الاسلام، رافضا التشكيك بالمواطنين المسلمين وبولائهم للجمهورية الفرنسية.