العاهل المغربي: محمد شكري من الأعلام البارزين والمبدعين المرموقين

TT

نعى العاهل المغربي الملك محمد السادس الكاتب محمد شكري، الذي توفي بعد ظهر اول من امس عن عمر يناهز 64 عاما بعد معاناة طويلة مع المرض. وقال الملك محمد السادس «إن الأدب المغربي المعاصر فقد فيه أحد المبدعين المرموقين. كما فقد فيه المشهد الثقافي لبلادنا أحد أعلامه البارزين في فن الرواية، لما كان له من شهرة وصيت داخل الوطن وخارجه، عمت، بفضل ترجمة آثاره ومؤلفاته إلى عدة لغات، سائر الافاق، وجعلته يحظى بالتقدير عن جدارة واستحقاق».

ونعى اتحاد كتاب المغرب شكري بالقول «ننعيه ونتذكره بإجماع القلب واللسان وعنف اللحظة الصامتة التي يحدثها موته..سيظل محمد شكري حاضرا بيننا. حاضرا رغم غيابه».

واعتبر الاتحاد في بيان له أن وفاة شكري تشكل «رحيل علامة متميزة ورمز مشع من رموز ثقافتنا المغربية والعربية المستنيرة في خضم المتاهة والتباسات الأزمنة والأمكنة».

وأضاف البيان أنه «برحيل الفقيد محمد شكري تغمده الله برحمته يرحل ألق وضيء في تمثل دينامية الواقع والمجتمع والتاريخ في المغرب المعاصر من خلال نصوصه القصصية والروائية والمسرحية التي أطل من خلالها علينا وهو يمسك باللهب ويعلن الحرائق لنتآلف مع تناقضاتنا الندية ومتخيلنا الفياض».

وأشار البيان إلى أن الراحل شكري «على غرار من رحلوا قبله من مثقفين ومبدعين وفنانين مغاربة وعرب، مفصل من مفاصل جسدنا المكلوم وشاهد صادق عن عصرنا المتكلس المسكون بالفراغات التي أدركها المرحوم».

من جهتها، قالت رابطة أدباء المغرب «بوفاة شكري يفقد المغرب علما بارزا من أعلام أدبنا الحديث والمعاصر».

وأضافت الرابطة، في بيان نعي، أن شكري «استطاع بعصامية فذة وموهبة خلاقة وخبرة بالمجتمع ومعايشة حارة للحياة أن ينجز أعمالا إبداعية فريدة في قالبها، وغنية بعالمها ودلالاتها ترسم الإنسان وهو يؤسس ذاته ويصنع مصيره من معيش المواجع المتدافعة والمباهج المنفلتة».

واستطرد البيان قائلا «لقد طبع شكري الأدب السردي المغربي والأدب الإنساني عامة بميسمه الخصوصي بواسطة كتابة تقول ذات صاحبها دفعة واحدة، وما السيرة الذاتية إلا إحدى أجناسها المفترضة، لذا ظل شكري وطيلة ثلاثة عقود يحفر بقلمه وأظافره مواقع الاغتصاب، ويبين زمن امتهان الإنسان مخترقا بشجاعة الإنسان والكاتب حواجز الخوف والعجز والقمع، ذاهبا أبدا إلى نهايات القول وذرى تطلع الإنسان الدائم إلى الحرية، وبذا اكتسب المكانة العالمية له وهي تسجل مفخرة وجود حاسم للأدب المغربي ولمبدعيه الكبار المخلصين والصامدين والأصلاء إلى أن يسلموا الروح لباريها».