تايسون: مايك القديم مات.. أنا الآن رجل جديد!

أحب الرئيس بوش ولكن إذا لم يكن لدينا دليل مؤكد على وجود أسلحة دمار شامل فإنه من الخطأ التوجه إلى الحرب.. صدام كان سيئا ولكن يجب أن تقال لنا الحقيقة

TT

«مايك تايسون مات!». هذا ما أبلغني به بطل الملاكمة للوزن الثقيل السابق نفسه. وما يعنيه هو أن مايك القديم المتهور انتهى. ويأتي هنا رجل أكثر مسؤولية وأب فخور، مهذب مع معجبيه.

وقد التقينا في لاس فيغاس مع صديق مشترك هو المنتج الموسيقي رودني جيركنز. ويواجه تايسون اتهامات حالية في ما يتعلق ببعض معجبين طلبوا توقيعه.. يبدو ذلك مؤذيا بالنسبة لشخص مثله. ولكن بعد ساعتين من تناول الطعام معه، بدأت أفهم الوجه الآخر للعملة. وعلى الرغم من أن تناول الطعام كان في مكان خاص في مطعم، الا ان شخصا يطل كل دقيقة، فعليا، وهو يحمل كاميرا ويطلب التقاط «صورة واحدة فقط». وكان مايك (المهذب) يوافق على واحدة تلو أخرى. لذلك قررت ان لا أتناول طعاما معه مرة اخرى في يوم عيد الحب.

* وفي اليوم التالي دعوته الى الانضمام الى جو وكاثرين جاكسون، والدي مايكل، لتناول طعام الغداء. وقام تايسون، كادت دموعه أن تسيل عندما ذكرت أنني أعرف كاميل ايوالد (أمه بالتبني)، بمعانقة السيدة جاكسون. وبينما هاجم جماعة «أمة الاسلام» التي اجتذبت مايكل جاكسون، كرر على نحو عاطفي: «في تلك الأوقات الصعبة، يحتاج مايكل أباه، وبالتأكيد أمه»، وهو تصريح مفاجئ من ملاكم فظ، متهم بالاغتصاب. وفي ما يلي الحوار الذي دار معه:

* أين تعيش هذه الأيام؟

ـ في كل مكان. لقد وصلت للتو من نيويورك. وسأبقى في فندق في لاس فيغاس لفترة قصيرة.

* ولكن ماذا بشأن البيت؟ ـ في فيغاس. زوجتي السابقة تمتلك بيتا في فوينكس، وأولادي في فوينكس. ولهذا أريد أن أكون قريبا منهم. أقول لك.. طفلي البالغ ستة أعوام يعرف أسماء جميع رؤساء الولايات المتحدة. هل تتخيلين ذلك؟ جميع الاسماء.. الجميع متأثرون بذلك. التعليم في غاية الأهمية.

* وهكذا فانك تستمتع بطلاق «حميم»؟ ـ أجل. أطفالي هم أهم شيء في حياتي. لدي أطفال احدهم في السادسة وآخر في السابعة وثالثة في الرابعة عشرة. وهم من أمهات مختلفات، وكلهم يسيرون على نحو جيد. أنا ذاهب الى واشنطن لرقصة مع طفلي البالغ السابعة.

* خبرني عن صديقتك الجديدة. ـ اسمها لوز. هل رأيت صورتها؟ انها جميلة. وهي فتاة طيبة، واعتقد أنني وجدت السعادة. انها تحاول أن تكون ممثلة.

* لأنك جربت مع فتيات لسن طيبات جدا. ـ لوز جذابة حقا. انني استمتع بالكثير معها.

* اعطني مثالا على يوم نموذجي ممتع. ـ الذهاب الى هاواي. الاضطجاع على الشاطئ. ثم تناول طعام شهي. ثم الخروج في المساء.

* هل تشعر بأن النساء يعاملنك على نحو مختلف لأنك اتهمت بارتكاب الاغتصاب؟ ـ لم افعل ذلك. معظم الرجال والنساء الذين التقيهم يعرفون أنني لم أفعل ذلك. لقد ارتكبت أخطاء أخرى.

* مثل؟ ـ مثل السماح لأناس آخرين بادارة أموالي، حتى من دون أن أعرف ما حصلت عليه فعلا، وكم كانت قيمتي.

* هذه قضيتك الحالية التي بلغت قيمتها مئات ملايين الدولارات والمرفوعة ضدك من دون كينغ؟ ـ أجل. حتى مناقشة ما أعرفه الآن تثير غضبي الشديد. كم من الأموال سرق مني.

* ولكن الأمر ما يزال قائما. فقد رفعت قضية افلاس، مدعيا أنك خسرت 450 مليون دولار! كيف يمكن للمرء ان ينفق مثل هذه الأموال الطائلة؟ ان ذلك يثير مناقشة مديدة حول الكيفية التي يفضل بها «مايك الحديدي» الظهور على الدوام، السيارات الباهظة الثمن، والمجوهرات والملابس الباذخة، بدلا من الاستثمارات الحقيقية التي يمكن أن تحميه وتحمي أطفاله. وقد ابلغني على نحو بعيد عن الحرج «أحب المال. أحتاج الى الكثير من المال، واريد ان أنفقه في الحال». وقد ازعجته محاولاتي التي قصدت منها أن أوضح له فيها انه لن يكون قادرا على مواصلة مهنته خلال سنوات قليلة، وقال لي «دافني، سأحصل دائما على المال. لا تقلقي بشأن ذلك». وفي اطار هذا الموقف العنيد من الاصرار على الحصول على المال، أراني سيارته الرولز رويس الجديدة.

وفي اليوم التالي قبلني معتذرا «كنت متعبا من رحلتي بالطائرة من نيويورك». وقد وعدني قائلا ان مايك الجديد سيتعامل مع المال بطريقة اكثر احتراسا. وفي وقت لاحق فاجأ الجميع وهو يوضح لوالدي مايكل جاكسون «سرقة شيء تافه هنا. سرقة شيء تافه من مايكل هناك. ان ذلك يضيف شيئا جديدا. أنا جاد في القول». وقد كان جادا بالفعل.

* تحولت الى الاسلام؟

ـ نعم، عندما اصبحت الأمور صعبة جدا (في السجن) كنت أبحث عن تغيير. ولكنني لست عضوا في منظمة «أمة الاسلام». أنا ضد الطريقة التي يعملون بها. أنظري الى ما يفعلونه بمايكل جاكسون وعائلته.

* أنت تقول لي انك تتغير. ماذا كان، في اعتقادك، اكبر خطأ اقترفته؟ ـ عندما يخلط المرء عواطفه بقراراته اليومية، فذلك خطأ. اعتدت على الثقة بالناس الذين لا يستحقون. أجل. دون كينغ كان واحدا منهم. لقد عملت مع أناس وتورطت في ذلك. ينبغي على المرء أن لا يخلط العواطف بالعمل. انه لا يتحدث فحسب. لقد سحب قبل قليل توقيع الوكالة من صديقه الحميم جاكي رو. أما مديره الجديد فهو المنتج الموسيقي رودني جيركنز. ومبارياته المقبلة في طور المفاوضات. واحداها مع حكومة الكونغو.

ويخبرني أنه يحب مشاهدة سير الحياة في التلفزيون. وعندما يسمعني أتحدث الى مساعد ليزا مينيلي، يفاجئنا جميعا بالقول: «شاهدت عملا حول سيرة حياة جودي غارلاند. تعرفون زوجها، فقد كان مينيلي أيضا شخصا غريب الأطوار، ومتعسفا. وذلك هو نمط الرجل الذي يجتذب ليزا..».

* تعلم أن هناك سوء فهم بشأنك. أنت شخص أنيق. ـ (محرجا) شكرا لك. لسنوات عديدة لم يبلغني أحد أن هذا مهم. لقد كنت ماكنة نقود فحسب. وفجأة نضجت وصار لدي أطفال. أدرك كيف ان الأمور الأخرى ذات قيمة.

* اذن، هل أنت مستعد للاستقرار؟ ـ كلا. أحب السفر، والمكوث في الفنادق. فبعد أيام قليلة في مكان معين أحتاج الى الانتقال. لا أستطيع ان اشعر أنني مرغم على البقاء في مكان واحد. أريد حرية دائمة.

* بسبب سنواتك في السجن؟ ـ نعم، أعتقد ذلك.

* ماذا بشأن السياسة؟ هل أنت مهتم بذلك؟ ـ كان نسيبي السابق (مايكل ستيل) من كبار الجمهوريين. أما أنا؟ أحب الرئيس بوش، ولكنني أشعر بأنه اذا لم يكن لدينا دليل بنسبة 100 في المائة على وجود أسلحة دمار شامل، فانه من الخطأ التوجه الى الحرب. اعني ان الرجل (صدام حسين) كان شخصا سيئا، ولكنني أرغب في أن تقال لي الحقيقة.

* أعرف انك أب رائع. ـ شكرا!

* اذن، كيف تفسر لأطفالك أنك متهم بالاغتصاب؟

ـ اثنان منهم ما زالا صغيرين. وعلي أن أتعامل مع الموضوع في وقت لاحق. أما الكبيرة فتعرف أنني لم أفعل ذلك. انها تعرف حقوقها كبنت. وهي تعرف من أكون حقا. أنظري، لقد ارتكبت الكثير من الأخطاء، ولكنني لم أرتكب الاغتصاب. انه شيء يتعين علي التعامل معه مرة تلو أخرى...