حالة وفاة كل 17 ساعة بسبب السير في الخرطوم

المرأة أكثر حذرا في قيادة السيارة ومخالفاتها أقل من الرجل * خطة لكبح الحوادث الدامية على الطرق البرية في السودان

TT

مثل هذه الاحصائية لحوادث المرور في ولاية الخرطوم (نحو 7 ملايين نسمة)، حيث حادثة موت كل 17 ساعة، وحادثة أذى جسيم كل ثلاث ساعات ومخالفة مرور كل 1.5 دقيقة وتلف او تحطم سيارة كل 43 دقيقة وجملة الحوادث 18109 لعام 2003، تبدو لافتة ومقلقة على حد سواء. فاذا اضفنا اليها حوادث الطرق البرية، الخرطوم ـ مدني (وسط السودان) الخرطوم ـ بورتسودان (شرق السودان) الخرطوم ـ شندي ـ عطبرة ـ بربر (شمال السودان)، ونوع حوادثها دام وكارثي حيث يكون الضحايا هم ركاب الباصات والحافلات.

كما ان ازدياد العربات بكافة الانواع شكل بدوره ظاهرة لافتة صنعت الاختناقات المرورية على مدار الساعة في الشوارع الرئيسية.

«الشرق الاوسط» اجرت حوارا مع المدير العام لادارة المرور في السودان اللواء محمد عبد المجيد وجاء كالتالي:

* كم يبلغ عدد السيارات في الوقت الراهن بالعاصمة؟

ـ الواقع، ان عدد السيارات ارتفع من 148 ألف سيارة عام 1984 إلى 380 ألف سيارة عام 2003، ونتوقع ان يرتفع العدد الى 400 ألف سيارة عام 2004.

واقتضت هذه الزيادة الكبيرة في السيارات العمل على توسيع الشوارع والطرق الرئيسية وكذلك الشوارع الجانبية، وتحديد اتجاه واحد للسير في الشوارع الرئيسية كشارع النيل والقصر والجامعة، وتوسيع شوارع اخرى مهمة كشارع المطار لفك الاختناقات المرورية وتسهيل المرور وانسيابه بشكل معقول.

* كيف يجري التعامل مع هذه الزيادة الكبيرة في العربات والاختناقات والحوادث؟

ـ ركزنا على العنصر البشري اي رفع كفاءة وقدرات ضباط وشرطة المرور عبر تكثيف الدورات التدريبية التخصصية وادارة التقاطعات الى جانب استخدام النظم المرورية الحديثة والاشارات والعلامات والمواقف والاتجاهات والسيارات والدراجات البخارية ونظام الاتصالات المباشر والتعامل الفوري مع اي حادث مروري.

ويمكن القول ان القيادة المرورية تسيطر على تنظيم الحركة المرورية رغم الكثافة والازدحام البالغ في شوارع العاصمة.

* هل تشدد الادارة تجاه منح رخصة القيادة؟

ـ نعم، فلا بد من الاطمئنان على القيادة السليمة والصحيحة، ولا بد من امتحان مهارات وقدرات ومعرفة بعلامات المرور الدولية وقيادة السيارة برفقة رجل المرور وتمنح الرخصة بعد النجاح فيما هو مطلوب، وكذلك لا بد من التأكد من خلو المتطلع للحصول على رخصة القيادة للسيارة العامة، من اي سوابق او مخالفات والتأكد من سلامته العقلية والصحية لدى قيادة سيارة او حافلة او باص يحمل ركابا، وذلك يمثل ضرورة لتأمين السلامة للجميع.

* وماذا بالنسبة للمارة الذين يتسببون في الحوادث بمحاولة قطع الطريق او الشارع رغم سير السيارات والحافلات؟

ـ نركز الآن على التوعية المرورية بكافة انواع الملصقات وعبر الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب، كذلك بدأنا دورة للتوعية المرورية للمعلمين بمدارس الاساس، وستساعد هذه الدورة على قيام المعلمين في نقل ما تلقوه لتلاميذهم في المدارس ونعتقد انه من خلال خمس سنوات ستكون التوعية المرورية قد دخلت كل مدرسة وبالتالي يمكن ان نطمئن على الابناء من التلاميذ لان معرفة التعامل مع الحركة والمرور تشكل الاساس في الحماية والوقاية من التعرض لحوادث المرور.

* ما هي الخطوات التي تتخذ الآن لتقليل حوادث الطرق البرية الرئيسية؟

ـ نقوم الآن بوضع سيارة مرور على مسافة كل 30 كيلومترا لمراقبة سير المرور في الطرق البرية ونسعى لجلب الرادار لضبط السرعة، لاننا نلاحظ ان الحوادث الدامية التي تقع في الطرق البرية تعود في الدرجة الاولى للسرعة القاتلة، كما نعمل على وضع علامات المرور، والتعاون مع الجهات المعنية لتعبيد الطرق بمستوى جيد لتسهيل السير ومنع الحوادث.

* ما هو العامل الاهم في سلامة المرور؟

ـ سلامة المرور تعتمد على سلامة الانسان نفسه وسيارة بلا عيوب وطريق بلا منحنيات او مطبات او منعرجات وان وقوع اي حادث حركة يعني خسارة بشرية ومادية وتداعيات اخرى تشكل في مجموعها خصما على كافة المستويات.

* هل لزيادة حوادث المرور مواسم معينة ام محددة؟

ـ غالبا ما تزداد الحوادث في مناسبات الاعياد، ونهاية عطلة الاسبوع في الطرق البرية وكذلك في شهر رمضان لان الصائم لدى فقد السكريات يظل في حالة استرخاء شديد او نعاس، في حين ان الانتباه واليقظة ضروريان لدى قيادة السيارة.

واحيانا تقع الحوادث في شوارع او طرق هادئة، حيث تغري السائقين بزيادة السرعة مما يؤدي الى كارثة لدى ظهور اي عائق فجائي.

* هل يؤثر تحقيق السلام على المرور ويجعل الحوادث اقل والانسياب المروري افضل؟

ـ السلام بالنسبة لنا عنصر حيوي في تخفيف الضغط المروري لانه يفترض ان يؤدي الى الهجرة العكسية اي عودة النازحين والوافدين الى مناطقهم وبالتالي يخف الزحام وتتراجع معدلات الكثافة السكانية وتنتظم المواصلات العامة بشكل افضل في العاصمة.

* مَن وراء الحوادث المرورية الرجل ام المرأة؟

ـ حوادث المرور اكثرها من الرجال، واقلها من النساء، وملاحظتنا ان المرأة السودانية تقود السيارة بحذر شديد، وهي لا تميل للسرعة او العجلة، ومتأنية تماما في التقاطعات وتتقيد بتعليمات المرور، لذلك فهي الاقل في الوقوع في حوادث مرورية.

* لماذا يسمح «للركشة» (عربة صغيرة ذات ثلاث عجلات) رغم كثرة حوادثها؟

ـ لقد خضعت عربات «الركشة» الصغيرة والتي تزاول عملها في نقل الركاب بالاحياء بالعاصمة لدراسة علمية وافية، وتبين ان كل 14 شخصا من كل 100 ألف شخص يستخدمون «الركشة» يتعرضون للموت، وتبلغ النسبة %14 وهي نسبة عالية. و«الركشة» دخلت العاصمة في مطلع التسعينات وعملت بأعداد محدودة في الاحياء ثم ازداد وتوسع عملها وبالتالي ازدادت حوادثها وشكلت خطورة على حياة الناس، لذلك جاء قرار ايقاف الترخيص لأي «ركشة» بعد يونيو 2002 وذلك بعد الاستوثاق من خطورة استخدامها كناقلة للركاب في الاحياء.

* هل تعتبر الخرطوم الآن، الاعلى نسبة في الحوادث المرورية؟

ـ الخرطوم هي الاعلى نسبة في الحوادث المرورية نتيجة الكثافة السكانية وارتفاع عدد العربات في شوارعها مقارنة مع مدن السودان الاخرى، لكنها ليست الاعلى بالنسبة للعالم العربي او الافريقي.

* هل اثبتت المرأة نجاحها في العمل في ادارة المرور؟

ـ يوجد بادارة المرور ضباط وشرطة مرور من النساء وبرتبة مقدم ونقيب وملازم ويعملن بكفاءة حسب المهام الموكولة اليهن، خاصة في المواقع الخدمية الخاصة بالترخيص حيث الاجراءات والمعاملات تحتاج لكثير من الصبر والمرونة.

* هل ساعدت الطرق الدائرية والجسور الجديدة في تخفيف الضغط المروري؟

ـ الطرق الدائرية والجسور الطائرة تشكل بشكل عام الحل الافضل في انسياب الحركة المرورية وما تحقق منها في العاصمة اسهم في خفض الضغط المروري.