حكاية خيول من أشهر اسطبلات بغداد

«سيكار» في غرفة الانعاش * «كنتاكي» من أصل عربي وأم استرالية * عدي صدام حسين يعتقل «رزق الله» * «افروديت» تفرغت للإنجاب بعد بلوغها السنة الخامسة من عمرها

TT

مربط خيل هذا الموضوع.. الاثارة والغرابة التي صادفناها ونحن نسرج رحلتنا الى عالم الخيول وبعض ما تبقى لها من سيرة وذكريات في سجلات هذه المخلوقات التي أدمن على حبها وتربيتها والسهر على راحتها بعض الهواة والمحترفين من محبي الخيول والصراع والاحساس بضرورة الفوز، لأن فوز الحصان هو من فوز صاحبه والعكس صحيح.. ولأن قضية تربية الخيول الأصلية في العراق لم تعد سهلة على الاطلاق في ظل ظروفه الحالية. ومن هنا يتدافع الفضول في متابعة بعض الخيول التي كانت تشغل بال المتسابقين في نادي الفروسية، ذلك النادي الذي يقع في منطقة الغزالية أحد أهم مناطق بغداد وأوسعها مساحةً.

لقد كانت نبضات قلوب محبي الخيل تزداد ضغطا ونبضا وخوفا على سير وسحر وتراكض تلك الكائنات التي سحرت من قبل أحد أبرز فناني الرسم الاكاديمي في العراق، فائق حسن، الذي لم يمتط يوما حصانا.

من بين الحكايات التي سمعناها عن خيول بغداد حكاية «سيكار» الذي نقرأ في سيرته انه شغل بال واهتمام كل المتسابقين في نادي الفروسية.

كان «سيكار» يطارد «نسائم الريح» وقد فجع الجمهور به بسبب الم اصاب ساقه حال دون تكملة السباق. والسيرة تقول انه تم شراء «سيكار» عام 2002 من قبل احد مربي الخيول العربية في ظل ظروف اقتصادية صعبة بمبلغ مليوني دينار (مايعادل 1250 دولار امريكي) من اسطبلات الـ«عكيفي» وسهر على تربيته ظافر سعدون الطرفة وشارك في عدد من السباقات الطويلة. يقول ظافر عن «سيكار»: انه حصان عربي اصيل أبوه «العناز» وأمه «العكيلة» كان قد ولد عام 1999.. وكان مدللاً تتمثل فيه كل مكونات الجمال.

* وما هي؟

ـ حجم الرأس المناسب، الرقبة الطويلة، قوة الارجل، شكل العينين، صغر الاذن وتناسبها مع الوجه وعظمة الانف.

* ماذا يعني ذلك؟

ـ يعني انه لا يستطيع سحب واستقبال اكبر كمية من هواء.. انه حصان صحراوي لكن مع الاسف انه الآن يتلقى العلاج بأشعة الليزر.

* وهل سيكون صالحا للسباق؟

ـ لا فقد اعتزل الركض، واصبح للتكاثر فقط وأتوقع ان يصل سعره الى خمسة وعشرين مليون دينار عراقي او اكثر.

وعن مواصفات «سيكار» الاخرى يقول ظافر: انه يتمتع بطبع هادئ.. ويبلغ ارتفاعه 1.6 متر، ويتلذذ بأكل الشيكولاتة حتى بعد ان غادر غرفة الانعاش وساحات السباق.

ومن اشهر احصنة بغداد شهرة «رزق الله» التي اصابت استقراره حرب العراق الاخيرة، فبعد ان كان يستقر في اسطبلات نادي الفروسية، تناهبته رغبات السراق والغاضبين على ايام القهر في ظل النظام السابق. و«رزق الله» كان يوما مثار اعجاب وغرور عدي صدام حسين، لأنه، كما يقول البعض، حصان جميل طبعت غرته نجمة بيضاء. يقول مربي الخيول مظفر مندي، وهو يشير الى احدى الاسطبلات: هنالك اكثر من 43 حصانا اصيلا في اسطبلات الطبرة، كلها لم ترق لعدي الذي اعتقل «رزق الله» بمحبته واهتمامه، وأغدق عليه بأثمن أنواع الحلوى بدلا عن العلف.

ويضيف: ان حلوى «ماكنتوش» هي الحلوى الفاخرة التي كان يفضلها الحصان «كنتاكي» المنحدر من اصل عربي، لكنه مستورد وامه استرالية، وهذا ما يجعله يصنف من الدرجة الثانية، اما اخته واسمها اصيلة فهي من الاب كنتاكي ومن الام افروديت ذات الاصول العربية، التي انقطعت عن المشاركة في السباقات وتفرغت للانجاب.

وعن عمرها يرد مظفر: انها لم تبلغ بعد الخمس سنوات!