الشيخ بلال بارودي: الرحمة هي لله عز وجل، من الأفضل تسمية «الموت الرحيم» استعجال الموت

TT

* لاستيضاح رأي الدين الاسلامي من الموت الرحيم التقت «الشرق الأوسط» شيخ قراء طرابلس (شمال لبنان) وامام وخطيب مسجد الضناوي الشيخ بلال بارودي الذي عبّر عن موقف الدين من هذا الموضوع في هذا الحديث: «الموت الرحيم في جميع حالاته يعتبر غير مقبول، كما انه لا يجوز علينا تسميته بالموت الرحيم، لان الرحمة هي لله عزّ وجلّ فقط، لذا فمن الافضل تسميته باستعجال الموت. والدين الاسلامي لا يقر مسألة الموت الرحيم لمن يصبح ميؤوساً من شفائه، لان تأخير حياته ممكنة للتكفير عن ذنوب المريض او لاختبار صبر عائلته واقاربه كما هي ممكنة لرفع درجاته». ويتابع: لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها واجلها. من هذا الحديث النبوي نستنتج بأننا لسنا بمقام ان نقتل الروح ونقرر مصيرها، بل ربنا سبحانه وتعالى هو فقط من يحدد متى يموت الانسان، «فإذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون»، ومعنى هذه الآية الكريمة اننا لا نستطيع ان نؤخر مجيء الموت كما لا يُسمح لنا بأن نستعجل موعد قدومه، لأن الروح هي من امر الله، فهو الذي خلقها والذي سيأخذها، بمعنى آخر يقول الشيخ بارودي: ان الدين الاسلامي لا يقر بالموت الرحيم، لان اخذ النفس بغير الوجه الشرعي تعتبر جريمة، فالانسان ليس لديه الحق في تحديد وقت انتقال الروح الى الدار الآخرة. لقد ذهب اهل البدع والضلال الى القول في عالمنا المعاصر: ان المريض اذا استحال شفاؤه، فلا مانع من القضاء على حياته اذا فقد ادراكه، وكأن من الممكن الاستعانة بالآلة لاستمرار حياته فيطلقون عليه ما يسمونه رصاصة الرحمة. وفي الجواب على ذلك نتوقف عند قول الله تعالى «تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير، الذي خلق الموت والحياة...»، ثم نتساءل: هل الروح التي ترافق حياتنا في حركتها هي ملك لخالقها او ملك لصاحبها؟ وقد وجدنا الجواب ذلك من خالق كل شيء القائل «ولله ملك السموات والارض وما بينهما يخلق ما يشاء».