الأب ابراهيم سروج: الله يحيي العظام وهي رميم والمسيحية ترفض مسألة «الموت الرحيم »جملة وتفصيلا

TT

* عن رأي الدين المسيحي في الموت الرحيم يقول الاب ابراهيم سروج: «موقف المسيحية كموقف الاسلام في هذا الموضوع الذي عبّر عنه مفتي فلسطين في باريس عند احتضار الرئيس ياسر عرفات وهو ان «لا» للموت الرحيم. والسبب في رفض فكرة تطبيق الموت الرحيم لان الله هو واهب النفس ومعطيها وهو الذي يسترجعها متى يشاء. ومهما ساءت حالة الانسان قد يتدخل رب العالمين وينقذها، ويقول الاب سروج: «الله يحيي العظام وهي رميم، لذا نحن نؤمن بقيامة الاموات ولا تجوز مسألة الموت الرحيم، لان الله بامكانه ان يقيم هذا الانسان الذي مات موتاً دماغياً والله صانع العجائب، من هنا تؤكد المسيحية ان مسألة الموت الرحيم مرفوضة جملة وتفصيلاً. حتى ان الكنيسة الارثوذكسية لم تتخذ موقفاً رسمياً من هذا الموضوع لانها تركت للناس حرية الاختيار، فهي لا تريد ان تتدخل في كل شاردة وواردة. كما ان الحياة البشرية التي خلقها الله تعالى على صورته مقدسة بطبيعتها ويجب ان تحترم وتصان. فالله وحده سيد الحياة والموت والاحتضار. فكما هناك وقت للحياة هناك ايضاً وقت للموت. وهذا الوقت لا يحدده الا الله سبحانه وحده. من هنا فإن القتل الرحيم والانتحار المنفذ تحت اشراف الطبيب تحرمهما الاخلاق المسيحية سواء عبر المريض عن رغبته في الموت ام لا. لذا فإن «الميتة الصالحة» الوحيدة بالنسبة الى المسيحية هي قبول الانسان نهاية حياته الارضية بشكل سلمي، بايمان وثقة بالله وعلى رجاء القيامة، الميتة الصالحة هي الوفاة التي تحافظ على اكبر قدر من الوعي بأقل نسبة من الالم مع ايداع حياتنا في عهدة الله الرحيم».