الحص: علاقتي مع رؤساء لبنان

TT

حول مساحة الانسجام لدى الرئيس الحص في تعامله مع عدد من رؤساء الجمهورية، ومنهم: الياس سركيس وامين الجميل والياس الهراوي واميل لحود، وابرز ما ميز كل مرحلة مع كل رئيس؟ والى اي مدى كانت العلاقة ناجحة مع الرئيس سركيس ـ رحمه الله ـ وهل تعود بسبب الصداقة التي تربطهما، قال الدكتور الحص: ان علاقتي مع الرئيس الياس سركيس ـ رحمه الله ـ تخللها الكثير من التسامح، مع ذلك حصلت الكثير من المشاكل بيننا. وبالرغم من ذلك احتفظت باحترامي ومحبتي له، فهو رجل نزيه مترفع ووطني، ولم اغفل يوماً ذلك، فكنت اتعامل معه على هذا الاساس. خلال عهد الحكومتين اللتين ترأستهما في عهده حصلت بيننا اشكالات كثيرة من الناحية التطبيقية، لم اكن راضياً عن مجرى الامور، كانت فترة نزاع عنيفة بين شطري العاصمة ومرحلة استقطاب فاستقلت في النهاية. لكن مع ذلك احتفظنا بصداقتنا. اما مع الرئيس امين الجميل، فكنت وزيراً قبل ان اكون رئيس حكومة في عهده. في العام 1984 وخلال حكومة رشيد كرامي ـ رحمه الله ـ كنت وزيراً للتربية والعمل، وعند اغتيال الرئيس كرامي في عام 1987، عقد لقاء اسلامي في دار الفتوى، وطلب مني خلاله تأليف الحكومة، فاشترطت ان يكون الامر بالوكالة، لانني بطبيعتي لا أستطيع أن أخلف شهيداً لم يجفّ دمه بعد. فعلّق فقهاء في القانون انه لا وكالة عن ميت وأن الامر غير قانوني. وفي النتيجة كان لي ما اشاء فصدر عن الرئيس الجميل مرسوم بتسميتي رئيساً للوزراء بالوكالة. ومنذ أيام الرئيس الراحل رشيد كرامي كانت هناك قطيعة بين رئيس مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية، حتى نهاية عهده، كان بيننا اختلاف سياسي عميق. علاقتنا الشخصية طيبة، لكن بعد ذلك ظلت الاتصالات وقتها بيننا نادرة.

اما مع الرئيس الهراوي، فكنت اول رئيس حكومة في عهده، وعلاقتي به كانت طيبة جداً، وهو شخصياً ممتاز. لكن من الطبيعي، ألا تخلو العلاقة من الاشكالات.