المسرحية شارلوت برونشتين: هوليوود تنكرت لزوجة ابني النجمة شارون ستون

قالت لـ«الشرق الأوسط»: ولدي «فيل» حزين جدا لما يجري في منطقة الشرق الأوسط * 67 عاما قضيتها في الساحة الفنية دون تعب...واليوم بدأت التحضير لعمل مسرحي جديد * إصابتي بسرطان الثدي كان قاسيا لكني تجاوزته بسبب حبي للحياة

TT

الحديث عن النجمة المسرحية والفنانة الأميركية شارلوت برنشتين، يعني بالضرورة أن يكون في أكثر من محور، ويأخذ أكثر من منحى، فهي لوحدها تاريخ فني طويل يجعلك تقف عنده كثيرا، لتتأمل نتاجاتها الفنية على مدى العقود الطويلة الماضية، كما انها أم فيليب (الذي تفضل أن تناديه فيل) المصور والصحافي الشهير، الذي تزوج من النجمة السينمائية شارون ستون (لا تزال تواصل العلاج بعد إصابتها في الآونة الأخيرة بجلطة دماغية خطيرة)، ثم مرحلة تبني هذين الأخيرين طفلا صغيرا قبل عام ونصف العام. ورغم أن شارلوت تجاوزت اليوم الـ83 عاما، إلا أنها ما تزال تمتلك روحا شبابية مرحة، وعينين ساحرتين تتوسطهما زرقة البحر الصافية، لذا فإنها ترفض أن تكون عاطلة عن العمل أو توافق على مبدأ قانون التقاعد الإنساني حين يصل الإنسان الى أيامه الأخيرة كما هو معمول به في حياتنا اليومية، بل ما تزال تعمل هنا وهناك، حالة من العطاء المتواصل والدائم، رافضة الجلوس أو حتى التفكير في وضع نفسها في دائرة الشيخوخة، وهو أيضا ما يجعلها مستمرة في البحث عن كل ما هو جديد، وجديد شارلوت اليوم، عمل مسرحي بدأت التحضير فيه ليعرض على المشاهدين خلال الفترة المقبلة.

دافني باراك، التقت النجمة شارلوت برنشتين في منزلها الصغير الكائن في بلدة أوجي القريبة من سانتا باربارا في كاليفورنيا، لتحاورها في أكثر من محور هام من حياة هذه النجمة، تاريخها، بداياتها، إبنها فيليب، زوجته شارون ستون، إصابتها بسرطان الثدي، والشفاء منه، ثم أخيرا التحضير لعمل مسرحي جديد بعد أن تخطت الـ83 من العمر.

في البداية راحت تتحدث عن زوجة ابنها النجمة شارون ستون فقالت:

* شخصية شارون ستون تختلف عن الصورة العنيفة التي يعكسها مظهرها الخارجي.. انها انسانة حميمة جدا هذا ما تبادر الى ذهني عندما استضافتني شارلوت، الممثلة ذات العينين الزرقاوين والشباب الدائم، في منزلها الصغير بأوجي.. وهذه الأخيرة تعتبر بلدة صغيرة ذات ملامح فنية تقع بالقرب من مدينة سانتا باربرا بكاليفورينا، يلجأ اليها كثير من النجوم، لقربها وبعدها في آن واحد. كانت قد أقامت فيها الممثلة ايلين دي جينرز مع صديقتها السابقة آن هيش كما فعل لاري هاجمان وآخرون.

فمنذ ان كشفت شارون ستون، زوجة ابن شارلوت، عن مشاكلها الصحية قبل أشهر مضت، صمتت هوليوود التي كانت تساندها في الماضي. فقررت شارلوت ان تكسر دائرة الصمت قبل ايام اثناء اجتماع أفراد عائلتها في المناسبة السعيدة: قررت ابنتي سوزان (عندي سوزان وفيليب) ان تتزوج روبرت الذي تعيش معه. ربما تكون لاحداث 11 سبتمبر (ايلول) آثارها على هذا القرار. لكن سيكون عدد الذين سيحضرون المناسبة 45 ضيفا فقط، وسيكون ذلك بعد ظهر السبت، حين تبدأ الشمس في المغيب «في المنتجع».

وتضيف: عملت ابنتي كراقصة، لها قامة طويلة. عندما شاهدتها في فستانها الابيض، صحت قائلة «سأرتدي فستانا ملوكيا أزرق اللون».

شارون وزوجها فيليب في طريقهما الآن من لوس انجليس.. تزوجت ستون من فيل (فيليب) برونشتاين في 14 فبراير (شباط) 1998 بعد طلاقها من مايكل غرينبور عام 1986..

* كيف التقى المحرر الجاد بإحدى حسناوات هوليوود؟

ـ اجابتني قائلة: «هذا سؤال جيد، فهما لم يشركا أحداً من قبل في ذلك. هنالك تلك السيدة الثرية دينيس هيل التي تعجب بفيليب. انها تدعوه لحفلاتها الباهرة، ولقد كانت شارون ستون احدى المدعوات لواحدة من هذه الحفلات، وكان ذلك اثناء تصويرها لاحدى افلامها. ولقد قرر منتجو الفيلم ان يرتبوا لقاء بين شارون وفيليب، كلاهما كان متزوجا من قبل. لقد علمت ان دينيس كانت صاحبة الفضل الأول، لكن ما حدث فعلا ان قدم منتجو الفيلم دعوة لفيليب لحضور الحفل. ولقد لبى هذا الاخير الدعوة، وحضر، وتحدث الى شارون التي احب فيها جموحها». وتستكمل قائلة «ابتعد فيليب لأيام قلائل ثم عاد الى المسرح وهاتفني حينها قائلاً: «أريد ان أقدم اليك صديقتي شارون ستون!» كان أول ما تبادر الى ذهني ان صحت: «يا الهي..هذا آخر ما أطمح اليه..!».

* كيف هي علاقتهما الآن؟

ـ أوه.. انهما في علاقة حميمية، انهما الآن سعيدان، كلاهما يحب الموسيقى! لقد غنى في حفل زواجهما مغنون بمنزل شارون ستون في لوس انجليس. كانت حفلة مدهشة. فعندما دخل العروسان، صفق الجميع في حماسة. لقد ارتدينا (العروس وأنا) فستانين جميلين. ارتدت شارون فستانا باللون البمبي الشهير وارتديت أنا لونا فضيا، يا لها من متعة. لقد كانت شديدة الوضوح في رغبتها ببداية حياة عائلية وابنهما رغماً من كونه متبنى، لكنه يبدو الابن الحقيقي لشارون «الشعر الاشقر والعينان الزرقاوان». فجأة اتخذت منحى جديدا في الحديث فقالت شارلوت «ان فيليب حزين جدا لما يجري في الشرق الاوسط»، ثم انجرفنا في احاديث اقل متعة للجميع: ارييل شارون. «فيليب يحتفظ ايضا بعلاقة ودودة بالرئيس السابق للولايات المتحدة بيل كلينتون. لقد زاره وشارون في البيت الابيض. بالقطع فإن شارون ايضا غارقة في الشؤون السياسية، انها امرأة لامعة». في هذه اللحظة وجدنا اننا قد انشأنا قاعدة مشتركة تقاسمنا فيها وجهات نظر سياسية متشابهة، واصدقاء مشتركين.

وتضيف: اخبرني فيليب (كما تناديه امه) بعد ذلك انني وهو قد مُنحنا فرصتنا الاولى في مجال الصحافة بواسطة محرر واحد. ايضا، اعاد مساعد رئيس تحرير الصحيفة التي يعمل فيها فيليب، كتابة اول مقابلة تلفزيونية لي اجريتها، لتنشر في صحيفة «الديلي نيوز». ولربما ساهم ذلك في تفسير الوضوح والصراحة في الصور الخاصة التي قدمت لي.

* شارلوت، لقد امتهنت التمثيل لمدة 67 سنة! ـ نعم، عمري الآن 83 عاما، ولقد بدأت التمثيل منذ كنت في السادسة عشرة. في تلك الايام كانت المسارح الصيفية، التي إن اتيح لك فيها فرصة للعمل فإن ذلك يكون عظيما، لأنك تتقن حرفة التمثيل، ولقد كنت كثيرة الحظ ان وجدتني اقطن بالقرب من احد المسارح في CT، وكنت محظوظة ايضا ان اعامل كمحترفة اكثر منه كطالبة.

* هل درست التمثيل في الكلية؟

ـ التمثيل، ديكور المسرح، كل شيء، كنت دائما ما اشعر بأنني سأمثل، وسأجد الفرصة المناسبة، لكن اذا لم احصل عليها فإنني في الجانب الآخر، اعرف اشياء أخرى في حرفة الفن، استطيع ان اقوم بالتدريس، او بحرف أخرى، كالاضاءة وغيرها، ومن هناك ايضا استطيع ان اجد طريقي الى الحرفة، لكنها مسألة معقدة للغاية. فالمسألة لا تتوقف بالحصول على دور اجسده على الخشبة، لكن عليك ان تعرفي كل شيء يحيط بك، وكل شيء يجري من حولك، ذلك جميعه يساعد على ان تؤدي دورك في أجمل صورة.

* واثناء ذلك كله كنت زوجة لالفين وام لسوزان وفيل (فيليب) نعم، انه هو فيل برونشتاين.

ـ نعم، تنين الكومودو (تضحك مشيرة الى الحادث سيئ السمعة).

* أوه، لم اقصد ان اقول ذلك.

ـ حقيقة انه صحافي جيد، طالب نهائي في البليتزر، اعتقد ان هذا اكثر قيمة من الانخراط في الثرثرة.

* تشيرين مرة أخرى الى زوجة ابنك؟

ـ نعم، انك تعلمين ان شخصها مختلف كثيرا عن الصورة العنيفة التي يعكسها مظهرها الخارجي. اننا على علاقة حميمة جدا، ونجتمع على اشياء كثيرة ـ انها ابنتي ـ لا تذكري تلك الخطوط المتباعدة. اننا نقرأ نفس الكتب، نتبادل اشرطة الفيديو والاقراص الالكترونية المضغوطة. لنا وقت جميل مع بعضنا البعض. لقد ارتعبت حينما حدثني فيل عنها.

* تتدربين الآن استعدادا لعرض مسرحية جديدة؟

ـ نعم، لا يوقفنا العمر عن ذلك. احب ان اكون مشغولة بعمل ما، مثل الكتاب الموسيقيين (المسرحيون يجب ان يكونوا كذلك..) انه كالتنفس. ان الذي قمت به كان نوعا من المهن، تستطيع ان تنقله معك وانت متقاعد، وانا الآن اقوم بتدريس الابداع المسرحي، ولقد وجدت ذلك مثيرا بصورة مطلقة، فحينما اشاهد الاطفال وهم يستخدمون خيالهم ويخلقون انتاجهم الفني بأنفسهم فإنهم يخلقون مسرحياتهم دون الحاجة الى مساعدتي، عدا الاسئلة التي يظلون يطرحونها. ولم يحدث ان قدمت لهم اقتراحات، فهم يقومون بممارسة ذلك من خلال المواد التي تدرس لهم، وهكذا يتعلمون، تلك كانت مهنتي منذ ان غادرت لوس انجليس، وظللت امارسها على مدى 24 سنة. انها مهنة مجزية.

* كنت في الراديو والاوبرا والاعلانات، لقد قدمت كل الوجوه؟

ـ كنت محظوظة جدا، ولقد كانت مهنتي مقنعة، والآن حياتي الخاصة تكافئني.

* لقد صرت جدة منذ زمن قريب؟

ـ عندما كان عمري 81 سنة ونصف العام، كان لي حفيد لافت للنظر، هو روهان جوزيف برونشتاين. عمره الآن 19 شهرا، انه يشبه امه في ملامحه ويشبه أباه في هيئته الجسمانية.

* تتفاخرين بعلاقته العظيمة بأبيه؟

ـ نعم، انه يحب امه ايضا، لكنني اعتقد ان هنالك مرحلة من العمر يصير فيها الابناء اكثر ارتباطا بآبائهم. تلك علاقة بديعة وانت تراقبينها. كان عمري 81 سنة ونصف العام حينما صرت جدة. وهكذا فنحن لا نعرف ما الذي سيحدث.

* انه مُتبنى؟

ـ نعم، كان ذلك قرارا طبيعيا.

* دعينا نتحدث الآن عن موضوع ذي اهمية. موضوع مشترك بين جميع نساء اليوم. لقد اصبت بسرطان الثدي قبل سنوات قليلة؟

ـ حدث ذلك في الحقيقة قبل عامين، وعن نفسي احب التحدث عن ذلك. ما هو مدهش انه تم تشخيص المرض في مرحلة مبكرة، وعلى الرغم من خضوعي للعلاج بالاشعة، فان ذلك لم يكن قاسيا، لا اريد ان اتعامل مع نفسي كمن كتبت له النجاة. احب ان اقول انني اصبت بالسرطان، واذكره في هذه المناسبة لشعوري بأهمية ان تخضع اي امرأة نفسها للفحص كل عام، لا يمنع ذلك عمرها او اي امر آخر، كي تحصل على علاج اخف، كما حدث لي. انها تجربة مخيفة، لكنني الآن هنا.

* وتواصلين نشاطاتك كالمعتاد؟

ـ لم اعد كذلك. اتجه الآن للعناية بنفسي صحيا في ما يخص الجانب الجسدي واعتقد ان ذلك يحدث اختلافا.

* وكيف حال شارون، ماذا تفعل، لا بد انها تمر بحالة مخيفة؟

ـ ارتعبنا جميعا، عموما صحتها جيدة، كان نزفا في المخ ولحسن الحظ فقد وجد الاطباء اسباب ذلك. انها الآن تحقق تقدما ملحوظا. ستقضي زمنا حتى تشفى، وانا على ثقة انها ستعود لعملها قريبا.

لن يكون ذلك قبل الربيع! انها ـ شارون ـ تقوم بالقليل من التسجيل. اعتقد ان اي جدول عمل كامل سيكون زائدا على المطلوب. لقد تغيرت، لديها أولويات العمل. المهنة ما عادت تحتل اول القائمة.

=