هوليوود تحتضر

صناع السينما يعتقدون أن عصر السينما شارف على نهايته

TT

لوس أنجليس ـ د.ب.أ: مع اقتراب انتهاء موسم العطلات الصيفية واستعداد الاطفال والطلاب للعودة إلى مدارسهم، يعاني المديرون التنفيذيون في هوليوود من الاحباط الذي أصابهم خلال موسم الصيف.

هذه هي الصورة التي رسمها صناع السينما والصحف المتخصصة بعد صيف كارثي للسينما انخفضت فيه إيرادات شبابيك التذاكر بنسبة بلغت تسعة في المائة وانخفض إقبال رواد دور السينما بنسبة 11 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

فلم تحقق أفلام مثل «الشبح» و«الجزيرة» التي يكلف إنتاج كل منها ما يزيد على 100 مليون دولار النجاح المنشود في شبابيك التذاكر. وحذت حذوها أفلام أخرى، مثل الفيلم الدرامي «رجل سندريلا» الذي لعب بطولته الممثل الاسترالي الاصل راسل كرو، كذلك الفيلم الكوميدي «المسحور» وهو بطولة النجمة السينمائية نيكول كيدمان ومن إخراج نورا ايفرون. وحتى أفلام الرعب التي عادة ما تجذب أعدادا غفيرة من الرواد، ولا سيما المراهقين منهم، لم تفلح في تحسين الصورة. ولم ينجح سوى فيلم واحد هو «الشمع» من بين خمسة أفلام من هذه النوعية عرضت هذا الصيف في تحقيق أكثر من 30 مليون دولار.

ويبدو أن أزمة شبابيك التذاكر التي استحكمت حلقاتها باتت أشبه بعاصفة تتجه صوب هوليوود ولن يتمكن أحد من الوقوف في طريقها، حتى ولو كان جورج كلوني. وبصياغة أخرى، يمكن القول إن صناع السينما باتوا يعتقدون أن عصر السينما قارب على نهايته. ومما يزيد الامور تعقيدا لرؤساء استديوهات السينما في هوليوود، هو ذلك التفكك الذي حل على أنماط أعمالهم التقليدية اثر غزو التكنولوجيا. ففي أعقاب انتشار أقراص «دي.في.دي» فائقة النقاء وأجهزة التلفاز ذات الشاشات المسطحة وأجهزة الصوت المحيطي المجسم، بات الأمر سهلا على الناس للتمتع بتجربة مشاهدة تعادل دور السينما من دون مبارحة منازلهم وتحمل دفع ثمن التذكرة التي يبلغ سعرها نحو تسعة دولارات.

هذه هي الاخبار السيئة لأصحاب دور العرض. أما الشق السار فيخص استوديوهات السينما في هوليوود بعد ارتفاع مبيعات أقراص «دي.في.دي» التي باتت تحقق الجانب الأعظم من الارباح على مدار العامين الماضيين. ومع ذلك، فلا يوجد ما يضمن استمرار هذا الوضع على ما هو عليه، خاصة بعد التباطؤ في مبيعات أقراص «دي.في.دي» في العام الحالي، حسبما ذكرت مجلة «فارايتي» المتخصصة في شؤون السينما.

وفي نفس الوقت، أصبح الأمر يسيرا على متصفحي الانترنت للولوج إلى مواقع مختلفة تعرض تحميل الافلام مجانا وأحيانا قبل عرضها في دور السينما.

ولمواجهة هذا الأمر، تساند بعض الشخصيات البارزة في هوليوود اقتراحا جريئا يتمثل في مواكبة عرض الفيلم في دور السينما مع طرح أقراص «دي.في.دي».

لكنه من الثابت أن السؤال المطروح على صناع السينما وأصحاب دور العرض في هوليوود، هو: كيف يمكن استعادة جمهور المشاهدين إلى دور السينما مرة أخرى؟.