الشماغ أو الغترة.. طريقة ارتدائها تدل على صاحبها

لباس رسمي والبعض يحمي بها صلعتهم من الشمس والمراهقون يخفون تحتها قصات الشعر

TT

ينفق معظم السعوديين، ويشترك معهم بعض الخليجيين، بعضا من وقتهم اليومي في إصلاح هيئة الشماغ أو الغترة فوق رؤوسهم، كلما دعت الحاجة إلى ذلك، لكونه جزءا من اللباس الرسمي يطلب ارتداؤه في معظم المرافق الحكومية وبعض المنشآت الخاصة، للدلالة على الهوية الوطنية وتوحيدا للزي.

وعادة ما يحمل السعوديون الشماغ أو الغترة فوق رؤوسهم أثناء فترة العمل أو مراجعة الدوائر الحكومية وخلال المناسبات الاجتماعية الرسمية. وفي بعض المناطق السعودية تندر رؤية سعودي لا يلبس شماغاً أو غترة فوق رأسه. وفي مناطق أخرى يتحرر معظم السعوديين من لبس الشماغ بعد الخروج من حدود المباني الحكومية التي تمنع دخولهم حاسري الرأس.

ويعد الشماغ، إلى جانب الغترة، جزءا مميزا لهيئة السعودي وشكله الخارجي، وبالتالي فإنه يدخل في تكوين الشخصية أو «الكاريزما الخاصة بها»، حيث يتيح الشماغ في كثير من الأحيان التكهن بطبيعة الشخص، سواء من خلال لون الشماغ أو طريقة لبسه.

يقول بدر الجهني، شاب سعودي يعمل محاسبا «بخلاف لبس الشماغ لكونه من الزي الرسمي، يفضل بعض السعوديين لبسه لتغطية المساحات الخالية من الشعر وحماية لفروة رؤوسهم العارية من أشعة الشمس، وبعضهم الآخر يلبس الشماغ من أجل تغطية شعرهم الطويل جدا، وربما لتحاشي أعين الناس، أو تحاشيا للمساءلة»، مضيفاً أن الشماغ يفيد في مسح الأنف في الحالات الطارئة التي لا تتوفر فيها «المناديل»، فيما يلبسه معظم السعوديين من أجل العادة فقط.

ويذكر عبيد الحربي، سعودي يدرس في المرحلة الثانوية، أن معظم الطلاب يلبسونه تقيدا بنظام التعليم، وقلة تستخدمه لتغطية الوجه لو داهمها النعاس في الفصل، خاصة في شهر رمضان، وأحيانا لهم فيه مآرب أخرى مصدرها المزاح إذ يفتل الشماغ مثل الحبل، وتكون مبارزة بين «حبلين» مشدودين، أو للتستر على طريقة حلاقة شعر الرأس.

وقام أحد مرتادي الإنترنت برسم كاريكاتير عن طريقة لبس الشماغ في السعودية، من خلال 15 وضعاً، جميعها مختلفة، وعنون الكاريكاتير بـ«دراسة شخصيات»، مع تسمية كل طريقة للبس الشماغ باسم معين.

وعلى أرض الواقع، هناك وضعيات رسمية للبس الشماغ أو الغترة، وعادة ما تكون تقليدا لشخصية بارزة في المجتمع السعودي، وهي أن يتدلى طرفا الشماغ على الجسد، بسبب ارتداء «المشلح» أو «البشت» عليها، وهذه الوضعية لا تختلف في ما بينها إلا بطريقة لبس العقال، أو شكل «المرزام» وهو انثناء أو أكثر في وسط الشماغ غالبا.

وفي حال عدم لبس «المشلح»، يتحرر الشماغ من الرسمية الصرفة، فيلبس بطرق مختلفة، حيث يرفع طرف واحد منه أو كلا طرفيه في الغالب، ثم يترك ليتدلى على الظهر، وهذا يفضله كبار السن، وأحيانا أخرى ترفع فوق الرأس في أكثر من وضعية، وهذه مرتبطة بفئة الشباب، والذين أطلقوا عليها مسميات، اشتهرت فيما بعد، مثل «الكوبرا» و«بنت البكّار»، وبالتالي بالإمكان معرفة عمر وشخصية الإنسان، بمجرد النظر إلى طريقة لبس الشماغ أو الغترة ووضعيتها على الرأس. ويلجأ الشباب دائما لابتكار وضعيات للبس الشماغ أو الغترة، من أجل التميز والتمرد على إرث من سبقهم.

وفي المقابل، تلجأ شركات صناعة الأشمغة والغتر لتطوير الشكل واللون والمواد المستخدمة. ومنذ ما لا يقل عن خمسة أعوام تحركت صناعة الأشمغة وتوالت المنتجات على الأسواق المحلية في السعودية، والتي عادة ما تسبق فترة الأعياد والدراسة، على اعتبار أن شريحة كبيرة من السعوديين يحرصون على اقتناء شماغ أو غترة قبل كل عيد أو عام دراسي.

وبسبب تعدد الشركات المصنعة للشماغ أو الغترة في السعودية، يتندّر كتاب في الإنترنت، ذكر بأنه من المنتظر استخدام الشماغ في اختبار القدرات العامة الذي يقدمه المركز الوطني للقياس والتقويم، من خلال جلب عدد من صور الأشمغة المختلفة، والطلب من خريجي المرحلة الثانوية التعرف عليها مع ذكر الفروقات بينها: «إذا عرفت الفرق ستقبل فورا في الجامعة، وإذا لم تعرف ستتجه إلى بيت أهلك»، داعياً جميع الأولاد والبنات لأخذ دورة في أنواع الشماغ بدلا من دورات الكومبيوتر.