السعودية تعرف من عباءتها

الجداوية تعتبرها «سواريه».. والنجدية ترتديها ضيقة.. والشرقاوية مزيج

TT

إذا كان الكتاب يُعرَف من عنوانه، فإن المرأة السعودية تُعرَف من عباءتها السوداء، وربما يبدو لمن يقطن خارج السعودية أن العباءة السوداء متشابهة في طريقة لبسها أو شكلها، وإن تميزت عن غيرها ببعض التطريزات البسيطة، إلا أن عالم العباءة السعودية عالم معقد ومليء بأسرار حواء التي تسحر آدم، باختلاف طريقة لبسها من منطقة لأخرى، وإن كان القاسم المشترك بينها هو اللون الأسود.

معظم الفتيات الجدّاويات (نسبة المرأة إلى مدينة جدة) يعتبرن العباءة فستان سهرة (سواريه)، حيث تتفاوت نوعية القماش ما بين التول المبطن ببطانة سميكة سوداء إلى الدانتيل وصولاً إلى الجينز، إلا أن الأكثر شيوعاً عباءات (الكريب) وهو نوع من الأقمشة، الصالون المطرزة بتطريزات لافتة وبألوان شاذة معبرة عن جنون فتيات جدة في الموضة.

وتعلق المصممة السعودية غادة الصيرفي على العباءة السعودية بأن «مراهقات جدة يختلفن عن الأخريات، فلديهن هوس الركض خلف الموضة العصرية، لذلك أدخلت في تصميمي للعباءة التنين الصيني بألوانه الصارخة».

في أحد المراكز التجارية بعروس البحر الأحمر، تسير شيماء بشر، 16 عاما، مع صديقاتها، مرتدية عباءة سوداء مطبوعة عليها من الخلف صورة خيل عربي أصيل، خزانة ملابسها تضم عباءات كثيرة مخصصة لكل مناسبة، وتقول «أرتدي العباءة السادة عند ذهابي إلى المسجد».

أما الفتاة النجدية فيعرف عن بعضهن لبس العباءة المخصرة الضيقة، والمزينة بالخيط الأسود، المنقوشة بزهور على أطرافها، لتلبسها من أرادت مجاراة الموضة خفية، أما المطرزة بخيوط ملونة وخرز، فإنها ـ كما قالت مي معين (طالبة جامعية) ـ «للباحثات عن الحرية»، إلا أن صديقتها هند صويلح تخالفها في الرأي وتقول «العباءة مثل الفستان أو الجلابية التي تتطور مع الموضة».

ويبقى الشكل الكلاسيكي للعباءة (على الرأس) التصميم المفضل، وتلزم معظم مدارس البنات الطالبات على ارتداء هذه العباءة منذ سن الـحادية عشرة (الصف الخامس ابتدائي).

وفي الآونة الأخيرة أصبحت العباءة عند بعض الفتيات السعوديات تعبيراً عن الانتماء للنادي الرياضي لكل منهن، وذلك من خلال طباعة شعار النادي المفضل على ظهر العباءة، ويبقى لون العلم السعودي شعار المنتخب، هو الدارج على حد تعبير البائع بمحلات «سيدة الحجاب». وعندما نذكر العباءة لا بد من ذكر الطرحة (المنديل الذي يلف على الرأس أو ما يسمى الحجاب)، فطريقة لبسها تختلف من منطقة لأخرى، فالجداوية مثلاً تلفها حول رأسها بقوة، بحيث لا تتدلى أجزاء منها على كتفها وعادة ما تكون من التول والشيفون والدانتيل (أنواع من الأقمشة)، والمكاوية (المرأة في مدينة مكة) تفضل اللثام، بينما ترتدي النجدية البرقع الأسود، بارزة عينيها النجلاوتين، رامية الطرحة السوداء من الشيفون على رأسها كالشماغ، ولكن غالب السعوديات يلبسن الغطوة «قطعة من القماش الأسود بطبقتين من القماش الشيفون المتين» التي لا تظهر من جمال وجههن شيئاً، وتلبس مع العباءة على الرأس في الغالب، وأحيانا مع تلك التي تلبس على الكتف. في المقابل، فإن من المنطقي أيضاً ان تتفاوت أسعار العباءة بحسب أنواعها وأشكالها، حيث يتراوح سعر العباءة بين 100 و7000 ريال (26 و1870 دولارا)، وغالباً ما تكون العباءات الباهضة الثمن مصنوعة بشكل خاص في دور أو بيوت الأزياء المحلية في السعودية، أما المستوردة أو المصنعة بشكل تجاري فإن أسعارها خاضعة للطلب في السوق، وأصبحت المحلات تخصص مساحة أكبر لعباءة الكتف على حساب عباءة الرأس.