المركز التجاري الذي يتفاخر به البحرينيون

مجمع «السيف».. «هارودز» البحرين

TT

منذ انشائه قبل 9 سنوات.. ومجمع السيف التجاري القابع على ضفاف الخليج العربي في العاصمة البحرينية المنامة، وهو يشكل ثورة في عالم النزهة والترفيه لدى المواطنين البحرينيين وكذلك زوارهم من دول الخليج، وبالرغم من تعدد المجمعات التجارية المشابهة له، أو تلك التي ربما تفوقه في بعض الخصائص، إلا أن هذا المجمع، الذي يربو عدد زواره يوميا بما يزيد على عشرة آلاف زائر، لا يزال يستقطب الغالبية من المتسوقين في البحرين، وحتى من غير المتسوقين الذين يزورون المجمع للالتقاء مع أصدقاء لهم آخرين.

ولعل الكثير من الذين لم يزورون البحرين حتى الآن، لابد أنهم يسمعون عن «السيف» الذي غدا بلا جدال معلما من معالم البحرين السياحية، طافت سمعة المجمع دول الخليج قاطبة، واصبحت زيارته للقادمين من خارج البحرين، أمرا محسوما باعتباره أحد المعالم التي لا يمكن زيارة البحرين بدون المرور عليه، بل ان حتى مطرب البوب العالمي مايكل جاكسون، الذي أتخذ من البحرين مقرا دائما له، أختار مجمع السيف كأول ظهور علني له أمام الجمهور، وعبر عن اعجابه بهذا المجمع التجاري وتواجد الجمهور فيه بالطريقة التي التقى بهم فيه.

ويقع مجمع السيف التجاري في أرقى المناطق البحرينية التي تحمل نفس الاسم وهي ضاحية السيف، وتبلغ مساحته الاجمالية حوالي 100 ألف متر مربع، وقد أخذ تصميمه من الأسلوب العربي القديم الذي يحمل القبب الزجاجية والنوافذ الملونة والأرضيات الرخامية، وبالإضافة إلى المحلات التجارية فهناك 16 دار عرض سينمائية لأحدث الأفلام العربية والأجنبية، ووفقا للاحصائيات الرسمية الصادرة من إدارة المجمع، فإن معدل الزوار الاسبوعي يزيد على 80 ألف زائر خلال العام الحالي، فيما زار المجمع حتى نهاية عام 2000 أكثر من 6 ملايين زائر، وهو ما يشكل عددا ضخما بالنسبة لدولة لا يزيد عدد سكانها المواطنين والمقيمين على 650 ألف نسمة.

وشهرة «السيف» كان للسعوديين نصيب منها، فالقاطنون في المنطقة الشرقية من السعودية، التي لا تبتعد كثيرا عن البحرين، أصبحت لديهم زيارة هذا المركز التجاري بمثابة العادة المستمرة التي لا تقتصر على عطلة نهاية الأسبوع، فكثيرا ما تجد زوارا أو عائلات سعودية يقدمون من بلادهم باتجاه «السيف»، وبالطبع فإن البرنامج الذي سيقضونه يكاد يكون معروفا مسبقا، فتبدأ الرحلة بفنجان قهوة ثم حضور أحد الأفلام التي تعرض على شاشة السينما، قبل أن تنتهي السهرة بوجبة العشاء في أحد مطاعم المجمع، غني عن القول أن التسوق من المحلات التجارية لا يعد أحد العناصر المهمة في هذه الرحلة القصيرة.

ولعل الملفت للنظر هو هذه الشهرة الكبيرة التي استحوذ عليها مجمع السيف محليا وخليجيا وربما عربيا أيضا، وإذا كانت هذه الشهرة مقبولة نوعا ما عن افتتاح المجمع عام 1997 عندما كان الأول من نوعه، إلا أن هذه الشهرة ما زالت مستمرة حتى مع افتتاح مجمعات أخرى تنافسه من حيث الامكانيات والخدمات وتجاوزه في نفس المنطقة، مثل مجمع العالي التجاري الذي يقع ملاصقا لـ «السيف»، ومجمع البحرين التجاري الذي يفصله عن «السيف» شارع فقط، وكذلك مجمع الدانة التجاري الذي أيضا لا يبتعد إلا بمسافة أقل من كيلومتر، إلا أن كل هذه المجمعات التجارية الضخمة، لم تستطع أن تزحزح من سمعة وشهرة «السيف».

ومع كل هذه المعطيات التي تمنح «السيف» المجمع الأكثر شهرة وزيارة في البحرين وارتقائه ليصل لمكانة يتمناها كل مشروع تجاري باعتباره أصبح أحد المعالم المشهورة بالبحرين، إلا أن المردود المادي للمحلات التجاري لا يتناسب مع هذه الأعداد الضخمة من الزوار يوميا، فغالبية زوار المجمع ليسوا من المتسوقين إذا صح التعبير، فزياراتهم لا تزيد على التنزه بين أروقة المحلات، وربما على الأكثر شرب قدح من القهوة، أو تناول وجبة طعام، أما المحلات التجارية التي تضم في طياتها أكبر الماركات العالمية، فإن زوارها لا يشكلون إلا نسبة بسيطة من هؤلاء الزوار، وبينما تكون ممرات المجمع مزدحمة على آخرها بالفتيات والفتيان الذين يسيرون في شكل مجموعات غدوا ورواحا، فإن كثيرا من المحلات التجارية تبدو خالية إلا من عدد قليل من المتسوقين، وهو الأمر الذي يؤكد أن جل زوار المجمع ليس للتسوق بقدر ما تكون زيارتهم للترفيه والتنزه والابتعاد عن الأجواء الحارة التي لا يمكن التأقلم معها في طقس الخليج، ويتذكر البحرينيون صيف العام الماضي 2004 عندما انقطعت الكهرباء على البحرين في شهر اغسطس، ولم يجد البحرينيون حلا للتخلص من هذا الحر الذي لا يطاق، إلا الذهاب لمجمع السيف والاستفادة من التكييف الذي يوفره له أجهزة المولدات الخاصة، مما حدا بإدارة المجمع إلى إغلاق المجمع ومنع مزيد من الزوار بالدخول، بعد ان امتلأ المجمع على آخره من الاطفال والكبار والصغار، وهي المرة الوحيدة التي يمنع الزوار من دخول مجمع تجاري، وقد حدث ذلك في مجمع السيف فقط.