البنطلون سجين خزانة الجامعيات السعوديات

طالبات الأقسام العلمية بجامعة الملك عبد العزيز فوجئن بقرار منع ارتدائه

TT

البنطلون في السعودية سجين خزانة ملابس الكثير من السعوديات، ويسجن بقوة أكثر صباح كل يوم دراسي للطالبة الجامعية، فهو زي ممنوع ارتداؤه بالجامعات والكليات التربوية باستثناء كلية الطب التي يسمح فيها للطالبة ارتداؤه بشرط ارتداء «اللاب كوت» الطويل الذي يصل إلى منتصف الساق من فوقه، وكذلك كان مسموحا لبسه لبعض طالبات كلية العلوم بجامعة الملك عبد العزيز كقسم كيمياء، وأحياء، وفيزياء، اللاتي يتطلب القسم منهن الدخول في معمعة المختبرات حتى بداية العام الدراسي الحالي. وبعد صدور قرار بمنع لبسه حتى لطالبات الأقسام العلمية بجامعة الملك عبد العزيز، تذمرت الطالبات واحتججن على هذا القرار الذي صدر بدون أي إنذار أو أخذ رأيهن.

تقول الطالبة سحر داود «أنا لست ضد القرار، أنا ضد هذا الأسلوب المتبع، فأين الديمقراطية ؟ وأين كلام المحاضرات التي تبني شخصية الفتاة، ويتحدثون عن الحوار واحترام رأي الآخر ونحن آخر من نعلم؟» وتشاركها صديقتها ع .ج وتقول متذمرة «ما ذنبنا نحن اللاتي نحترم الأنظمة، هل الشر يعم والخير يخص؟» وتضيف «البنطلون يشعرنا بالراحة أثناء الحركة خاصة في المعامل الكيميائية».

الدكتورة خديجة با دحدح رئيسة كلية العلوم بجامعة الملك عبد العزيز بجدة هي واحدة من الأكاديميات الأوائل اللاتي دعون إلى منع ارتداء البنطلون في الجامعة أكان لطالبات العلمي أم الأدبي وتقول «اسمه حرم جامعي له حرمته».

وحول قرار منع ارتدائه لطالبات الأقسام العلمية بالرغم من «اللاب كوت» الذي يغطيه تقول با دحدح «تمردت الطالبة الجامعية على الأنظمة وارتدت البنطلون الضيق جدا والبلوزة غير المناسبة للحرم الجامعي وارتدت «اللاب كوت» القصير ما أثار غيرة طالبات الأقسام الأدبية وسبب مشاكل أخلاقية». وتضيف «لا بد من مراعاة الطبقة الفقيرة، فهناك طالبات لا يستطعن شراء الملابس فيدخلن في صراع نفسي بينهن وبين الأخريات».

في المقابل تنفي الدكتورة سمر السقاف عميدة جامعة الملك عبد العزيز قرار منع لبس البنطلون لطالبات العلمي وتقول «نسمح لهن باللبس المحتشم الإسلامي الشرعي» وتؤكد على ضرورة التزام الطالبات بالزي الجامعي المناسب للحرم الجامعي وتقول «على طالبات الأقسام العلمية ارتداء اللاب كوت الطويل فوق البنطلون». وحول منع الطالبات من لبس العباءة داخل الجامعة تقول السقاف «لأننا لا نعرف ماذا يلبسن تحتها؟». أما عن العقوبات في حالة عدم الالتزام بالنظام تقول السقاف «تتعهد الطالبة وتخصم من مكافأتها المالية الشهرية».

وإذا عرف بنطلون الطالبة بجامعة الملك عبد العزيز الساحة الجامعية يوما، فإنه لم يعرف ساحة الكليات التربوية دهرا. لم تعرف خزانة ملابس طالبات الكليات التربوية الجامعية غير التنورة السوداء أو البنية أو الكحلية اللون والبلوزة البيضاء، وبعض أقسام الكلية كالقسم العلمي سمحت للطالبة بارتداء جميع الألوان والموديلات المناسبة لمكان العلم باستثناء البنطلون.

تعلق الدكتورة نجوى أبو زنادة عميدة كلية التربية العلمية بجدة سابقا عن سبب منع ارتداء البنطلون بالكليات التربوية بالرغم من اقتناعها بأنه مريح أكثر في الحركة، قائلة «لأن بعض الطالبات خرجن عن العرف». هي لا تمانع من ارتدائه في الجامعات أو الكليات شرط أن يكون واسعا وان يكون القميص طويلا يصل الى الركبة وواسعا ومحتشما، وتضيف قائلة «التربية قبل التعليم، نحاول أن نعلم ونربي الطالبات على المثاليات فإذا تعودن على كشف مفاتنهن الجسدية بينهن سيعتدن على أمور أخرى».

نايلة معوض، طالبة جامعية بقسم الأحياء، تتعجب هي وصديقاتها من قرار منع ارتداء البنطلون بالجامعات بحجة أنه يبرز مفاتنهن، وتقول «نلبسه بين مجتمع نسائي». وتعلق الدكتورة أبو زنادة قائلة «المشكلة ليست في البنطلون، المشكلة في الطالبات، فهن يخترن البنطلون الضيق والبلوزة الشبيهة بفستان السهرة وبالتالي تظهر مفاتنهن لبعضهن مما يسبب ذلك مشاكل أخلاقية نحن في غنى عنها».

ولأن الطالبة العنود بكر تكره التقيد بالأنظمة، خاصة في الأزياء، لذلك فضلت الدراسة بجامعة خاصة وتقول «نرتدي الذي نريده، فالجامعة ليست مدرسة».