ميليس يخطف اللبنانيين من الـ «خيام»

بعد أن أصبح هذا التقليد جزءا من حياتهم خلال الشهر الكريم

TT

يقال ان «الخيم الرمضانية» هي تقليد انتقل من مصر إلى لبنان، وبغض النظر ان كان ذلك صحيحا ام لا، إلا أن الواقع هو انها تحولت لتصبح جزءا من تقاليد اللبنانيين خلال شهر رمضان. البداية كانت قبل نحو عقد من الزمان، ولعبت الفضائيات اللبنانية دورا كبيرا في تعميمها، حيث كانت ولا تزال بعض القنوات تنقل الفعاليات التي تقام داخل الخيام مباشرة على الهواء، وتصور مختلف الساهرين والوجوه الاجتماعية والفنية. إلا أن الخيام تعيش هذه السنة «صدمة» اثرت على عددها فانحسر نتيجة الاوضاع الأمنية التي شهدت في الاشهر الاخيرة نكسات وتفجيرات واثرت على كل القطاعات. وبدا كأن اللبنانيين قلصوا النشاطات الرمضانية ليصرفوا اهتمامهم الى قاضي التحقيق الالماني ديتليف ميليس، الذي يفترض انه سيكشف حقيقة جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

وهكذا اطل الشهر الفضيل هادئاً في ايامه الاولى، وفي حين تقلص حضور الخيم الرمضانية في الاحياء السكنية، لم تفقد الصامدة منها رونقها فحولت الفنادق الفخمة صالاتها الكبرى قاعات انيقة لاستقبال الصائمين، وغيرت ديكوراتها لتتلاءم مع المناسبة.. لكن «الخيم الرمضانية» لا تقتصر على الفنادق، فقد اشتهرت على مر السنين خيام عدة ومن بينها «خيمة البيتي كافيه» و«خيمة الغراند كافيه». وتتميز معظم الخيام بتوفيرها لأجواء ومأكولات تقليدية، فوسط ديكور شرقي في أحد الخيام تجول البصارة، تتمايل بزيها الفلكلوري وتسأل من يريد معرفة «بخته» حاملة بيدها مجموعة من الاصداف، علها تنجح في استمالة ابتسامة فتاة ما «لتطمئنها الى نصيبها». وللصاج مكانته ايضاً، ففي أحد الفنادق تقف امرأة تمد العجين لتخبزه «مناقيش» لا تصمد سوى لحظات قبل ان تسارع اليها ايدي الساهرين. اما الاطباق فتبدأ مع الفاكهة المجففة من مشمش وزبيب مروراً بالمازة اللبنانية والفول والحمص والتوابل على انواعها وصولاً الى «المشاوي». وللحلويات العربية موقعها الاستراتيجي على المائدة: الكلاج وزنود الست وحلاوة الجبن والبقلاوة والسحلب والقطايف، وكلها تترافق مع عصير الجلاب بالصنوبر وشراب قمر الدين.

حلويات تغري. تحاول فتاة تغليب ارادتها لأن «الدايت» لا تسمح لها بتذوق كل ما تشتهيه عيناها. تتهاون للحظات فتلتهم قطعة كلاج واخرى من القطايف. تعي «خطأها». كفى! تقول وتستدير لتستمع الى مطرب يستعيد اغاني ام كلثوم.

ولأن منظمي هذه الامسيات ارادوا التوفيق بين اهدافهم التجارية وما يفرضه هذا الشهر من وقار، فقد استغنوا عن وجود الراقصات. لكن مستوى الانضباط هذا الشهر يرسمه كل فرد على طريقته، فمنهم من يفضل الجلسات العائلية الحميمة، ومنهم من يهوى تناول وجبات الفطور او السحور في الخيم.