الثلاثينيون في مقدمتهم القرآن وكتب التاريخ والطبخ تتصدر اهتمامات قراء رمضان

TT

في رمضان يبدو أن الحلويات والموالح، من الأطعمة التي تسيطر على الصائمين نساء ورجالا، وتستحوذ على مجال اهتمامهم الأول لا على مائدة الإفطار فحسب، بل حتى في قراءاتهم حيث تشهد كتب الطبخ رواجا، وترتفع نسبة مبيعاتها خلال شهر رمضان، كما أكد مسؤول المبيعات في مكتبة المأمون سمارة محمد، وخاصة، كما يقول «الكتب التي تشرح طرق إعداد الحلويات العربية والأطباق الرمضانية»، ويتابع، وليست كتب الطبخ الوحيدة، بل بجانبها الكتب الدينية التي تشرح مناسك العمرة، وكتب الأحكام بالطبع. ومع ذلك يجد سمارة «أن كل كتب لها قراؤها»، ويضيف «نسبة المبيعات في رمضان عادية، مقارنة ببقية الشهور، لكنها تزداد مع نهاية الشهر، نظراً لإقبال الزبائن على شراء كروت المعايدة، والكتب المختلفة لإهدائها بمناسبة حلول العيد».

ويشير إلى أن رواد المكتبة من جميع الفئات العمرية، ولكن الفئة الأبرز هي الفئة فوق سن الثلاثين، ويقول «هناك دائماً زبائن جدد يأتون في رمضان فقط، لشراء المصاحف والكتب الدينية، بجانب نسبة كبيرة من المعتمرين، الذين يأتون لأداء مناسك العمرة، وهؤلاء في الغالب يطلبون المصاحف، وشرائط القرآن المرتلة، خاصة مصحف الحرمين، لإهدائها لأحبائهم عند عودتهم من الحجاز».

وتعد الكتب الدينية التي تتناول الأحكام الفقهية، والتفاسير المختصرة والمطويات، هي الأكثر مبيعاً في رمضان، كما أوضح البائع بمكتبة الأمالي محمد عمر، ويضيف «الأكثر طلباً هي مصاحف الجيب، حتى أننا نضطر لطلب كميات عديدة لنغطي طلب السوق، إلى جانب طلب أذكار النووي من الأدعية». وتوقع أحمد باوزير بائع في مكتبة كنوز المعرفة، زيادة المبيعات في رمضان هذه السنة، لأنه يتزامن مع موسم بدء الدراسة، ويقول: «على الرغم من الإقبال الشديد على شراء الكتب الدينية في رمضان، إلا أن مبيعات بقية الكتب لا تتأثر بهذا الإقبال»، ويرجع باوزير ذلك إلى أن أكثر المترددين عليهم هم من الطلاب، وبالتالي فإن طلباتهم تنحصر في المراجع الدراسية، ولا تتأثر بشهر أو غيره، ويضيف «هناك فئة من القراء الدائمين لزيارتهم، ومعظمهم ثلاثينيون، من أساتذة الجامعة والمتخصصين، كونهم يبحثون دائماً عن الجديد في مجالاتهم». بدوره قال أحمد العدلي مدير المبيعات بمكتبة تهامة فرع حراء، إن «أكثر الكتب طلباً في رمضان، هي كتب الأحكام مثل فقه العبادات للشيخ الصابوني، وكتب التفاسير وأشهرها تفسير ابن كثير، وتفسير الطبري، وكتب الأدعية والأكثر مبيعاً منها هو كتيب حصن المسلم».

ورغم غزو الدراما التلفزيونية العربية على الفضائيات، خلال هذا الشهر، غير أن بعض القراء الدائمين لا يتنازلون عن هوايتهم وقد يدفعهم إلى تغيير عاداتهم في القراءة، وفي هذا الصدد تقول الناقدة والكاتبة الصحافية سهام القحطاني «أقرأ كتب الفكر والتاريخ والنقد والفلسفة، ولا أغير عاداتي القرائية في رمضان».

وتضيف «التعديل الوحيد الذي يطرأ هو أنني في الأيام العادية، أقرأ ثلاث ساعات، أقتطع منها ساعة ونصف الساعة لقراءة القرآن الكريم في رمضان، والباقي أتابع فيه قراءاتي المعتادة»، وترى أن مشاهدة التلفزيون لا تأتي على حساب القراءة في حالتها، فهي تخصص لها وقتاً معينا بعد الإفطار إلى صلاة العشاء فقط، ثم تنصرف لقراءاتها وأبحاثها.

وترى سهام القحطاني، أن هناك أزمة يعاني منها الكتاب بالفعل، فهو مهمل طوال العام على حد قولها، إلا أن هناك توجها واضحاً للقراءة في رمضان، وتعتبر أن هذا التوجه محكوم بالقراءات الدينية والتاريخية ذات الطابع الحكائي، حيث تخصص بعض المساجد وبيوت الأسر الكبيرة أجزاء من التفسير أو التاريخ الإسلامي لقراءتها في أوقات معينة من ليالي رمضان، وتتابع «بعض النوادي الثقافية أيضاً تحدد أماكن عامة لقراءة السير الشعبية ذات الطابع القصصي والحكايات، مثل ألف لية وليلة». وتعلل انتعاش القراءات الحكائية ذات الطابع التاريخي والشعبي في هذا الشهر، قائلة «بطبيعة الجو الرمضاني، حيث ألف الناس التجمع وتبادل الحكايات في لياليه».

وكذلك كان حال عبد المحسن أحمد (طالب جامعي)، الذي يحرص على القراءة في شتى المجالات لتنمية معلوماته العامة، وإن كان أكثر ميلاً للكتب الأدبية، ويقول «في رمضان أحرص على الاستزادة من قراءة القرآن الكريم وكتب السيرة».