«خيمة المملكة» .. الأعلى في المملكة

إفطار رمضاني على ارتفاع 180 مترا

TT

ما أجمل أن تشاهد الشمس تودع سماء الرياض، ملقية بعناء اليوم خلف الأفق. «إنه إحساس لذيذ»، يقول ربيع وهو يصف المشهد. لذا يحاول كلما سنحت له الفرصة القدوم الى هذا المكان، فرؤية الشمس خلف بحر من المدى، تفتح القابلية للإفطار. «صحيح أن لا بحر هناك، لكن مجرد غياب نور الشمس عن سمائنا، يزيل عنا عناء يوم من العمل والصيام» تقول زوجة ربيع. هل فكرت يوماً أن تتناول الإفطار فوق السحاب؟ نعم يمكنك ذلك، لكن ليس في طائرة محلقة أو منطاد، بل في قارب عائم بين جدران مطعم «سبازيو77» في برج المملكة التجاري بوسط العاصمة الرياض وعلى ارتفاع 180 متراً عن سطح الأرض. المطعم المصمم على شكل قارب يبحر بالصائمين ليرسو بهم في الأعالي، في الخيمة الرمضانية الأعلى في المملكة التي نصبت في وسط المطعم ومنها يمكن للمرء أن يستمتع بمشاهدة غروب الشمس من الأعلى. فكما يشتق اسم المطعم باللغة الايطالية من «الفضاء»، يشعر المرء أنه يخترق الواجهات الزجاجية للمكان ليسبح في الفضاء الرحب، يحلق فوق العاصمة الرياض، يطال قمرها ويودع شمسها عند المغيب، ليتمتع بإفطاره.

هناك حيث المنظر البديع المطل يمنة ويساراً على العاصمة الرياض، وحيث تتلألأ المنازل في أسفل كقطرات كريستالية، يشاهد الصائمون الشوارع المزدحمة وهي تنفض عنها السيارات المتسارعة قبل ارتفاع الأذان. وبعدها يبدأ الظلام بنشر عباءته على الرياض، فلا يبقى إلا تلك الأنوار المنبعثة من المنازل تخترق سواد الليل. وما هي إلا ساعتان على أبعد تقدير، حتى يمكن للجالس في الخيمة أن يرى الحركة تعود الى الشوارع مبشرة بسهرة رمضانية جديدة وحافلة. وقفات جميلة يمكن مشاهدتها من الأعلى، وتضفي الخيمة الرمضانية روحانية لا مثيل لها على الجلسة العابقة ببخور الشهر الفضيل، فيشعر الصائمون بهيبة وبدفء يجتاحان القلوب مع الألوان الجميلة المحيطة بهم. وعلى الكنبات الوثيرة، تحت الخيمة الأعلى يمضي الصائم سهرات جميلة تتميز بالرقي والرفعة. فهناك الخدمة المميزة التي يقدمها طاقم المطعم، وهناك الأطباق الشهية والمشروبات التي تصنع خصيصاً للمطعم فتضفي عليه فرادة لا مثيل لها. وبالتالي يكون للسهرة في الخيمة طعم ومذاق لا ينسى. مما لا شك فيه أن الصائم سيبحث عن الروحانية أينما حلّ، وهذا ما يجده عندما يقصد «سبازيو77»، حيث يستطيع تأدية الصلاة في مسجد الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي يقع الى جوار المطعم، وهو المسجد الأعلى في العالم. وهو يتسع لخمسين مصليا مع مكان مخصص للسيدات. عند الرصيف المواجه لبرج المملكة وقف أبو عبد الله واثنان من ابنائه الصغار. وبسؤاله عن أجمل مكان يود تناول إفطاره فيه، بعد يوم العمل المضني أجاب «في المنزل»، ولما سألناه هل يعرف مكاناً يمكن تناول الإفطار فيه لكن فوق السحاب رد بشيء من الأسى «ربما في أعلى البرج»، سألناه هل قصد المكان سابقاً، فنفى «نحن عائلة كبيرة ولن يطيب لي الطعام وحدي إلا مع زوجتي وأولادي، حتى ولو كان إفطاراً في أجمل مكان على الأرض». صحيح أن متعة الإفطار فوق السحاب قد تقتصر على فئة محدودة من الناس، لكن مطعم «سبازيو77» يبقى فسحة لإفطار مميز لا يتكرر دوماً.