موضة «المحجبات» تقتحم أبواب المغرب من دون استئذان

يزداد الاهتمام بهذا النوع من الأزياء مع حلول رمضان الكريم

TT

بدأ زي «المحجبات»، بعد سنوات من الظهور المحتشم، ينتزع مكانته في خضم الألبسة النسائية الجاهزة، كما يشهد على ذلك انتشار المحلات المختصة بمختلف المراكز التجارية بعدة مدن مغربية. تجد الزبونة نفسها منذ الوهلة الأولى أمام محلات تتميز معروضاتها بالأصالة والجدة وتعرض اليوم آخر ما استجد في عالم الموضة الخاصة بهذا النوع من الأزياء من ألوان زاهية ومتناسقة تستجيب لحاجيات كل الأذواق وبأثمنة تتناسب مع مختلف القدرات الشرائية.

ومع حلول رمضان الكريم يزداد الاهتمام بالأزياء النسائية لاسيما أزياء النساء والفتيات المرتديات للحجاب، مما يجعل من هذا الشهر فرصة سانحة أمام مصممي الأزياء لتطوير إبداعاتهم وابتكار المزيد من الأشكال التي تمزج بين الأصالة والمعاصرة.

وإن كان هذا الشهر الفضيل بقداسته وأجوائه الروحية يشكل الدافع لاختيار هذا النمط من اللباس فإنه لا يمكن إغفال دور بعض القنوات التلفزيونية العربية منها خاصة التي أسهمت في جعل مشاهديها من النساء يتهافتن على هذا اللون من الألبسة فضلا عن عدد من مواقع شبكة الإنترنت التي فتحت بعروضها المتتالية الباب للاطلاع على آخر صيحات الموضة وما تحمله من لمسات تعكس فنية المصمم العربي والمغربي خصوصا.

وهكذا صارت عروض الأزياء التي ينظمها المصصمون خلال رمضان تخصص حيزا هاما للباس «المحجبات» حيث يحاول هؤلاء استثمار مهاراتهم وملكاتهم الإبداعية من أجل تقديم منتوج متكامل من أزياء وأكسسوارت تتميز بجمالية تتماشى وأنواع الموضة المعمول بها.

ومع اقتراب عيد الفطر تزداد حدة هذه الموجة ويصبح من الضروري الغوص أكثر في عالم الموضة مع استحضار الموروث المغربي في هذا المجال للاستجابة للحاجيات المتزايدة، مما ينعش بشكل ملحوظ السوق التجارية المختصة في هذه الأنواع من الألبسة، بيد أن هذا الإقبال المتزايد على محلات بيع هذه الألبسة لم يسلم من جحيم المنافسة غير المشروعة جراء انتشار أسواق موازية تعرض منتوجات من مختلف أقطار المعمور.

وفي هذا السياق عبرت العديد من صاحبات المحلات عن قلقهن من الانعكاسات السلبية لهذه المنافسة خصوصا من طرف بعض الأسواق الشعبية التي تعتبر المكان المفضل لبعض الشابات من أجل اقتناء ملابس بأثمان بسيطة.

إلا أن هذه المنافسة لم تمنع بعض مالكات المحلات التجارية الراقية من التعبير عن ارتياحهن لسهولة ترويج بضائعهن بين الأوساط الميسورة التي لا تعير اهتماما لعامل السعر، كما هو الشأن بالنسبة لبعض النساء المقاولات أو المسؤولات في بعض المؤسسات العمومية. بيد أن أغلب الفتيات يفضلن اللجوء إلى أسواق تتناسب وإمكانيتهن المادية.

وبغض النظر عن هذا التباين في القدرة الشرائية فإن تعدد الواجهات المختصة في هذه الألبسة يساهم في الانفتاح على هذا النوع من الموضة التي تجاوز إشعاعها المدن الكبرى ليشمل المدن الصغيرة والقرى.