6 آلاف ريال ثمن طبق حلوى من الكريستال

قيمته تضاهي الذهب.. والعيد ينعش مبيعاته

TT

«أول ما أسعى لشرائه لمناسبة العيد هو طبق الكريستال الذي أقدم فيه حلوى العيد للضيوف فهو سيخبرهم حتما عن ذوقي الراقي»، هذا ما أخبرت به سناء راشد وهي متحمسة لشرائه، فحلويات العيد التي تعد جزءا لا يتجزأ من ثقافة العادات والتقاليد التي تحرص عليها كل أسرة سنويا بشراء كمية كافية من الحلوى والشوكولاته، هي في الأساس علامة من علامات «الفرحة والبهجة لدى الأطفال والزوار»، على حد قول سناء.

والكريستال، أو البلور، أو القزاز، أو القوارير، هي كلها مسميات قديمة وحديثة لشيء واحد هو «الزجاج الممتاز شديد الصفاء»، والزجاج بشكل عام يتكون من مادة السيلكا المشتقة من الرمل والصوان والكوارتز، وتضاف إليه نسب من أكسيد الرصاص لإكسابه هذا البريق واللمعان والصفاء الذي يميز الكريستال عن الزجاج العادي. وتحكي كتب التاريخ العربية بأن أول من صنع الكريستال، أو زجاج البلور ـ كما كان يسميه العرب قديما ـ هو عباس بن فرناس.

وتصعب معرفة الوقت الذي بدأت فيه هذه الصناعة يقينا، إلا أن المؤكد أنها تعود إلى وقت بعيد جدا في التاريخ، ويقدر عمر أقدم المكتشفات الزجاجية في منطقة بلاد ما بين النهرين (سورية والعراق) بـ3500 سنة، وقد عرفت مصر الزجاج مع الفراعنة الذين طوروا فن تصنيع الزجاج بعد أن وصل إليهم وابتكروا أسلوب صب القوالب. وعرفه كذلك الصينيون، والرومان، والإغريق، والفرس، والعرب الذين ازدهرت هذه الصناعة كثيرا في عهدهم إبان الدولة العباسية، والدولة الأموية في الأندلس، بعد أن كانت هذه الصناعة قد ضعفت في أوروبا، فعادت إليها بقوة عن طريق الأندلس، وأصبحت فينسيا بإيطاليا هي حاضرة صناعة الزجاج والكريستال الفاخر بأوروبا حتى القرن السابع عشر الميلادي، ومنها ذاعت أسرار صناعة الكريستال إلى بقية دول أوروبا.

ولم يكن الزجاج في بداية الأمر متاحا ومتوفرا، فكان لا يوجد إلا في القصور ومنازل الأثرياء، وكان يعد من النفائس وتكاد قيمته تضاهي الذهب، وربما كان هذا ما أشاع بين بعض الشعوب، أن للكريستال قوة عجائبية تساعد على شفاء الأمراض، وجلب الحظ السعيد، وتحسين الحالة النفسية والمزاجية للإنسان، وتذكر كتب التاريخ أن بعض الشعوب الوثنية قديما استخدمته لأغراض السحر والشعوذة والتنجيم.

وتعد أيام العيد الموسم الذهبي للكريستال، حيث يزداد الطلب عليه، وعلى الرغم من هذا يقول إسماعيل (بائع كريستال) «النساء من كل الطبقات دائما هن أكثر الزبائن، وتتنوع الأسعار والماركات، لكن كريستال الشركات الفرنسية والإيطالية والتشيكية والألمانية هو الأغلى، أما الصيني واللبناني فهو أرخص». ويقول بأن أغلى صحن كريستال لديه يبلغ سعره 6000 ريال سعودي، وأقل صحن يبلغ ثمنه 300 ريال.

وتصف (غادة) مسؤولة مبيعات الكريستال بمركز فتيحي، مدى الاقبال والطلب على الكريستال بقولها: «أكثر الزبائن من النساء، وهناك زبائن اعتادوا إحضار أطباق الكريستال خاصتهم لملئها بالشوكولاته والحلوى وتزيينها كل عام قبل العيد»، وعن الأسعار تقول: «تبدأ من 200 ريال وتصل حتى 4000 ريال سعودي».