الألوان في السعودية إما أسود أو أبيض

دراسات تشير إلى أن عدم التنوع في ألوان الملابس يتسبب في حياة جامدة

TT

تعبر الالوان في السعودية عن عادات وتقاليد بالإضافة إلى اتصال الدين بها مباشرة خاصة بما يتعلق بعباءة المرأة السوداء.

وتشكل الألوان جزءا من الحالة النفسية والمزاجية للسعوديين، وتمثل الألوان نمطا تقليديا شبه مفروض على الحياة، فالعباءة السوداء التقليدية، والثوب الأبيض صيفاً والأشمغة البيضاء أو الحمراء ومعظم المنازل ذات اللون الرملي، والمريول المدرسي للفتيات ذو اللون الرمادي وعلم البلاد الأخضر والأبيض. جميعها ألوان تمثل المجتمع السعودي وحتى من الشركات الوافدة للبلاد تستخدم تلك الألوان لاستقطاب المواطنين بالتوجه إلى نمطهم المعتاد والاستفادة من إقبالهم.

ألوان الثياب الرجالية في السعودية تعزى إلى أن الثوب الأبيض في الصيف لا يجلب الحر بسبب أن اللون الأبيض يعكس أشعة الشمس الحارة ولا يحتفظ بها، فيما تتغير ألوان ثياب الرجال شتاء وعادة تصبح سوداء أو كحلية، ومع هذا فإن الشماغ أو العمامة تأخذ لونين دائماً لا يتغيران أبداً وهما الأحمر والأبيض.

فيما أصبحت العباءة السوداء رفيقة المرأة السعودية طوال تاريخها ولم تنجح أي ألوان أخرى في تجاوزها أو إلغاء اللون الأسود بحكم أن هذا سائد في المجتمع من فترات طويلة، وأيضاً لأن الموضوع هنا يتعلق بالدين. فرجال الهيئة ربما يجلدون أي فتاة قد تلبس لونا مختلفا عن الأسود في الرياض بحكم أن الانتشار الأكبر لرجال الحسبة ـ كما يسمون أنفسهم ـ يتركز في مدينة الرياض والمحافظات التابعة لها. وقد أصبح لون المريول المدرسي للفتيات الرمادي محاولة للتمرد على السائد ـ الأسود ـ ويعتبر تمرداً مقبولاً في الأوساط الاجتماعية والدينية في السعودية والتي تعتبر مدرسة البنات مكانا مغلقا ولا شأن لأحد فيه، ولكن هذه الأفكار سرعان ما تغيرت بعد طرح قضية مادة التربية البدنية (الرياضة) لدى البنات، الأمر الذي دعا عددا من فئات المجتمع إلى محاولة منعها بحجة تعود البنات على نمط حياتي معين. وتشكل معظم المنازل السعودية والفلل شكل الصحراء السعودية من خلال توجه معظم السعوديين إلى الألوان الرملية التي تمثل شكل الصحراء وتعطي دائماً انطباعاً كلاسيكياً عن الشعب السعودي الذي لا يتقبل التغيير بشكل سريع. وتشير دراسات نفسية إلى أن الألون التقليدية تؤدي إلى روتين معين وحياة جامدة، وتعد الألوان لدى السعوديين ـ مثل اللون الأحمر ـ سبباً في زيادة نبضات القلب وارتفاع في ضغط الدم، فيما يمثل الأسود نوعا من التصغير للشيء أو التقليل منه.

وتقول الدكتورة دعد مارديني أخصائية الطب النفسي، إن الألوان هنا في المجتمع السعودي أصبحت سائدة ولا يمكن تغييرها بسهولة وهي ترتبط مباشرة بمزاجية الناس ولا تعبر كثيراً عن تحولاتهم النفسية. وتضيف: الآن لا يمكن لأحد مثلاً أن يلبس شماغا أزرق أو ثوبا برتقاليا، لأن المجتمع اعتاد على نمط معين وأصبح شكلا من أشكاله التي لا يمكن المساس بها.