الأميركيون يفركون أياديهم فرحاً.. إنها تمطر ثلجا

حبور في البلاد لتوقع الناس «كريسماس» أبيض

TT

يشعر الأميركيون هذه الأيام بالحبور لأن الثلوج تتساقط على مدنهم. في واشنطن يقول الناس إنه فأل حسن. سألت بائعة في مطعم للوجبات السريعة في شارع إم استريت في منطقة جورج تاون حول ما إذا كانت مبتهجة لتساقط الثلج هذه الأيام، فأجابت بصوت مرتفع (الأميركيون لا يتحدثون بصوت خفيض) «بالطبع.. ستكون أعياد الميلاد هذه السنة بيضاء». وزادت تشرح «سيكون كريسماس أبيض».

حين تتساقط الثلوج خلال الأيام التي تسبق أعياد رأس السنة، فإن ذلك يعني هنا أنها ستتساقط ليلة عيد الميلاد، وبالتالي يتوقع الناس سنة طيبة. هكذا يعتقدون.

ولا حديث هنا إلا عن الثلوج. في الفنادق يعلقون لوحة بارزة تحدد «الأيام البيضاء»، أي حين تغطي ندف الثلج ناصعة البياض كل شيء بما في ذلك رؤوس المارة.. نشرات التلفزيون تبدأ بحديث «الثلج». أطفال المدارس سعداء لأن بداية الدروس تتأجل ساعتين في الصباح هذه الأيام. وفي أحيان كثيرة تعلق بعض المدارس دروسها.

لكن ليس كل الناس سعداء بالثلج المنهمر.. في إدارة «الضمان الاجتماعي» في «رازلين» بفرجينيا الولاية المجاورة لواشنطن، وهي «المرقد الكبير» لمعظم العاملين في العاصمة الفيدرالية، علقت لافتة على باب الإدارة تقول «نعتذر إذا تأخرت معاملتكم اليوم بسبب قلة عدد الموظفين الذين حالت رداءة أحوال الطقس بينهم وبين الحضور».

كثيرون كانوا ينتظرون دورهم في هذه الإدارة التي يعني الحصول على بطاقة منها فتح كل الأبواب، خصوصاً للذين هاجروا حديثاً إليها.

أميركي كان ينتظر مع زوجته الآسيوية. مل الانتظار فراح يحتج على هذا التأخير. تلقى جواباً مماثلاً لما كتب على اللافتة. لم يقتنع. اتصل برقم من هاتفه الجوال واشتكى لجهة ما حول البطء الشديد في إنجاز المعاملات في هذه الإدارة. كل من كان في قاعة الانتظار بدت عليه علامات الارتياح لاحتجاج ذلك الشاب. هو أميركي أما نحن فلسنا سوى «مهاجرين جدد».

الكل ازداد به إعجاباً حين قال للجهة التي يبلغه شكواه «يقولون إن أحوال الطقس الرديئة حالت بين الموظفين والحضور.. لكن ما أراه هو أن الطقس صحو والشمس ساطعة». كان محقاً. من عجائب أميركا أن الثلج يسقط في الفجر أو الصباحات الباكرة، لكن الشمس سرعان ما تسطع فتذيب الثلج المتراكم. شمس أشعتها في منتهى «الرقة». أين منها شموسنا في تلك الأصقاع.