واشنطن تريد أن تحذو حذو نيويورك في منع التدخين .. لكنها مترددة

مشكلة لم تكن في الحسبان تواجه متعاطي «النارجيلة»

TT

تواجه متاجر تبيع تبغ النارجيلة (الشيشة) في نيويورك، مشكلة لم تكن في الحسبان، في وقت يسعى فيه مجلس بلدية واشنطن أن يحذو حذو نيويورك للتضييق على المدخنين، وبالتالي فإن المشكلة يمكن أن تطرح أيضاً على صعيد العاصمة الأميركية.

فقد طلبت السلطات المحلية في نيويورك من المتاجر التي تبيع التبغ، ألا تتعدى مداخيلها من بيع تبغ النارجيلة 51 في المائة من جميع المداخيل مع إمكانية زيادة مداخليهم ببيع الكحول إلى جانب التبغ. لكن معظم هؤلاء التجار من العرب المسلمين، وبالتالي يتعذر عليهم بيع الكحول، بيد أن دواعي هذا المانع الديني لم تجد آذاناً صاغية.

وتهدف سلطات نيويورك التي سبق ان منعت التدخين في الاماكن المغلقة والمطاعم والمقاهي والحانات، الى تشديد الإجراءات للحد من التدخين، لذلك قررت في وقت سابق ألا تتعدى مداخيل بيع التبغ لأي متجر أزيد من 51 في المائة، وهي النسبة المقررة، وبالتالي فرضت على محلات بيع التبغ أن تبيع كذلك الكحول التي لا توجد اية قيود على تداولها. وفي واشنطن يأمل المجلس البلدي أن يوافق عمدة المدينة انتوني وليامز على قرار اتخذ بأغلبية كاسحة بمنع التدخين في المطاعم والمقاهي والحانات، وكان 11 عضوا صوتوا الى جانب هذا القرار في حين عارضته واحدة هي كارول شوارتز مبررها في ذلك أنه سيؤدي إلى تقليص مداخيل المطاعم والحانات. وهو موقف مماثل لموقف عمدة واشنطن الذي فسر تردده في التوقيع على القرار حتى يصبح نافذاً بقوله في هذا الصدد «إنني مهتم جداً بالأضرار المحتملة على الأعمال الصغيرة (المطاعم والحانات)، وكذلك قطاع الخدمات والضيافة السياحية في المدينة». وسيعود المجلس في لشهر المقبل للتصويت مجدداً على القرار.

ويقول بعض أصحاب الموقف الوسط، إن الحل في تخصيص أمكنة داخل المطاعم في واشنطن يسمح فيها بالتدخين، كما حدث في نيويورك عندما صدر القانون في يوليو (تموز) عام 2003. لكن البحث عن حلول توافقية لمشكلة التدخين لن يحل مشكلة التجار العرب المسلمين، الذين يبيعون النارجيلة، وبالتالي فإن تجاراً آخرين، خاصة الذين يتحدرون من أصول هندية سيكونون سعداء بالاتجاه نحو تجارة قد يضطر أهلها الى تركها. وإذا كان عدد كبير من المدخنين يحلون مشكلة منع التدخين في الأماكن المغلقة (المكاتب والإدارات) في واشنطن بالهبوط بين الفينة والأخرى الى الشارع للتدخين أمام البنايات، التي يعملون فيها، فإن هذا الحل لن يكون متاحاً للذين يتعاطون النرجيلة، إذا لا يمكن أن نتخيل مدخناً من هذه الشريحة يحملها معه ويسحب أنفاسه على قارعة الطريق.