ترحيب بعودة شاورما الدجاج الدمشقية إلى قائمة «المأكولات الآمنة»

بعد اعلان منظمة الصحة العالمية خلو سورية من إنفلونزا الطيور

TT

بعد تطمينات منظمة الصحة العالمية الأخيرة بخلو سورية من مرض انفلونزا الطيور، عادت الروح تدب في محلات بيع الشاورما بدمشق، ولكن بشكل بطيء إلى حد ما، حيث تأثرت مبيعاتها كثيراً بسبب انتشار هذا المرض في الدول المجاورة. وفضل السوريون الاعتماد على شاورما الغنم بدلاً من الدجاج، حيث يقوم معظم أصحاب محلات بيع الشاورما في دمشق، بعرض سيخين كبيرين، أحدهما لشاورما لحم الدجاج، التي كانت الأكثر طلباً قبل انتشار مرض الانفلونزا والثاني لشاورما لحم الغنم. وتأتي شاورما الدجاج في المرتبة الثانية بين الوجبات السريعة، التي يفضلها الدمشقيون بعد الفلافل، حيث عرفتها دمشق قبل عشرات السنوات، وهي قادمة من تركيا، وأضاف لها الدمشقيون بعض اللمسات الخاصة لتصبح بنكهة شامية لذيذة. وبسبب حب الدمشقيين للشاورما انتشرت محلات بيعها بكثرة، وانطلقت بداية من حي الميدان بدمشق لتنتشر في كل الأسواق والحارات الدمشقية، حتى أن أحد مخرجي الكوميديا السوريين، هشام شربتجي، في أكثر من حوار معه شبّه انتشار المسلسلات السورية وقيام المخرجين والمنتجين بتقليد بعضهم بعضا في مواضيع المسلسلات التلفزيونية، بأسياخ الشاورما في دمشق، إذ عندما قام صاحب محل في حي الميدان بإدخال الشاورما انتشرت بالآلاف في دمشق في ما بعد. يقول أحد أصحاب محلات الشاورما في شارع الباكستان في دمشق، عن الشاورما الدمشقية: لدينا نوعان من الشاورما: شاورما دجاج وشاورما غنم، وتعتبر من الأكلات المفضلة لدى الدمشقيين، والبعض يفضل تناولها بالصحن مقطعة وهي ما نسميها «شاورما عربي»، ويضاف إليها المخلل والمتبلات والثوم والبندورة والليمون بشكل منفصل، وهناك من يشتريها بالكيلوغرام ليتناولها في منزله، ولكن الكثير يفضلونها على شكل ساندويتش (تركي)، حيث يتناولها الزبون بعد تسخينها بشكل جيد ووضع المتبلات والخضر في قلب الساندويتش. والفرق بين الشاورما الدمشقية والتركية، يقول البائع الدمشقي: نحن أخذناها من الأتراك وقمنا بإجراء تعديلات عليها، فالأتراك يستخدمون اللحمة الناعمة بينما عندنا تكون اللحمة خشنة، وهم يقومون بفرك اللحمة على آلة بحيث تعطي قالبا كاملا، بينما نقوم نحن بتشريح اللحم ونشكه على السيخ الكبير قطعة قطعة مع التتبيل والخل والحامض، نضع على سيخ الشاورما حوالي 50 كلغ من اللحم، وفي المناسبات كالأعياد وغيرها نزيد الكمية فيظهر السيخ منتفخاً، فليس كل بائعي الشاورما يعرضون نفس الحجم، فالأمر هنا متعلق بالبيع ومكان وجود المحل، إن في الأسواق أو الحارات الشعبية، وبالتالي كل بائع يقدّر يومياً وبشكل تقريبي حجم البيع لديه، وعلى أساس ذلك يشك العامل اللحم على السيخ، وقد يكون هناك مثلاً عشرة كيلوغرامات فقط أو عشرون أو أقل أو أكثر. وبشكل عام السيخ يتحمل حتى 175 كلغ من لحم الدجاج أو الغنم. والتعامل مع الشاورما يحتاج الى خبرة، وهناك عمال متخصصون ببيع وتحضير الشاورما، وهؤلاء يقضون لعدة ساعات أمام سيخ الشاورما يحضرون الساندويتش أو الصحن للزبائن متحملين الحرارة المرتفعة كي تستوي الشاورما أمام النار، كما يجب عليهم تحمل الوقوف الطويل لساعات حتى استهلاك كمية اللحم. ويكثر الطلب عليها عادة مع ساعات المساء الأولى لينتهي في ساعات متأخرة من الليل حيث غالباً ما يحلي الدمشقيون سهراتهم الليلة بوجبات شهية من الشاورما الدمشقية.