الأحذية الرياضية حطمت «بروتوكول» المنتدى الاقتصادي بجدة

ارتداها الشبان والشابات من الحاضرين

TT

استطاعت روح الشباب الفضفاضة الباحثة عن البساطة، أن تطغى بتفاصيلها البسيطة بين أرجاء قاعات فندق هيلتون داخل المنتدى الاقتصادي السابع الذي عقد في جدة مؤخرا، ففي الوقت الذي امتاز فيه الزائرون للمنتدى والحضور بالرسمية الكلاسيكية حيث الزي الرسمي والأحذية الملائمة اللامعة، تتم ملاحظة الكثير من العفوية الشبابية في ملابس الشباب والشابات من الحضور، والتي تبرز بالذات في الأحذية الرياضية وخاصة «البوما» التي كانت أكثر حضورا بين الشباب والشابات الزائرين للمنتدى.

هذه الأحذية استطاعت أن تلفت انتباه عدد آخر من الزائرين الذين احتفظوا برسميتهم المناسبة للمنتدى الدولي بشخوصه السياسية والاقتصادية الكبرى في العالم، فمن يرتدي هذه الأحذية خاصة «البوما» من الزائرين لا يتردد في أن يضع قدما على قدم، وكله آذان صاغية للمتحدثين الرسميين خلال جلسات المنتدى، دون أن يحفل بأنه كسر الحواجز النفسية والقواعد الاجتماعية في مثل هذه المناسبات بارتدائه لحذاء رياضي في قدميه.

ولم يكن زوار المنتدى والحضور هم الوحيدون الذين حطموا البروتوكول الخاص بمثل هذه المنتديات الرسمية، فقد انضم إليهم عدد كبير من الإعلاميين والإعلاميات الذين كانوا أكثر تجوالا وحركة، وكما قال أحدهم «لا داعي للأناقة والكلاسيكية»، خاصة أن بعض الإعلاميات لجأن الى الأحذية الرياضية والصندل بدلا من الأحذية ذات الكعب العالي أو الصنادل الكلاسيكية أو الجلدية الفاخرة. حتى الإعلاميين تخلوا عن الأحذية اللامعة واستبدلوها بصندل أو حذاء رياضي وبعضهم تمسك بشرقيته وارتدى «الصندل الشرقي». والسبب كما قالت معظم الصحافيات «من أجل الراحة، خاصة أننا كثيرات حركة والتنقل بين أرجاء الفندق الكبير».

فـ«خريطة الطريق» تبدأ من المركز الإعلامي الذي يقع في الطابق الثاني بفندق الهيلتون إلى قاعة المؤتمرات خارج الفندق، ويمكن للسيدات الوصول إليها عبر مصعد، بينما الخيمة فلا مجال غير السير تحت أشعة شمس جدة كونها بجوار القاعة، وبسبب هذه الخريطة اضطر منظمو المؤتمر ومنسقو الإعلام أن يطلبوا من الإعلاميات خاصة ارتداء الأحذية الرياضية تسهيلا لمهامهن. وتعلق هنا احدى صحافيات وكالة أنباء الإمارات التي كانت ترتدي حذاء أسود بكعب عال وتنورة «بالرغم من أن هذه المرة الثانية التي أحضر المنتدى إلا أنني أحببت أن «اكشخ» أول يوم وبعد ذلك ارتديت الجينز».

أما الخيمة الفندقية الخاصة بالمؤتمرات الصحافية التي حملت ذكريات الإعلاميين، فهي ذات لون كريمي مائل إلى اللون الأبيض علقت عند نهاية كل رأس ثريا ذهبية مرصعة بالكريستال والشموع، ورصت مقاعد مغطاة بقماش راق ملفوف عليها شريط ذهبي مناسب للون الثريا، وكتبت على إحدى اللوحات «خيمة المؤتمرات الصحافية»، وهي ليست من أجل تناول الشواء وشرب العصير أو سماع أم كلثوم، إنها من اجل سماع ضيوف المنتدى الاقتصادي وأسئلة الصحافيين العرب والأجانب.

ويبدو أن الخيمة لأنها فندقية وبطريقة هيلتونية فإنها دللت الإعلاميين الأجانب كثيرا، فالصفوف الأمامية قد تكون صفين وأحيانا ثلاثة تخصص لهم وبقية الإعلاميين يجلسون على المقاعد الأخرى الخلفية، وكذلك المصورون، فالأجنبي يحق له التصوير من أمام المتحدث بينما العربي مثله مثل الصحافيين.