فراشات راقصة تعيد الابتسامة لوجه بغداد الجديد

مراسم وورش موسيقية وفرقة باليه لأطفال العراق

TT

بغداد بدأت تستعيد وجهها الانساني. تغسل صباحاتها الملوثة بالدم ودخان القنابل بابتسامات الأطفال، وتستقبل شعاع الشمس بألوان لوحاتهم، وترقص، بغداد ايضا ترقص، مع هامات نخيلها على ايقاع موسيقاهم.

من قال ان وجه بغداد لا يعني الا التفجيرات والاقتتال والطائفية؟ وجه والف وجه آخر لبغداد، وأكثرها جمالا وبراءة وفرحة هي وجوه اطفال بغداد الحالمين بالغد السعيد، غد يرسموه في دفاترهم المدرسية فيجدوه مشرقا ومتألقا.

لا يحلم اطفال بغداد الا بحدائق الزهور، ومسارحها لم تتجدد الا برقصات الفراشات الملونة من اطفال فرقة باليه الاطفال التي تتحدى الواقع المعاش وتقدم عروضها على مسرح مدرسة الموسيقى والباليه التي تأسست كمدرسة رائده في السبعينات من القرن الماضي ودرست اجيالا الموسيقى بكل ايقاعاتها والباليه بكل حركاته.

دار ثقافة الاطفال المؤسسة الرائدة والاولى من نوعها في العالم العربي صاحبة السبق في رعايتها لمواهب اطفال العراق في وقت يحاول فيه الارهابيون اغتيال كل المواهب وسرقة الضحكات من شفاه الناس. فقد افتتحت دار ثقافة الاطفال مركزا لفنون الاطفال لتدريبهم الرسم والموسيقى وبالتعاون مع مدرسة الموسيقى والباليه أنشأت الدار فرقة للباليه قدمت أكثر من عرض كان آخرها قبل يومين على مسرح المدرسة.

تأسست دار ثقافة الاطفال عام 1979 على اثر رئاسة تحرير مجلتي والمزمار والتي تصدر اليوم مجلات متخصصة للاطفال والفتيان اضافة الى اصدار الكتب من قصص وكتب علمية وجغرافية وتاريخية.

وما كان لهذه الدار ان تستمر لولا العاملين فيها الذين تحدوا كل الظروف الصعبة من اجل بقائها. ومن اشهر الرسامين الذين عملوا فيها وبعضهم ما يزال: طالب مكي، عبد الرحيم ياسر، الفنان الراحل مؤيد نعمة، علي المندلاوي(عمل لفترة طويلة رساما في«الشرق الاوسط»)، حنان شفيق، هناء مال الله وعمار سلمان. اما ابرز كتابها والذين بعضهم يكتب اليوم في كبريات الصحف العربية «الشرق الاوسط»، هم: عبد الاله رؤوف، فاروق سلوم، عدنان حسين، شفيق مهدي، مالك المطلبي، معد فياض, فاروق يوسف، سعيد جبار فرحان، الكاتب الراحل محمد شمسي، عبد الرزاق المطلبي وانتصار عباس كاظم.

هؤلاء هم اطفال بغداد يعيدون للمدينة المتعبة سر ابتسامتها ويمنحوها اجنحة لتطير فوق دخان القنابل.