لعبة الكبار في أسبوع الموضة بميلانو

TT

قد يكون عالم الموضة ساحرا ومبهرا يدغدغ الخيال، إلا ان فيه ايضا الكثير من الإجحاف والقسوة في ما يخص المصممين المبتدئين الذين يشقون طريقهم فيه لأول مرة.

وقد تكون درجة هذه القسوة اكبر في ميلانو، بدليل ان اسبوع الموضة الميلاني بدأ رسميا يوم السبت بمشاركة بعض الأسماء الجديدة وبعض الأسماء المعروفة في إيطاليا، إلا انه بالنسبة للعديد من متابعي الموضة لم يبدأ فعليا إلا يوم الإثنين بعروض مصممين عالميين. فمعظم العروض التي سبقت لم تكن، من الناحية الإعلامية على الأقل، في نفس مستوى العروض التي شهدها هذا اليوم، بدءا من عرض جيورجيو أرماني مرورا بأول عرض للبلجيكي راف سيمونز لدار جيل ساندر إلى عرض ماثيو ويليامسون لدار إيميلو بوتشي، يوم أمس مع العلم انها تشكيلته الاولى للدار بعد ان خلف المصمم كريستيان لاكروا. عرض ارماني كان مفاجأة للبعض لأنه سجل تحولا كبيرا في اسلوبه المعروف. فهذا الرجل الذي خلص الموضة من المبالغات والتفاصيل الكثيرة غير من جلده. فبعد أن اعطى المرأة طوال التسعينيات أزياء انيقة وجد عملية يمكنها ان تستعملها في أماكن العمل أو في حفلات الكوكتيل من دون ان يتنافى اسلوبها مع انوثتها أو جديتها، عرض في هذا اليوم أزياء في غاية المبالغة. فالجاكيت، رغم انه مفصل بأسلوبه المتقن والرائع، جاء مطرزا بتفاصيل كثيرة، كما ان بعض اشكال التنورات غلبت عليها الفانتازيا من حيث الكشاكش والطبقات الكثيرة، التي لا يمكن لامرأة جيورجيو أرماني القديمة ان تقبل عليها او تتقبلها. تفسيره لهذا التغيير كان ببساطة «زبوناتي يردن هذه التصاميم... إنهن يردن ان يكن مثيرات.. ولهذا سأعمل كل ما في وسعي لكي أجعلهن مثيرات». وطبعا هو يقصد بزبوناته فئة النجمات في المقام الأول. الجدير بالذكر هنا أنه من الخطأ القول ان اسلوب أرماني تغير تغيرا جذريا وبشكل مفاجئ، لأننا في السنوات الأخيرة لاحظنا هذا التحول التدريجي من خلال مغازلة قوية لنجمات هوليوود، إلى حد أنه بدأ يعرض في موسم باريس نظرا لتوقيته الأقرب من مهرجان توزيع جوائز الأوسكار. لكن إذا كانت المرأة مصممة ان تبحث عن جيورجيو ارماني القديم فهي بلا شك ستجده إذا تخلصت من القطع المطرزة أو المصنوعة من الفرو، وايضا من الاكسسوارات الغريبة التي زينت الرأس، من خلال قبعات اقرب إلى الأطباق الطائرة منها إلى قبعات عملية. في نفس اليوم عرض المصمم راف سيمونز أول تشكيلة نسائية له لدار جيل ساندر، بعد ان عرض تشكيلة رجالية في الموسم الماضي كانت جد ناجحة. الجميل في هذه التشكيلة انها لم تتأثر بلمساته الرجالية بل جاءت تضج بالأنوثة الناعمة سواء في ما يخص الفساتين او الجاكيتات والمعاطف.

أما في ما يتعلق بالثنائي دولتشي اند غابانا، فإن أي متابع للموضة، يعرف ان ازياءهما تعني دائما الأنوثة العصرية، وهما هنا لم يغيرا جلدهما. ولماذا يغيرانه وهما يعرفان جيدا اقبال كل الشرائح والأعمار عليه؟ ففي كل عرض يقومان به، لا يمكنهما إلا إثارة الإعجاب بقدرتهما على التجدد الدائم، حتى في المرات التي يلعبان فيها على القديم. هذه المرة كانت تشكيلتهما موجهة للصغيرات، وبالفعل جاءت بإيقاع مرح فيه الكثير من الشقاوة والجمال، الذي سيجعل المرأة الناضجة تغير، وربما لن تقاوم إغراءها، خصوصا الكنزات المصنوعة من الكشمير والموهير وصوف الأنغورا ذات الألوان الهادئة التي تباينت بين الأبيض والازرق السماوي والبيج. دولتشي اند غابانا طرحا جديدهما بطريقة ذكية، إذ استغلا كونها موجهة للفتيات الصغيرات، وأبديا كرما كبيرا وجرأة في تصميمهما للكنزات والقبعات والاكسسوارات إلى جانب البنطلونات الضيقة والتايورات القصيرة، التي يمكن تنسيقها حسب شخصية كل واحدة منا. أما إذا كانت جريئة جدا بالنسبة لك، فعليك بالإكسسوارات لأنها لا تعترف بسن أو حجم. الحدث الآخر الذي شهدته ميلانو امس طبعا هو عرض البريطاني ماثيو ويليامسون، المصمم الذي تحبه كل النجمات الشابات، بل يمكن القول انه بنى شهرته على حبهن هذا. فرغم انه لا يتعدى 33 سنة، إلا انه يتميز بأسلوب خاص التقطته المرأة الرومانسية وعرف هو كيف يستغله من خلال فساتين رائعة وجرأة في استعمال الألوان. لكن تبقى تشكيلته الخاصة بدار عريقة بحجم دار إيمليو بوتشي تحديا كبيرا قد يصنع منه نجما كبيرا أو العكس. لكنه أكد انه مصمم له نظرة تجارية ثاقبة وحب لا متناه للألوان والنقوشات، ماركة دار بوتشي المسجلة.