«مذكرات مطلقة» .. يوميا

الطلاق من المشاكل الاجتماعية الأكثر شيوعا في المملكة المتحدة

TT

بدأت صحيفة الـ«ديلي تلغراف» مسلسلا متعدد الاجزاء تحت عنوان «مذكرات مطلقة» وأفردت له مساحة كبيرة. اولى حلقات المقال تبدأ بسؤال «ما الذي يدفع امرأة لترك زوجها بعد 25 عاما من الزواج؟». وهكذا تبدأ قصة الزوجة بني بروكس ومحاولاتها لإنقاذ زواجها من الانهيار بعد اكتشافها ان لزوجها علاقة غرامية بأخرى ولكنها تكتشف بعد فترة انه ليس هناك ما يمكن انقاذه. ويذكر ان الطلاق قد اصبح من أكثر المشاكل الاجتماعية شيوعا التي يعاني منها المجتمع البريطاني، فالمتصفح لصفحات الانترنت وخاصة تلك التي تخص بريطانيا يجد عددا لا نهاية له من المواقع التي تتعلق بالطلاق. المواقع تحمل عناوين رسمية او تجارية مثل «احصائيات الطلاق» «الطلاق القانوني» او «الطلاق السريع» «انقذ زواجك». وتقول الاحصاءات الرسمية ان حالات الطلاق قد زادت في الاعوام الثلاثة الماضية بدرجة تدعو للقلق. ففي عام 2002 بلغت حالات الطلاق في بريطانيا وويلز 160.000 حالة مقارنة بـ 157.000 في 2001. وتتعد الاسباب وراء الطلاق، من تصرفات الزوج الطائشة حسب وجهة نظر النساء او لانتشار ظاهرة «الحب الالكتروني» حسب تحقيق مثير اذاعته هيئة الاذاعة البريطانية. ويرى كثيرون ان عالم الانترنت قد خلق الكثير من المتاعب للازواج، فمثلا المواقع التي تدعو لجمع شمل الاصدقاء القدامى احيت كثيرا من قصص الحب المدفونة وجاء ذلك بتأثير سلبي على حياة الاشخاص المتورطين فيها حيث ان كثيرا منهم قد كون حياة مستقلة وارتبط بطرف اخر. أما المذكرات التي تنشرها الـ«ديلي تلغراف» على ثلاث حلقات (تنتهي اليوم) فتتحدث عن قصة البريطانية بني بروكس التي تتبعثر اوراق حياتها بمجرد تلقيها مكالمة مجهولة المصدر تحذرها من خيانة زوجها. وعند مواجهتها لزوجها ينكر ثم يعترف بأنه مهتم بأخرى. ونتيجة لمحاولاتها المستديمة للحفاظ على تماسك اسرتها، وحفاظا على اطفالها الثلاثة من انهيار عالمهم، تحصل بني على وعد من زوجها ان يظل معها وتبدأ في تغيير حياتها كلية فتنقص وزنها وتغير طريقة معاملتها بل وتطلب منه ان يشتريا منزلا اخر لا يحمل ذكريات أليمة. في جملة من مذكراتها يظهر سبب خوف بني من انهيار زواجها، تقول: «لا بد من ان انجح، من المستحيل ان يفشل زواجي مثل زواج امي وابي، ولن يمزق الالم ابنائي كما حدث لي». ان كان هناك حقيقة وراء المذكرات فهي تأثير الانفصال على نفسية الانسان وما يتلو ذلك من فقدان الثقة وانعدام الامان ونشوء اجيال ممزقة عاطفيا.