العراق.. الكاريكاتير الساخر في مواجهة الحدث الساخن

الفنان عبد الرحيم ياسر لـ«الشرق الأوسط»: لنا أسلوبنا والرسام مؤيد نعمة هو الأفضل

TT

يتحمل رسامو الكاريكاتير العراقيون مسؤولية اعلامية، الى جانب كونها فنية، أكبر بكثير من مسؤولية الكاتب في تشخيص المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية والخدماتية التي يعيشها العراقيون اليوم، وبذلك تكون حياتهم عرضة للمخاطر أكثر من سواهم.

السبب كما يشرحه لـ«الشرق الاوسط» الفنان عبد الرحيم ياسر، احد أفضل رسامي الكاريكاتير في العراق، وفي اتصال هاتفي معه في مكتبه في دار ثقافة الاطفال ببغداد، ان «رسام الكاريكاتير يعرض المشهد المجسد للمشكلة مباشرة وبلا تزويق او مراوغة لاحداث صدمة لدى المتلقي»، بينما يستطيع الكاتب ان يطرح المشكلة تدريجيا او بصورة غير مباشرة وفي احيان كثيرة إيحائية.

يقول الشاعر والكاتب مالك المطلبي البروفسور في أكاديمية الفنون الجميلة إن «رسام الكاريكاتير الملتزم بقضية شعبه وبلده يجب ان يتحلى بشجاعة فائقة كونه يضع نفسه في مواجهة المدفع. ورسام الكاريكاتير في العراق هو رجل المرحلة ثم يأتي دور الكاتب الصحافي لاننا اليوم بحاجة الى تجسيد المشهد وعرضه بطريقة صادمة ومؤثرة».

ويضيف المطلبي خلال اتصال هاتفي من مكتبه في اكاديمية الفنون الجميلة ببغداد «هكذا كان رسام الكاريكاتيرالمبدع والشجاع، الفنان الراحل مؤيد نعمة، الذي قدم عبر اعماله فضحا مكشوفا للمشاكل التي يعاني منها المواطن العراقي من غير ان يتوارى خلف خطوطه التي لها قوة التأثير».

ياسر الذي بدأ مشواره مع فن الكاريكاتير منذ وقت مبكر من حياته، منذ بداية السبعينات، هو صاحب مدرسة متميزة عالميا وليس عربيا فحسب في هذا الفن من حيث الخطوط والموضوع، يقول «الموضوع دائما يأتي اولا، اما تجسيد الموضوع فهذا يعتمد على اسلوبي وخبرتي وطريقتي في الرسم، وفي العراق هناك رسامون يتفوقون في اساليبهم على رسامي كاريكاتير عالميين، وابرزنا الفنان الراحل مؤيد نعمة الذي تأثر بأعماله واسلوبه الكثير من رسامي الكاريكاتير».

فن الكاريكاتير في العراق قضية وليس لغرض النكتة او تجسيد مزحة معينة، وهو ليس فنا هامشيا بل ان لوحة الكاريكاتير لها كيانها مثلما اللوحة الاعتيادية، لكن الفرق ان لوحة الكاريكاتير سريعة في تأثيرها. وعلى العكس من اساليب الكاريكاتير العربية التي يحرص الرسام فيها على كتابة التعليق او الشرح، فان اسلوب نعمة وياسر هو التقشف في الخط والتركيز مباشرة على الفكرة وعدم الحاق العمل بشرح ما، يقول ياسر «يجب ان يكون العمل الكاريكاتيري قريبا من المتلقي وسهل الوصول الى وعيه وبذلك لا يحتاج الى الشرح او التعليق، عندما نضطر الى وضع الشروح مع الاعمال الكاريكاتيرية عند ذلك سنفسد الفكرة ونستهين بوعي المتلقي، لماذا نفترض ان المتلقي ساذج، بل علينا ان نتعامل معه كمتلق ذكي ومتطور حتى نبدع لوحات متطورة تتماشى مع وعي المتلقي».

من رسامي الكاريكاتير العراقيين المتميزين علي المندلاوي الذي يتميز ايضا بتقشف خطوطه ورشاقتها واعتماده على اسلوب صادم للمتلقي خلال تصديه لأية مشكلة.

الفنان خضير الحميري وحده من بين هذه المجموعة من رسامي الكاريكاتير يعتمد على وضع الشروح او التعليق في أعماله معتقدا بأن ذلك يساعد المتلقي على استقبال الفكرة وعدم اضاعته برموز صعبة.

صحيفة التايمز اللندنية الواسعة الانتشار افردت في عددها يوم امس صفحتين في ملحقها اليومي لنشر مقالة عن الكاريكاتير العراقي مع رسوم للفنانين مؤيد نعمة وعبد الرحيم ياسر وخضير الحميري.

يذكرنا ياسر بأن التعريف بأعمالهم عالميا تم للمرة الاولى عن طريق الشركة السعودية للأبحاث والتسويق وبالذات عن طريق مجلة «المجلة» عندما شاركوا في معرض للكاريكاتير العربي اقيم في غاليري الكوفة بدعوة وبرعاية «المجلة»، كما تمت دعوة ياسر وعلي المندلاوي الى لندن، وشاركت اعمال نعمة ورائد الراوي في المعرض.