يبدو واضحا من خلال عروض الازياء انه لا نهاية للاكسسوارات التي سنضطر في القريب إلى التسابق عليها، وربما وضع اسمائنا على لائحة انتظار طويلة للحصول عليها. العملية بدأت بطريقة هادئة وذكية، بالحقائب التي سرعان ما أصبحت في أهمية الأزياء أو أكثر، ثم جاء دور الأحذية، ليليه دور الأحزمة، والبقية تأتي. فبعد أن طرحت كل من دور كريستيان ديور، شانيل، لوي فيتون وغيرها اكسسوارات من الأحجار الكريمة على شكل مجوهرات، ها هي دار بوتيغا فنيتا تحتذي خطواتهم لتطرح خلال عروض ميلانو الأخيرة لخريف وشتاء 2006 ـ2007 أول مجموعة مجوهرات لا شك انها ستنافس في جماليتها ودقتها أعرق دور المجوهرات، معتمدة في ذلك على سمعتها في صناعة الاكسسوارات الجلدية والأزياء. ولم يقتصر الأمر على بوتيغا فينيتا، فدار مارني هي الأخرى ارسلت عارضات يتزين بمجوهرات عصرية ومبتكرة تبدو وكأنها جزء لا يتجزأ من المظهر العام في إشارة واضحة الى ان المجوهرات ستبقى من الأكسسوارات المهمة في المواسم القادمة، بينما اسهب الثنائي الإيطالي دولتشي أند غابانا في الاكسسوارات الصوفية في تشكيلتهما الموجهة للصغيرات. أما بالنسبة لجيورجيو ارماني فحدث بلا حرج، فإلى جانب النظارات التي استفاض في عرضها في السنوات الأخيرة، بدأ في المدة الأخيرة يتفنن أيضا في القبعات التي يطرحها بنفس الحجم الذي يطرح فيه الأزياء، وكأنه بهذه الأخيرة يحاول ان يسد الطريق على المصممين الآخرين لعدم منافسته على ود النجمات في حفل توزيع جوائز الاوسكار، وبقبعاته يريد ان يدخل مضمار مهرجان أسكوت من أوسع الابواب. ويمكن القول انه لم ينافسه في تصاميم القبعات الغريبة، إلى جانب الحقائب، سوى ميوشا برادا، التي طرحت في كل من عرضيها، للرجل وللمرأة، قبعات مستوحاة تارة من صقيع سيبيريا وتارة اخرى من دفء افريقيا، قد تفيد إذا كان الرجل أو المرأة من محبي الصرعات ومن سائقي الدراجات النارية، نظرا لأشكالها المستديرة. خلاصة الأمر أن قريحة المصممين لن تتوقف عن مفاجأتنا في كل موسم باكسسوار جديد، حتى لو استدعى الأمر دخول مجالات غريبة عليهم. لكن ما تجدر الإشارة إليه ان اقتحام دور الازياء عالم الاكسسوارات والمجوهرات يقابله اقتحام دور عريقة في الاكسسوارات عالم الأزياء، وإن بخطى حثيثة وخجولة بعض الشيء. فدار «تود» الإيطالية، مثلا، دخلت في شراكة مع المصمم النيويوركي ديريك لام لطرح تشكيلة ازياء محدودة للمرة الثانية، وهي تشكيلة رياضية وفي غاية العملية حسب ما قاله المصمم لام. الطريف فيها انها صممت على طريقة حقيبة اليد، بعدة جيوب لحفظ المحمول والأقلام وما شابه. لكن هل هذا يعني اننا يمكن ان نستغني عن حقيبة يد؟ مستحيل طبعا.