سورية تشرع في ترميم المدرسة الظاهرية

دار فمدرسة فضريح السلطان الظاهر بيبرس

TT

دمشق ـ رويترز: في قلب دمشق القديمة وبالقرب من جامع بني أمية الكبير وفي نهاية سوق البريد المتفرع من سوق الحميدية الشهير توجد المدرسة الظاهرية. وكانت المدرسة في الاصل دارا ثم تحولت الى مدرسة عام 1277 ميلادية بعد موت صاحبها ثم اقيم فيها ضريح السلطان الشهير الظاهر بيبرس الذي ينتمي الى دولة سلاطين المماليك. وتوجه الاهتمام حاليا الى ترميم المدرسة التي كانت تدرس فيما مضى علوم الدين الاسلامي.

وقال المهندس مازن غروي المشرف على ترميم المدرسة «هناك افكار لإعادة اظهار الطابع التاريخي والأثري وإظهار فن العمارة خلال تلك الفترة التي تسمى بالمملوكية».

وتضم المكتبة الظاهرية بناءين متقابلين يفصل بينهما بضعة امتار وهما المدرسة العادلية الكبرى ووضع اساسها السلطان نور الدين زنكي سنة 568 هجرية لدراسة الفقه الشافعي وأكمل بناء المدرسة الملك العادل الايوبي وابنه الملك المعظم حيث ما زال ضريحاهما داخل غرفة داخل البناء.

وحمل المبنى الثاني اسم الظاهرية بعد ان حول ابن السلطان الظاهر بيبرس المبنى الى ضريح لأبيه عام 1277 ميلادية. وانتصر بيبرس على المغول واستعاد اراضي كانت احتلتها الحملات الصليبية. ويعتبر البناء نموذجا حيا لفن العمارة المملوكية.

وفي نهاية القرن التاسع عشر تحولت الظاهرية الى اول دار وطنية للكتب في سورية. وذاع صيت الظاهرية كثيرا لانها كانت تعتبر من اكبر المكتبات في العالم وكذلك للدور الكبير الذي لعبته في تعريب العلوم وللعدد الكبير من المخطوطات والكتب التي تحتويها هذه المكتبة الفريدة والتي استفاد منها الاف الباحثين والعلماء من داخل سوريا وخارجها. وانتهى دور دار الكتب الظاهرية عام 1984 عندما بنيت مكتبة الاسد الوطنية. ولكن الظاهرية بقيت مفتوحة للجمهور تجتذب الاف الزائرين والسياح كل عام.

وقال السائح الاماراتي محمد عبد الله الشمعي لتلفزيون رويترز «انا جئت للمكتبة هذه وسألت عنها بحكم اني مهتم بالمصاحف القديمة المكتوبة وعندي مكتبة متخصصة وحابب اشوف واقارن الموجود في المكتبة وما يتوفر عندي من مصاحف او كتب قريبة من قضايا المصحف وعلومه».

وقالت الطالبة السورية خلود غنوم التي تدرس الحقوق «والدي كان يقول لي انه عندما كان يحتاج الى كتب قديمة جدا وموثقة او كتب نادرة كان يأتي الى هنا». واستخدم المبنيان في اغراض مختلفة عبر التاريخ فمرة كمدرسة اسلامية وضريح ومدرسة ابتدائية ومكتبة عامة وايضا بعد عام 1919 كمقر لمجمع اللغة العربية في سورية.

وأعيد فتح مبنى العادلية في الاونة الاخيرة وسيخضع مبنى الظاهرية لعملية ترميم خلال الشهور القادمة. وتتحمل الحكومة السورية العبء الاكبر في تمويل عملية الترميم ولكن هناك حكومات اخرى ستساعد في الترميم. وقال غروي »حاليا هناك مشروع لترميم دار الكتب الظاهرية. هناك تعاون مقترح بين حكومة قازاخستان والحكومة السورية على ترميم دار الكتب الظاهرية.

ورغم بناء كلا المبنيين في القرن الثالث عشر الميلادي فان كل واحد منهما يمثل حقبة مختلفة في التاريخ الاسلامي. فالعادلية تنتمي للدولة الايوبية والظاهرية تنتمي لدولة سلاطين المماليك.

وتعتبر دمشق التي تأسست في الالفية الثالثة قبل الميلاد من اقدم المدن في منطقة الشرق الاوسط وتزخر المدينة بنحو 125 موقعا اثريا من مختلف الحقب التاريخية.