مسؤولون يقاومون الإنفلونزا.. بأكل الطيور

استخدام قوة الصورة في محاولات لطمأنة المواطنين ومواجهة الشائعات

TT

فيما فضلت غالبية الناس، الابتعاد عن أكل الدواجن كليا مع توسع دائرة الهلع من مرض انفلونزا الطيور.. وجد عدد من السياسيين أنفسهم مجبرين لتناول «فخذ» أو «صدر» أمام العلن، مستخدمين قوة الصورة وسلاح الإعلام كي يبثوا القليل من موجات الطمأنينة بين الناس. فمن بين ما تميزت به نهاية السنة الفارطة والشهران الأولان من العام الحالي دوليا ومحليا، طغيان آفة إنفلونزا الطيور على الحياة اليومية لكثير من دول المعمورة، وذلك لما يشكله خطر الداء الداهم من خطير على حياة الناس واقتصاديات الدول. ورغم أن خطر الفيروس، حسب أقوال العلماء، ينتقل أساسا عبر شم رائحة الطيور النافقة، فإن رجل الشارع العادي لا ينتظر نتائج المختبرات كي يكون له رد فعل، بل كان للأخبار التي يتلقاها المشاهدون عبر شاشات التلفزيون تأثير كاف، لكي يحجموا عن استهلاك الدجاج.

فمثلا اضطر الوزير الأول المغربي (رئيس الوزراء) ادريس جطو، إلى استعمال السلاح ذاته لمواجهة الوضع المتردي لأسواق الدجاج.

أطل جطو منذ أيام خلت، على جمهور المشاهدين المغاربة، عبر التلفزيون المحلي، وهو يزدرد لحم الدجاج المغربي رفقة مسؤولين آخرين في الدولة، ثم بدا رئيس الحكومة وهو يتفقد إحدى المجازر العصرية في عاصة الاقتصاد المغربي، الدار البيضاء.

كان سلوك جطو المتلفز مدروسا بعناية، وجاء في وقته، إذ قبل تلك «المعركة التلفزيونية» مع الأنفلونزا الغاشمة، تدنت مستويات استهلاك الدجاج إلى أقصى مستوياتها، ونزلت أسعاره إلى الحضيض، بحيث أصبح الكيلوغرام الواحد لا يتعدى الخمسة دراهم (الدولار الأميركي يساوي 9 دراهم).

ولعل لحظة ظهور رئيس الوزراء المغربي في هذا الظرف، وهذه القضية بالذات ستبقى ـ بعد سنين ـ واحدة من أقوى لحظات التلفزيون المغربي، الذي أدرك أخيرا حجم المنافسة القوية من لدن القنوات الأجنبية ومستوى نفور مشاهديه منه، فبادر إلى اتخاذ خطوات متتالية لاستعادة أعين النظارة، ولعل لسان حال القيمين على الشأن الإعلامي المغربي، يتمنى أن يكون مستقبل المشهد المرئي لبلادهم لا يقل قوة عن لحظات شد فيها اريس جطو أبصار الناس إليه، وهو يأكل دجاج بلاده بتلذذ، فيه نكاية بالإنفلونزا.