مسرح «ذا ينيكورن» يجذب الصغار لعالم خيالي مليء بالسحر

اقترح الأطفال تغطية أرضيته بالشوكولاتة

TT

جلست مجموعة من الاطفال كثيري الحركة، تتراوح اعمارهم بين اربعة وثمانية اعوام ممن تجمعوا بصخبهم وضجيجهم في صالة المسرح البسيطة المطلية باللون الاسود، وسرعان ما ساد الصمت فيما اجتذبهم ممثل لعالم المسرح، حيث يتحول السحر الى حقيقة. هكذا بدأ عرض مسرحية «وفي جيبها دمية» والتي تكون أبطالها من فتاة صغيرة، دمية تتحدث، زوجة أب شريرة وابنتاها غريبتا الاطوار، ساحرة وبيت يقف على سيقان دجاجة وجمجمة تحيطها ألسنة النيران داخل غابة.

المسرحية المستوحاة من قصة فولكورية روسية باسم بابا ياجا، انتهى عرضها الاسبوع الماضي على خشبة مسرح «ذا ينيكورن» للأطفال في وسط لندن، وتمتعت بإقبال كبير من جمهور الاطفال. النجاح الكبير للعرض، جعل المهتمين بالمسرح يطالبون بالمزيد من الفرق المسرحية التي تعرض للاطفال فقط. ورغم ان بريطانيا تنتج الكثير من الاعمال الفنية للاطفال، الا أن المسارح المخصصة للأطفال قليلة العدد. ويصف مصممو مسرح (يونيكورن) بأنه اول مسرح مخصص للاطفال في انجلترا، ولكن سبقه بوقت قصير مسرح «ذا اج» (البيضة)، الذي فتح أبوابه في منطقة باث بجنوب غربي انجلترا في اكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي.

يقول المسؤولون عن مسرح «ذا ينيكورن»، إن مسرح الطفل ينبغي أن يتمتع بنفس المستوى الرفيع من الحرفية والفن كمسرح الكبار تماما، حتى يكون المسرح لدى الطفل مكانا للتعلم والمتعة في نفس الوقت.

وسمى المسرح «ذا ينيكورن» (وحيد القرن) ليعكس رؤية مؤسسة المسرح كاريل جنر بأن «وحيد القرن كائن أسطوري غير ملموس، ولكنه يصبح واقعا إذا اقتنعت بوجوده وأنا على قناعة أن هذه الفكرة قد تحفز الأطفال على استخدام مخيلاتهم بشكل كبير».

والطريف أن كل شيء في المسرح يتناسب مع طول قامة الطفل من سور الدرج، حتى الاحواض في دورات المياه. وتتميز ردهة المسرح بألوان فاتحة براقة يتوسطها حصان خرافي عملاق أحادي القرن (يونيكورن) وقاعتا مسرح وصالة تعليم.

وعمل ثلاثون تلميذا في الثامنة من العمر، يدرسون بمدرسة محلية مع مصممي المسرح أثناء عملية البناء التي استغرقت ثلاث سنوات، وتجاهل المعماريون اقتراح أحد الأطفال بتغطية الأرضية بالشوكولاتة.

ويقول توني غراهام المدير الفني لمسرح يونيكورن لرويترز: «ضرورة المسرح الآن أكثر من اي وقت مضى. نعيش في عالم تحيط به الشكوك وصعب ومعقد. من الصعب الوصول اليهم. يعتبرونا (الاطفال) اصدقاء».

وكتب فيليب بولمان، وهو من أكبر مؤلفي أعمال الأطفال في بريطانيا «ليس مثل مشاهدة التلفزيون أو فيلم في السينما. كل شيء في هذه المساحة الشاسعة حي والجميع يركز على نشاط محوري واحد».