متحف الهواة في بالتيمور .. التعبير بالتشكيلات الغريبة

TT

تخيل نموذج سفينة حربية مصنوع من 193,000 قطعة من خلال الاسنان الخشبية، رجل آلي مصنوع من بقايا مجفف ملابس كهربائي وبعض مصابيح الاضاءة، اضف الى ذلك غطاء سيارة مصنوع من الملاعق والشوك المعقوفة.

كل هذه الاشياء تحتل مكانا مهما في معروضات متحف الفني للابتكارات بمدينة بالتيمور الاميركية. رسالة المتحف تكمن في ان هناك نوعا اخر من الفن الذي قد لا تجده عادة في المتاحف والغاليريهات. انه العمل الذي يبتكره شخص لم يدرس الفن ولم يتدرب عليه ولكنه يحمل فكرة ما ويستطيع التعبير عنها في عمل مرئي. ويختلف مفهوم الفن في المعرض عن مفهوم الفن الشعبي الذي ينتج من موروث شعبي مشترك، فالقطع المعروضة في هذا المتحف اكثر ابتكارا وتفردا. وتقول ربيكا هوفبرجر مؤسسة المبنى تعليقا على مجموعة الاعمال المعروضة في المتحف لصحيفة «واشنطن بوست»: «ما لا يستطيع الانسان التعبير عنه بالكلام، يعبر عنه بتكوين تشكيلات من الاشياء الموجودة حوله».

الزائر للمبنى المقام على 35,000 قدم مربع، سيفاجأ بالشكل الخارجي له فهو مقام على شكل هندسي من الطوب والاسمنت ومزين من الخارج بقطع المرايا والسيراميك. المبنى يتكون من ثلاثة طوابق ويحتوي على ستة صالات للعرض.

احدى قاعات العرض خصصت لعمل تحت عنوان «لسنا وحدنا، المخلوقات الفضائية حولنا» يعتمد على رقعة شطرنج كبيرة وضعت عليها قطع اللعب على هيئة مخلوقات فضائية مختلفة القطع من عمل الفنان لايل استيل. في غرفة اخرى تلفت النظر قطع كبيرة من المنسوجات اليدوية والتي قد تبدو لضخامتها انها من تنفيذ مجموعة من الاشخاص ولكنها في الحقيقة مركبة من قطع صغيرة من الورق ملصقة ببعضها البعض من تنفيذ فنانة صينية. وتقول الفنانة انها قضت سنوات طويلة من عمرها في تركيب هذه القطع التي تعبر عن حلم من احلام طفولتها.

وهناك بعض الاعمال التي تترك انطباعا قويا في النفس مثل قطعة تعبر عن الحياة وراء قضبان السجن لفنان ياباني.

من اهم انشطة المتحف المعرض الرئيسي الذي يقام كل عام ويعبر عن موضوع انساني مهم مثل الحرب، الشيخوخة والادمان. والجدير بالذكر ان معرض هذا العام يستكشف العلاقات بين السلالات البشرية.

ورغم الاستقبال البارد الذي قوبل به المتحف عند انشائه الا ان هوفبرجر تقول «لقينا نجاحا لم نجرؤ على تخيله من قبل والان اصبح المتحف من الاماكن التي تحظى باحترام وتقدير الكثيرين».