الأمير تشارلز في حي الأزهر.. وقار وتسبي

أهالي المنطقة تمنوا مصافحته وجلوسه في مقهى الفيشاوي التاريخي

TT

على عكس نابليون بونابرت، الذي اقتحمت خيوله صحن الجامع الأزهر الشريف، اثناء الحملة الفرنسية على مصر في عام 1798، تخلى الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا أمير ويلز، الذي يزور مصر حاليا،ً هو وقرينته كاميلا دوقة كورنويل عن الطابع الرسمي.. آثر الأمير تشارلز، الذي منحته جامعة الأزهر أمس الدكتوراه الفخرية، أن يخلع نعليه على عتبات جامع الأزهر العتيق، بينما انسابت بين أصابعه حبات مسبحة لفتت نظر المرافقين له، بأنها تعبير أصيل عن فهم الأمير للإسلام والحضارة الإسلامية.

وبينما كان الأمير يتجول في أركان جامع الأزهر ويتأمل النقوش والرسوم والآيات القرآنية الموشاة بجماليات الزخرفة والفن الإسلامي، تجاوزت أمنيات العشرات من المصريين وأصحاب «البازارات» في منطقة الحسين وخان الخليلي، الذين اصطفوا على جنبات الشوارع أملاً في مصافحة الأمير تشارلز أو رؤيته، وتمنى الكثير منهم أن يشاهدوا الأمير وهو يتجول في حي الحسين ويتنسم عبقه الشعبي الخاص، ويجلس على مقهى الفيشاوي الشهير الذي جلست عليه من قبل أوجيني ملكة فرنسا، والكثير من الملوك وأمراء العالم، وكوكبة كبيرة من الكتاب والفنانين، مثل نجيب محفوظ وسيد مكاوي وزكريا الحجاوي.

وقال الحاج حسين، أشهر بائع سبح في حي خان الخليلي: سمعت عن زيارة الأمير تشارلز، وسررت بذلك، وأعددت مسبحة نادرة من الكهرمان العتيق لأهديها إليه، وكنت أتصور أن الأمير سيقوم بجولة في الحي.

ومثل الحاج حسين، تأهب الكثير من أصحاب المقاهي والمطاعم والعاديات بحي الحسين وخان الخليلي لمقدم الأمير تشارلز، بعضهم جهز هدايا له والدوقة كاميلا، وبعضهم جهز وجبات ومشروبات مصرية بطريقة خاصة، أملا في أن تحظى بإعجاب الأمير وزوجته والمرافقين له، وما زال الكثير منهم يأمل في هذه الزيارة.

يقول برهان صاحب محل للعاديات، كان نفسي أهدي الأمير تشارلز والدوقة كاميلا جلبابين مصريين مطرزين بالرسومات والنقوش المصرية الشعبية القديمة.

وقال أبو عصام صاحب مقهى «لؤلؤة الحسين» المجاور لمقهى الفيشاوي، أعددت «قعدة» خاصة بالمقهى، تحسباً لزيارة الأمير تشارلز، وهذه لحظة تاريخية كنت أتمنى أن تحدث.

وأوضح إبراهيم صاحب محل للفضيات بخان الخليلي، أن زيارة الأمير تشارلز للحي سيكون لها أثرها على السياحة، خاصة السياح البريطانيين الذين يشكلون نسبة كبيرة في حركة السياحة الوافدة إلى مصر.

وأضاف إبراهيم: إن زيارة شخصية بحجم وأهمية الأمير تشارلز، تشجع على تدفق حركة البيع والشراء بالمنطقة، التي تحوي ما يشكل ربع الاقتصاد المصري، ولفت إبراهيم إلى أن زيارة مثل هذه الشخصيات تساهم إلى حد كبير في محو الآثار السيئة لبعض الأحداث الإرهابية التي وقعت بالمنطقة، خاصة من ذاكرة السائح الأجنبي.

ويكمل المشهد من زاوية أخرى عم حسين، أحد باعة الكتب التراثية بحي الأزهر قائلا: أنا معجب بأفكار الأمير تشارلز، وزيارته للجامع الأزهر اليوم وإلقاؤه محاضرة عن الإسلام، تؤكد أنه رجل صادق في هذه الأفكار، كما أنه يدعو إلى الأخوة والتسامح بين الشعوب.

وأضاف عم حسين: أعجبني أيضا استنكار الأمير تشارلز للرسوم المسيئة للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، وهذا الموقف نابع من تقديره للإسلام والمسلمين، فهو رجل مسؤول ولديه نظرة عميقة للأمور.

وعلق أحد المواطنين الذين شاهدوا الأمير تشارلز وهو يخلع نعليه على عتبات الجامع الأزهر، بأن هذا سلوك محترم وحضاري وهو لفته جميلة من الأمير تشارلز. وقالت فاسورلا إحدى السائحات اليونانيات، التي تواجدت بالمصادفة في الحي: هذه هي المرة الثالثة التي أزور فيها حي الحسين وخان الخليلي والأزهر، لكنني أحسست منذ الصباح بأن أصحاب البازارات والمحال يستعدون لاستقبال حدث مهم، وحينما سألت أخبروني أن الأمير تشارلز سيزور المنطقة اليوم، وكانوا فرحين وهم يخبرونني بذلك حتى أنني أنتظرت معهم هذا الحدث السعيد، لكن يبدو أن الأمير تشارلز نظرا لمشغولياته الكثيرة اكتفى بزيارته السريعة للجامع الأزهر، لكن بشكل عام استمتعت بالحالة، وكان انتظارا جميلا.