مفاجئات الأمير تشارلز في السعودية.. يتكلم العربية ويعمل بالإزميل والمطرقة

ولي العهد البريطاني وزوجته يزوران عددا من المؤسسات التعليمية والمدنية في المملكة

TT

ألقى ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز وزوجته الأميرة كاميلا، نظرة عن قرب على مسيرة التطور في السعودية، حيث قاما بزيارة عدد من المؤسسات المدنية والتعليمية على هامش الزيارة الرسمية التي يقومان بها. وفي الكلية التنقية بالرياض، أخذ الأمير تشارلز الإزميل والمطرقة، وارتدى نظارات اللحام، فيما تعالت أصوات الهتافات والتصفيق، تخالطها في ذلك ضحكات البعض المرحبة، بما أقدم عليه ولي عهد بريطانيا العظمى. وحرص الأمير تشارلز، أثناء تجوله في ورش تقنية الرياض، والتي تعد أقدم كلية تقنية في البلاد، على سؤال المتدربين السعوديين عن أداء عملهم، ومدى ارتياحهم له، محفزا إياهم على بذل المزيد من الجهد. وتجلى الجانب الإنساني في شخصية الأمير البريطاني، حينما هرع للاطمئنان على صحة أحد المتدربين السعوديين، بعد أن وجد إحدى يديه قد لفت بشاش أبيض اللون، متسائلا «هل هذه الإصابة من الأعمال التي قمت بها؟»، لينفي المتدرب السعودي الأمر، بإفادته أن هذه الإصابة قد تعرض لها خارج نطاق العمل. ولم يبد ولي العهد البريطاني، أثناء زيارته الرسمية للسعودية، والتي اختتمها يوم أمس، أية مواقف سياسية لبلاده تجاه القضايا التي تعج بها المنطقة العربية، غير أنه وبزيارته لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية يوم أمس الأول، والتي حث فيها على استعادة الاحترام المتبادل بين الرسالات السماوية، والعمل على إزالة عدم الثقة التي وقعت بينها، دلل على ما هو عليه من تسامح وطيبة، بعيدا عن أية مواقف سياسية. واختار الأمير تشارلز جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، التي تأسست منذ 33 عاما تقريبا، لإطلاق رسالة السلام والاحترام، لما تمثله هذه الجامعة من ثقل ديني في السعودية، كونها تعتبر امتدادا للتعليم الديني والإسلامي في البلاد، منذ أكثر من نصف قرن، وذلك بتدرجها من معهد علمي، إلى كليات لتعليم الشريعة واللغة العربية، قبل أن يصدر مرسوم ملكي بالموافقة على نظام الجامعة. وبالرغم من وجوده في الرياض، إلا أن الأمير تشارلز لم يغفل في كلمته التي ألقاها في الجامعة الإسلامية، الدور الفعال الذي تلعبه الأقليات المسلمة في بلاده، إذ أعرب عن تقدير بريطانيا لتلك الإسهامات، في لفتة سعى من خلالها لمحاولة دمج حضاري جديد بين المجتمعين المسلم والغربي، خصوصا بعد أزمة الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، والتي قال عنها «رأينا في الرسوم الدنماركية كيف أنها أثرت كثيرا على علاقات الغرب بالإسلام، بسبب تعرضها لقضية احترام الأديان»، مشيرا إلى ضرورة العمل جنبا إلى جنب، لصنع عالم يسوده التفاهم للأجيال والأحفاد. ونتيجة لجهود الأمير البريطاني الكبيرة في خدمة التراث والآثار، والتي أفنى جل عمره في سبيل هذه القضية، فقد منحت إدارة جائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني، أمير ويلز جائزة الإنجاز الحياتي في التراث العمراني، والتي سعد بالحصول عليها كثيرا في حفل شهدتها ساحة الحكم وسط العاصمة السعودية. وعلى إثر تلقي الأمير تشارلز لتلك الجائزة، تقدم نحو المكان المخصص لإلقاء كلمته، ليفاجأ الحضور في مقدمة كلمته، بأنه يتلقى حاليا دورة لتعلم اللغة العربية، غير أن عدم إنهائه لهذه الدورة، دفعه إلى انهاء حديثه بلغته الأم. من جهتها اشتملت زيارات الأميرة كاميلا على جمعية النهضة النسائية الخيرية والتي ترأسها الأميرة سارة الفيصل، وتعتبر هذه الجمعية من المؤسسات المجتمع المدني وناشطة في مجال حقوق الانسان، وحقوق الأسرة والطفل بشكل خاص، كما فاجأت أبناء الجاليات الأجنبية في السعودية، بزيارة خاصة إلى مدرسة متعددة الجنسيات في الرياض.