رغم فقدانه لذراعيه في الحرب.. علي عباس يمارس الفن ويسخره لخدمة العراق

الفتى الذي تحول من رمز المعاناة إلى رمز الإصرار على العيش

TT

بعدما كان علي عباس رمزاً لمعاناة الشعب العراقي في الحرب الأخيرة على بلده قبل ثلاث سنوات، حيث انشغلت الصحافة العالمية بصور جسده المحروق ونقلت قصته المروعة لفقدانه والديه وذراعيه في قصف اميركي على منزله في بغداد، اختفت اخباره عن وسائل الاعلام. إلا ان علي عباس اصبح اليوم شاباً عمره 15 عاماً، وذا شخصية قوية ليثبت ان من الممكن لقوة العزيمة والموهبة ان تكسر جميع العوائق، وليصبح رمزاً للمثابرة والاصرار على العيش. وافتتاح معرضه الفني في لندن هذا الاسبوع اكبر دليل على ذلك، اذ تعرض في العاصمة البريطانية حتى نهاية شهر مايو (ايار) المقبل مجموعة من رسوم علي الفنية التي تجسد ذكرياته عن العراق وحياته الجديدة في المملكة المتحدة.

وقال علي لـ«الشرق الأوسط» انه بدأ يرسم مستخدماً اصابع قدميه قبل سنتين بعدما انتقل الى المملكة المتحدة مع الطفل العراقي احمد فرحان الذي فقد ذراعه اليمنى وساقه الأيسر. وأكد علي انه يشعر بالسعادة لانخراطه في الدراسة في المملكة المتحدة بعدما أصبح يجيد الانجليزية، ولكنه أضاف: «لم اقرر بعد بأي موضوع جامعي اختص لكنني انوي مواصلة الرسم، كما انني اعشق لعب كرة القدم». وعاش علي وأحمد في منزل واحد في لندن منذ ان جاءا الى المملكة المتحدة قبل اكثر من عامين، واصبحا «اقرب من الاخوة» بحسب علي. ويشمل «معرض علي عباس واصدقائه» اعمال احمد الذي تعمل استخدام يده اليسرى بعدما فقد يده اليمنى. وتشغل السياسة علي، كغيره من اطفال العراق الذين تحكمت السياسة في حياتهم، يقول: «اتمنى العودة الى العراق الا ان الوضع الأمني صعب جداً ولهذا الآن علي ان ابقى هنا لكنني اتمنى ان اساعد اطفال العراق من خلال رسومي». وتعرض اللوحات الـ26 للبيع في مزاد، وتبدأ كل قطعة بسعر 300 جنيه استرليني في مزاد خيري لأطفال العراق. وقال عمدة بلدة ريتشموند المجاورة للعاصمة البريطانية روبين جويت الذي افتتح المعرض أمس لـ«الشرق الأوسط»: لم اكن اعرف ماذا اتوقع في هذا المعرض، فسمعت الكثير عن علي واحمد واندهشت لما انجزاه في الوقت القصير منذ ان وصلا الى بريطانيا». > للمزيد من المعلومات عن «صندوق علي الخيري» يمكن زيارة موقع: