الموضة الهندية ترفع شعار «خالف تعرف»

TT

إذا كانت عيون دور الازياء العالمية قد توجهت إلى السوق الهندي، وافتتح العديد منهم محلات بها، فضلا عن مشاركتهم في بعض عروضها، فأولى بأبناء البلد ان يقوموا بالمثل. وهذا ما قام به المصمم مانيش أرورا بتوجهه إلى نيودلهي لعرض مجموعته الجديدة مع باقة تضم حوالي 80 مصمما هنديا خلال اكبر اسبوع موضة تعرفه الهند منذ سبع سنوات. أهم ما يميز أسلوب مانيش ارورا ميله إلى الجنون الفني، وحبه للألوان الصارخة، وهذا ما أثار انتباه الصحافة العالمية له وجعله من المصممين المفضلين لديهم خلال اسبوع لندن للموضة في شهر سبتمبر (ايول) الماضي. وإذا عرف سبب ميله إلى المبالغة بطل العجب، فقد صرح بأن على اي مصمم هندي يريد ان يحذو حذوه ويحقق النجاح العالمي أن «يبتعد عن الأسلوب الهندي الصرف، ولا بأس ان يجنح إلى بعض الجنون والمبالغة». لكن ما يسري على لندن قد لا يسري على السوق الهندي بتقاليده وتحفظاته. فالمرأة الهندية مازالت تفضل الساري الهندي على فستان سهرة خلال حفلات الزواج، ولا يبدو ان هذا الامر سيتغير في المستقبل القريب. وما على المصممين الشباب ان يدركوه هو أن قوتهم الفنية والتجارية تكمن في التطريزات اليدوية والاقمشة الغنية والألوان الدافئة التي تميز ثقافتهم، وأنه من الصعب عليهم منافسة مصممين كبار أمثال جون غاليانو او كارل لاغرفيلد او جيورجيو ارماني عندما يتعلق الامر بتصميم فساتين سهرة عصرية. تجدر الإشارة إلى أنه رغم تسابق العديد من المصممين على افتتاح محلات في الهند، فإن الأرباح التي يجنونها ليست كبيرة بالمقارنة مع اسواق عالمية اخرى مثل السوق الروسية أو اليابانية، لكنها قد تتحسن في المستقبل بتغير الثقافة الشعبية، وبإقبال الجيل الجديد على صرعات الموضة الغربية اكثر، والأهم من كل هذا تحسن الأوضاع الاقتصادية. فقد أفادت دراسة اجرتها المؤسسة العالمية «ماكنزي» بأن نسبة 1.2 مليون هندي فقط يمكن ان توضع في خانة الطبقة الميسورة، بينما تقدر سوق المنتجات المترفة فيها بحوالي 454 مليون دولار سنويا، ويقال انها سترتفع بنسبة 20% في السنة.