لأول مرة في السعودية.. معرض لرسوم الـ«مانجا» اليابانية

فتاتان سعوديتان تتقنان الفن الآتي من الشرق

TT

في بيت الفنون الجميلة بعروس البحر الأحمر جدة، أقيم لأول مرة بالسعودية معرض «بنات كارتونز» ضمن برامج جماعة رعاية الموهوبات بمكة المكرمة، وهو معرض فني يقص للزائر قصة اللعبة البيضاء من بطولة «رايان». وقصة أخرى بعنوان البهلوانات من بطولة «احمد» بقلم الدكتور احمد حسب النبي، وعرضها بطريقة القصص الكاريكاتيرية أي الـ comics أو كما تسمى في اليابان بالـ«مانجا»، وقد كان طاغيا عليها اللونان الأبيض والأسود، وكذلك المدرسة اليابانية بكل خصائصها، خاصة في ملامح الشخصيات، مثل العيون الكبيرة والتركيز على التفاصيل. الزوار الذين قدموا من مختلف انحاء السعودية، كانوا جميعا مهووسين بالـ«مانجا»، حملوا كاميراتهم وأوراقهم ليسجلوا ما يشاهدونه، كلمة وصورة، تقول ميساء أبو العلا ،المهتمة بهذا النوع من الفنون «سمعت عن المعرض من خلال منتديات الإنترنت، وبصراحة لم اصدق ما قرأته فقدمت بنفسي لأرى».

كل هؤلاء الزوار كانوا يسألون أنفسهم من صاحب هذه الرسومات.. ولم تدم التساؤلات كثيرا.. فسرعان ما اقبلت دانية قاري ونوف كوشك، وهما فتاتان سعوديتان في منتصف العشرين من العمر، واجتمع الزوار حولهما، وكل طرح أسئلته واستفساراته، وكانوا يتحدثون بلغة المانجا وثقافتها، مما جعل الآخرين يتخيلون أنهم ضمن جيل جاء من كوكب آخر.

دانية قاري درست علوم أحياء بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، أحبت منذ صغرها الرسم بأقلام الرصاص والفحم والباستيل ورسم القصص المصورة والتخطيط بالعربي والإنجليزي، عازفة جيدة للبيانو وتجيد بعض المصطلحات اليابانية وتحلم اليوم كما تقول، «بتعلم اللغة اليابانية والالتحاق بمدارس بطوكيو تعلمني فن المانجا بأصولها».

وحول تأثرهما الواضح بالثقافة اليابانية، من خلال أعمالهما مما يجعل الزائر لا يصدق بهويتهما السعودية، تقول نوف كوشك الحاصلة على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية، «منذ أن كنت في الصف الثاني الابتدائي وأنا أشاهد مسلسلات كرتونية، حركت بداخلي هوايتي، فكنت ارسم تلك الشخصيات التي أحبها على دفاتري، ولم أشاهد في حياتي شخصية عربية، ثم أجد صعوبة في قصصي برسم الفتيات مع الشبان عندما ارغب تصوير حياة سعودية». أما قاري فترى انه من الصعب رسم شخصية سعودية بالشماغ والثوب أو العباءة بالنسبة للمرأة السعودية، وتقول «نادرا ما يرتدي الشباب الزي الرسمي فصاروا كالغرب في شكلهم وأزيائهم.. فلا أستطيع تحديد ملامح الأنيمي السعودي للأسف».

وكان لجماعة رعاية الموهوبات بمكة المكرمة الفضل الكثير في تبني الموهبتين وتوفير الكتب والقصص وكل المعلومات عن الكومكس، وكانت المشكلة في إيجاد من يقوم بتدريس هذا الفن الجديد بالنسبة للمجتمع السعودي، كما تقول الدكتورة لمياء العطاس المشرفة على الجماعة، ودكتوراه اللغات الأجنبية بكلية الطب بجامعة أم القرى بمكة المكرمة وتضيف «ان جماعتنا تهتم بجميع النواحي الثقافية، من فنون تشكيلية وشعر وقصص وباللغتين، والمانجا تعد ثقافة يابانية دخيلة على مجتمعنا، الا ان عليها إقبالا كبيرا من أوساط الشباب، خاصة ممن تربى عليها وهم جيل العشرينات اليوم».

وتحلم العطاس متمنية أن تحصل كل من قاري وكوشك على فرصة باليابان لتطورا موهبتهما بصقلها دراسيا وتحويل قصصهما الى أفلام كرتون متحركة من دون أن تنسيا هويتهما العربية. وتقول «لقد عملنا لمدة 6 اشهر معا، حتى ننشئ معرض بنات وكارتوونز ومن أكثر المعوقات التي واجهتنا، أن هناك الكثير ممن لا يعترف بهذا الفن ولم نحصل على رعاة، وكان سيكلفنا الكثير لو اتفقنا مع شركة علاقات عامة».

ومن الجدير ذكره انه ظلت كتب ومجلات المانجا تلعب دورا ترفيهيا مهما في اليابان لقرون عديدة حتى يومنا هذا، هناك ما هو مخصص للشباب وآخر للبنات، وهناك ما هو مخصص للكبار حتى في الـ50 من العمر.