راقصات فرقة «ألف ليلة وليلة» يُفتِنَّ الفرنسيين في باريس

TT

باريس ـ رويترز: ما زال كتاب «ألف ليلة وليلة» من أكثر الكتب التي سحرت ألباب الكتاب والمفكرين والشعوب، خاصة في الغرب، وعرفوا من خلاله الرقص الشرقي على ايقاع الموسيقى لراقصات يلوحن بوشاحهن الشفاف بطريقة مغرية. وكما يعرف كل من له دراية بسيطة بحكايات «ألف ليلة وليلة» الشهيرة، كان على شهر زاد ان تروي قصة كل ليلة لزوجها الذي يتربص بقتلها لولا حكاياتها المثيرة التي تكشف كل تراث الشرق، بما فيه من رقص وغناء وشعر وملوك وأمراء وأيضا شحاذين وبؤساء.

وقدمت فرقة للرقص الشرقي، تحمل اسم هذا الكتاب الشهير، عرضا بنفس العنوان في مسرح لا سيجال الفخم وسط العاصمة الفرنسية، باريس، بعد ان حققت الفرقة نجاحا كبيرا في جولة بفرنسا والعالم اجتذبت ما يزيد على 35 الف متفرج. ويدير جميل ملوك الفرقة التي أسسها والمكونة من راقصات فرنسيات وعازفين أوروبيين ومن أصول شمال افريقية، وكثير من الراقصات والعازفين من ضواحي باريس التي يقطنها عدد كبير من المهاجرين العرب والمسلمين.

وقرر ملوك، وهو صحافي سابق من أصل جزائري، وزوجته مارلين ان يستخدما طابع الرقص الشرقي لدعم صورة مختلفة للثقافة العربية في فرنسا بعد أن وقع الاثنان بالفعل في هوى الموسيقى والإيقاع الشرقي اثناء زيارة لمصر.

ويعتبر ملوك نفسه ناشطا ويقول إن تأسيسه لفرقة الرقص له جانب سياسي بمثل ما له جانب فني وثقافي. وقال ملوك «انها مسألة عودة الى الجذور. عشت في فرنسا ولكني من أصل جزائري عربي وأشعر بالقيم الشرقية داخلي. وأنا ارى ايضا كيف يظهر الشرقيون في وسائل الاعلام أو في وجهة نظر شخص ما. لذا من الضروري تغيير وجهة النظر هذه لإظهار أشياء اخرى مختلفة وايجابية وسارة».

وكانت مارلين زوجة ملوك التي ترقص في الفرقة باسم مستعار هو «جيما» راقصة باليه قبل ان تنتقل الى باريس قادمة من جنوب فرنسا لدراسة الفلسفة في الجامعة. وفي العاصمة الفرنسية تعرفت لأول مرة على الرقص الشرقي الذي يعد فنا مجهولا تماما في المنطقة التي جاءت منها. وتقول مارلين ان العرض الذي شاركت فيه يعتبر فرصة جيدة للفرنسيين كي يتخلوا عما تسميه تحيزا ضد الثقافة العربية ويجعلهم يقدرون جوانب رائعة كثيرة في هذه الثقافة.

وقالت مارلين «هذا العرض يجعل الفرنسيين يقولون.. نعم لم نكن نعرف الثقافة العربية على نحو ملائم... بالإضافة الى ان لدينا الكثير من المهاجرين في فرنسا ولكن أصولهم ترجع الى شمال افريقيا، لذا فإننا لا نعرف كثيرا عن الموسيقى العربية في مصر».

ويبدو ان الجمهور يوافقها الرأي فكثير من أفراد الجمهور أثاره وفتنه هذا الرقص وإيقاعه الرائع.

وقالت امرأة بعد ان شاهدت العرض في المسرح «اعتقد ان هذا رائع ومثير وجميل وفيه ايقاع. لا اعرف على وجه التحديد قد يكون بداخلي. فالمرء ليس بوسعه أن يصف هذا بل هي تجربة تعاش فحسب».