سان فرانسيسكو ـ د ب أ: قبل سنوات قلائل بثت شركة للانترنت ربما طواها النسيان منذ مدة طويلة إعلانات تخيلية على التلفزيون الاميركي، تصف مكتبات تضم كل ما طبع من كتب حتى الان، وقنوات تلفزيونية مشفرة بكل ما انتج من دراما، وأكشاك الصحف بكل ما نشر من صحف ومجلات.
لكن هذا النوع من التلفزيون التخيلي يقترب الان شيئا فشيئا من الواقع. والكلام هنا ليس لمحللي الصناعة الذين يتكسبون جيدا من المبالغة في تضخيم إمكانات تكنولوجيا جديدة، بل أيضا من شركات عملاقة في مجال الميديا التقليدية الراسخة، الذين يقررون الان بأسى بأن النموذج المهني الذي يقدمونه صار الان في خطر شديد.
وأحدث مسمار في نعش التلفزيون التقليدي، جاء مع إعلان شبكة «أيه بي سي» هذا الاسبوع بأنها ستعرض أحدث حلقات مسلسليها الاكثر شعبية «مفقود» (لوست) و«نساء يائسات» (ديسبرت هاوس وايفيز) على الانترنت. وبدلا من مطالبة المشاهدين بدفع مقابل لهذه الخدمة، فإنها تعرض مع الحلقات التي تستغرق ساعة ثلاثة إعلانات مدة كل منها دقيقة واحدة.
وستكون هذه الاعلانات تفاعلية وسيكون بمقدور المشاهدين اختيار أنواع الاعلانات التي يحبون مشاهدتها. وسيكون بمقدور المشاهدين كذلك وقف أو تسريع أو إعادة مشاهدة العمل الفني. لكن لن يكون بمقدورهم مطلقا حذف الاعلانات.
ولذا فإنه ليس من الغريب أن يجد المرء شبكة «ايه بي سي» في مقدمة من ينقلون موادهم إلى الانترنت. وكان ستيف جوبز من شركة «ابل» هو رائد الميديا الصديقة للانترنت، الذي اعتبر انتقاله مؤخرا لمجلس إدارة ديزني الشركة الام لـ(ايه.بي.سي) بمثابة مؤشر الى جدية شركة الميديا العملاقة بشأن التعامل مع التحدي الذي تمثله الانترنت.
لكن ثمة شركات أخرى تتحرك بسرعة أيضا في نفس الاتجاه. فشركة تايم وارنر فعلت من خططها لاستغلال مكتبة الفيديو الهائلة الخاصة بها في شبكة مواقعها بشركة أميركا أون لاين على الانترنت.
وقال جوناثان ميللر المدير التنفيذي لشركة أميركا أون لاين، خلال مؤتمر للصناعة عقد في كان الاسبوع الماضي، «إن عملية عرض مواد الفيديو على الانترنت تشهد زخما هائلا». ففي الولايات المتحدة ازدادت نسبة مشاهدة الفيديو على الانترنت بأكثر من 40 في المائة العام الماضي. وفي أوروبا بلغت هذه النسبة 61 في المائة.
وأدى انتشار وسائل وإمكانية الدخول الى الانترنت لإضافة عوامل جذب جديدة لمشاهدة التلفزيون على الانترنت.
فبإمكانك شراء نظام حديث يقل ثمنه عن ألفي دولار من الكومبيوتر الشخصي والهاتف الجوال ومشغلات اسطوانات الموسيقى وتحميل كافة مواد الفيديو التي تريدها عليه وتوجهها بجهاز التلفزيون العادي أو تلفزيون الانترنت كما يطلق عليه الان أو الهاتف الجوال لمشاهدة ما تريد وقتما وأينما تريد.
ويضيف ميللر «إن المسألة ليست مجرد مشاهدة التلفزيون على جهاز الكومبيوتر الخاص بك. إننا نخلق خبرات تفاعلية تتضمن مواد التسلية. وفي هذه البيئة يصبح وقت ذروة المشاهدة هو وقتنا نحن الخاص وبالنسبة للمعلنين يصير كل الوقت».